إذا كان التجريف قد طال أساتذة الجامعات، وذلك في عهد مبارك، وقت أن كانت الجماعات الإسلامية والسياسية والنقابية تعمل على ملف فلسطين، ورفض التطبيع والتصهين، فما بالنا بعد هذا الكم من التجريف، والتصحر الثقافي والديني..
لا شك أن الأحداث التي تعيشها الأمة الإسلامية الآن، مرحلة ملؤها الخزي والعار، والهوان والضعف، على مستويات عدة، وبخاصة ما نشاهده على أرض غزة، من قتل وتشريد ليل نهار، في ظل صمت لا يمكن تفسيره إلا بخيانة هذه الأنظمة، أو تواطئها المباشر لترك العدو الصهيوني ينفذ مخططه الإجرامي..
تنشط الدراما المصرية في شهر رمضان تحديدا، ويكون موسما وفرصة لعرض الأعمال الدرامية والتاريخية، ومنذ فترة بعيدة لم تتناول القنوات المصرية أعمالا دينية، سواء متعلقة بالتاريخ العام، أو التاريخ الإسلامي، وهو ما كان ملاحظا منذ فترة..
لقد بين النبي صلى الله عليه وسلم حقوق الأخوة العامة بين المسلمين، والحقوق الخاصة بين الجيران، فقال صلى الله عليه وسلم: "ما آمن بي من بات شبعان وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم"، وقال العلماء عن سر نفي كمال الإيمان عمن يترك جاره يتضور جوعا، فقالوا: المراد نفي الايمان الكامل..
من يتابع الحدث وما تم بعده، يدرك أبعادا مهمة حوله، فالخوف من آثار الفعل، ومن تأثيره، جعل المنصات الاجتماعية، تضيق في النشر عن الحادث، ما يعكس مدى تخوف هذه الدول من مثل هذا الحادث، وكذلك مكانه، فقد كان أمام السفارة الإسرائيلية في أمريكا، ولا يدري أحد ما يمكن أن يحمله قادم الأيام من توابع هذا الحدث..
تعيش مصر ـ كسلطة الآن ـ مرحلة من أسوأ مراحلها من حيث السياسة، ومن حيث التصريحات التي تهيل التراب على تاريخ عريق للدبلوماسية المصرية، فقد كان في جلسة ضمن مؤتمر ميونيخ للأمن، حيث تداخلت تسيبي ليفني وزيرة خارجية إسرائيل السابقة، وتكلمت عن حماس، كلاما من الطبيعي خروجه منها، بحكم وظيفتها السابقة، وموقفها كشخصية سياسية في الكيان الصهيوني..
مؤخرا صدر كتاب ضخم من أربعة أجزاء، بعنوان: (الأزهر والقضية الفلسطينية)، صدر عن مشيخة الأزهر، وتم عرضه للجمهور في المعرض الدولي للكتاب بالقاهرة، والذي انتهى منذ ما يقرب من عشرة أيام، الكتاب يقع في أكثر من ألف وستمائة صفحة، وهو تجميع لبحوث..
منذ بضعة أيام أعلنت وسائل إعلام إسرائيلية وصول شاحنات بعدد كبير، تقف على حدودها البرية، معلنة أنها وصلت من دول عربية، وعبر طرق عربية وإسلامية صرفة، وحرصت على نقل الخبر صوتا وصورة، بتسجيل مقابلات بين أمن الحدود الإسرائيلي، وبعض سائقي الشاحنات..
قلنا منذ بداية طوفان الأقصى: إن ما يجري في أرض غزة، سواء على أيدي رجالها الذين يسعون لتحريرها من نير الاحتلال الصهيوني، أو من أهلها بثباتهم وصبرهم البطولي، يذكرنا بما كنا نقرؤه في الكتب عن جيل الصحابة والسلف الصالح في عصور الإيمان الذهبي للأمة، ولم نكن مبالغين في ذلك، ولا مجاملين لأحد، وهو ما شد انتباه الجميع مسلمين وغير مسلمين، العرب والغرب على حد سواء.
في كل مرحلة تاريخية، تثار شكوك حول نظام من الأنظمة، أو جهة من الجهات، حول علاقتها بعدوها وعدو أمتها، ويظل الناس ينتظرون لسنوات، حتى يتم رفع الحظر عن وثائق هذه المرحلة. إلا أننا نعيش في مرحلة أعتقد أن الباحث وأهل الفكر والثقافة لن يحتاجوا الانتظار لسنوات لمعرفة علاقة النظام المصري الحالي بالكيان الصهيوني..
وائل الذي أصبح رمزا لصمود أهل غزة، ورمزا لصمود الإعلامي صاحب الرسالة، والتي قال عنها بوضوح: إننا نعمل في ظل قصف مستمر، وقتل لأهلنا، وظروف عسيرة، ونعمل بشكل مهني، أمامهم آلاف السنين حتى يصلوا لهذه المهنية. ما حدا بنقابة الصحفيين المصرية لتكريمه..
ينبغي في المرحلة القادمة: الحد من طغيان لغة وبيانات السياسة التي كثرت، وأخرجت الاتحاد عن أساس رسالته، فليس مقبولا في كل حدث صغر أم كبر، أن يصدر الاتحاد بيانا، فالاتحاد مؤسسة علمائية كبرى، وينبغي أن يتم ترشيد خطابه في هذا الجانب، ومضمون البيانات كذلك..
قام الكيان الصهيوني مساء الثلاثاء الثاني من يناير بعملية اغتيال لبعض قيادات في حركة المقاومة الإسلامية في مقر إقامتها بلبنان، على رأسهم: الشيخ صالح العاروري نائب رئيس الحركة، وذلك عن طريق استهداف مبنى مكتب العاروري في الضاحية الجنوبية في بيروت..
بغض النظر عن يوم الميلاد، إلا أنه في هذه الأيام، وليس المهم هنا الحديث عن احتفالهم به، بل المهم أين هم من تعاليمه فيما يجري على أرض غزة، وما يحدث فيها من مجازر يشاهدها العالم ليل نهار، بل يشارك في سفك دمائها ـ للأسف ـ هذا الغرب الذي ينتمي للمسيح عليه السلام..
مما قدمته الشعوب وبرز أثره سريعا، المقاطعة الاقتصادية لكل الشركات التي تدعم الكيان الصهيوني، حتى أعلنت شركة ستار بوكس عن خسائر بلغت أحد عشر مليار دولار، وأجبرت الشعوب شركة كزارا على أن تعتذر بشدة عن حملة دعائية قامت بها، فهمت منها أنه تعريض وسخرية من الشهداء في غزة..
كثيرا ما بذلت هذه المؤسسات جهودا، أو فتحت باب النقاش حول ظاهرة الإلحاد في بلادنا العربية، وقد كانت من أقوى أسباب فقدان الشباب الثفة في الدين، هو الخطاب الديني نفسه، لأنه ـ في غالبه ـ خطاب سلطوي، وخطاب لا يعبر عن آلام الشعوب ولا آمالها، وقد جسد ذلك بوضوح هذا الخطاب في مسرحية الانتخابات الرئاسية..