ساري عرابي يكتب: الخلاف ليس اجتماعيّاً محضاً ولا سياسيّاً صرفاً، وهو بطابعه المركّب هذا يجعل القول بأنّ التناقض الإسرائيلي الجاري، سيُخرِج "إسرائيل" أكثر قوّة أقلّ رجحاناً، إذ ما يجري الآن مآلات لعملية تاريخية طويلة، صاحبت تأسيس المستوطنة/ الدولة، وانفجرت مرّات عدّة في وجهها طوال تاريخها، لكنها هذه المرّة أكثر حدّة
ساري عرابي يكتب: تؤكد على الدجل التنويري الأوروبي ذي العقل النقدي والشكّي وهو يتقبل اصطناع "إسرائيل"، ونفي الوجود الفلسطيني، على أساس كل ما يهين العقل وبداهة الأشياء، فضلاً عن اقتضائه في أقلّ أحواله الشكّ والنظر النقدي! وهذه رمزية أخرى في خطاب سموتريتش من باريس
ساري عرابي يكتب: لا يمكن السعي لتحقّق الذات العربية، أو لأيّ دولة عربية ثقيلة إقليميّاً ودوليّاً بالتعويل على هذا الاستعمار، أو بالتحالف مع "إسرائيل"، بل بالقطع مع ذلك كلّه، ودعم القضية الفلسطينية، أي أنّ العرب ليسوا فقط أولى من غيرهم بالقضية الفلسطينية..
ساري عرابي يكتب: هذه العوامل كلّها لا تدفع نحو اليأس، بل تجلّي حقيقة المقاومة هذه بما يبرز قيمتها، من حيثيتين، الأولى أنّها تعمل وتجري وتكيّف نفسها في ظرف معقد كهذا، والثانية أنّها بالرغم من كلّ ذلك مستمرّة منذ بضع سنوات، لم تتوقف، وإنما تعيد تجديد نفسها..
ساري عرابي يكتب: يبني الطفل الفلسطيني ذاكرته من تجربته المباشرة، يكتسبها بالمعاينة والمشاهدة والمعايشة ولا يرثها، فبقدر ما تراهن عمليات الهندسة الاستعمارية على تجريف منابر التعبئة، تجد أنّ هذا الفلسطيني الصغير قد امتلك فهماً كاملاً لحقيقة القضية..
ساري عرابي يكتب: إدراك العبء الواقع على هذا الشعب، والقيمة العليا لصموده، لا بالنسبة له، بل بالنسبة للعرب على طول لحظات عربية ممتدة من الرداءة والعجز وقلّة الحيلة والمؤامرة وانطماس الوعي والبصيرة، وبالنسبة للعالم الذي لم يحمّل الفلسطينيين هذا العبء فحسب، ولكن الفلسطينيين اليوم، بصمودهم في المقابل، يحتفظون له ببقية الدواء الأخلاقيّ اللازم له
ساري عرابي يكتب: كانت الديمقراطية الإسرائيلية، والأمن الإسرائيلي، شرط الاستمرار الإسرائيلي، بالحفاظ على تماسك المجتمع، وبـ"عقلانية" أمنية ثابتة، وإذا كانت تعديلات ليفين على القضاء ستبدأ في تفكيك ذلك الناظم للمجتمع الإسرائيلي، فإنّ اندفاعات الصهيونية الدينية والأحزاب ذات الصلة بها، وسعيها لتعزيز نفوذها في المؤسسة العسكرية والأمنية، من شأنها أن تخصم من ثبات "العقلانية الأمنية الإسرائيلية"، لصالح الاستعجال والهوجائية!
ساري عرابي يكتب: بالنسبة لشهداء مخيم عقبة جبر، أدركوا الجامع الحرّ المجرّد من قيود الحزبية والمناطقية، واستكشفوا سؤال الواجب والمسؤولية من فعل أقرانهم في أماكن فلسطين الأخرى، وسعوا لمحاكاة واقعية، تتضمّن رؤيتهم وتعديلاتهم الخاصة، ومحاولة الاستفادة من التجارب التي وضعوا عليها ملاحظاتهم
ساري عرابي يكتب: بالنظر إلى طبيعة الصراع وتاريخيته، فإنّ القضية ليست في الآماد المنظورة لما يمكن للإسرائيلي أن ينجزه أمنيّاً، ولكن في حتمية تجدّد الإرادة الفلسطينية، بما يعني جوهريّاً فشل المشروع الاستعماري الصهيوني، الذي لم يتمحص فشله في النهاية المؤكدة بعد، لعوامل موضوعية تتمثل في الانهيار العربي، وفي إصرار قيادة مشروع السلطة على ما تقرّ بفشله وكارثيته
ساري عرابي يكتب: الحادثة، وبقدر ما تعيد الإضاءة على موقع "إسرائيل" في السياسة الأمريكية، وعلى الأزمات الاستراتيجية العسكرية التي تعانيها "إسرائيل" على نحو مزمن، فإنّها أيضاً تكشف عن محدودية القدرة الأمريكية، في حال زادت الأعباء الأمريكية، أو تعارضت التزاماتها تجاه حلفائها
ساري عرابي يكتب: حماس تسعى باستمرار لتحريك الملفّ، كما أخيراً في الفيديو المنشور للإثيوبي أبراهام منغستو، والذي تضمّن تلميحاً على لسانه بوجود "رفاق له أسرى" لدى حماس. والحقّ أن الفيديو هذه المرّة استدعى ردود فعل إسرائيلية أكثر إيجابية من أيّ وقت سابق
ساري عرابي يكتب: نُقل عن المدخلي، وبعض كبار أصحابه، أنّهم في مجالس دون أخرى، يوافقونه في تبديع أمثال أبي حنيفة والنووي وابن حجر، بل ونقل عنه طعناً في كبار رؤوس السلفية المعاصرة، كابن باز وابن عثيمين والألباني
ساري عرابي يكتب: تكريس اقتحام المسجد الأقصى، يندرج في تثبيت السيادة الصهيونية على القدس برمّتها، التي ينزف منها الكيان كرامته المهدرة، ثمّ استفاد الكيان بالتجربة خبرة تثبيت الوقائع وفرضها وجعلها مرجعية سياسية والبناء عليها..
ساري عرابي يكتب: إسرائيل سوف تقتل، وتسجن، وتعزل الفلسطيني، دون أن ترى في ذلك أيّ مشكلة أخلاقيّة.. لأنّها ببساطة المحاكي الأكثر وضوحاً للاستعمار الغربي، ولأنها كذلك، فلا ينبغي أن يعاتبها أحد فضلاً عن أن يحاسبها أحد!
ساري عرابي يكتب: يردّ هذا المشهدُ؛ الموقفَ كلَّه إلى موقع الأسرى من الصراع، فما دام الاحتلال موجوداً ستبقى مقاومته قائمة، ليكون الاعتقال من أهمّ أدوات الاحتلال في التفكيك والتحطيم؛ تفكيك المقاومة والشعب، وتحطيمهما..
ساري عرابي يكتب: هذه المقتلة المفتوحة، التي حصلت وما تزال حاصلة، وقعت أثناء حكومة بينيت/ لابيد، كما حصلت طوال عمر "إسرائيل"، لأنّ هذه "إسرائيل"، لا خلاف فيها جوهريّاً على جواز استباحة الفلسطيني، وإطلاق يد جنديّها في دمه..