سياسة عربية

قيادي كردي يتحدث لـ"عربي21" عن تسليح أمريكا وغضب تركيا

إصرار أمريكي على تسليح الوحدات الكردية والمجموعات التابعة لها رغم الغضب التركي - أ ف ب (أرشيفية)
إصرار أمريكي على تسليح الوحدات الكردية والمجموعات التابعة لها رغم الغضب التركي - أ ف ب (أرشيفية)
أبدى القيادي البارز في الإدارة الذاتية الكردية في سوريا، آلدار خليل، ترحيبه بقرار واشنطن تسليح وحدات "حماية الشعب" الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي.

واعتبر خليل، في تصريحات لـ"عربي21"، أن الخطوة الأمريكية "نتيجية طبيعة للعمل المشترك الذي تم خلال المرحلة المنصرمة"، مضيفا: "تسليح الوحدات هو ضرورة من ضرورات تطوير النضال ضد الإرهاب، وسيساعد على تسريع التخلص من تنظيم الدولة"، وفق تقديره.

وكانت وزراة الدفاع الأمريكية قد أعلنت الأربعاء؛ عن موافقتها على إمداد المقاتلين الأكراد في سوريا بالسلاح، لدعم المعارك الهادفة إلى طرد تنظيم الدولة من مدينة الرقة، وهو ما أثار غضب تركيا التي تصنف الوحدات الكردية في سوريا منظمة إرهابية، وترى أنها مرتبطة بحزب العمال الكردستاني الذي تحاربه. وانتقدت تركيا الخطوة الأمريكية؛ واصفة إياها بأنها "أمر غير مقبول".

وحول انعاكسات هذه الخطوة الأمريكية على معارك الرقة، أوضح خليل أن الخطة العسكرية للمعارك في المدينة التي تعد معقلا بارزا للتنظيم في الأراضي السورية، موضوعة بشكل مسبق، رافضا الخوض في نوعية السلاح الذي سيقدم للوحدات الكردية، العمود الفقري لقوات سوريا الديمقراطية.

وعن الانتقادات التي وجهتها تركيا إلى الولايات المتحدة، بعد إعلان الأخيرة عن خطوتها التي وصفت بـ"المثيرة للجدل"، قال خليل: "تركيا تقف دائما ضد أي تطور يتم تحقيقه"، بحسب تعبيره.

مخاوف "عربية" محتملة

ومع اقتراب الإعلان عن معركة الرقة، لا سيما بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية على كامل مدينة الطبقة في ريف الرقة الغربي، وبعد الخطوة الأمريكية الأخيرة، عبرت أوساط عربية في المناطق الخاضعة لسيطرة الوحدات الكردية في الشمال السوري، عن مخاوفها من أن تستغل الوحدات الكردية ذلك، لزيادة وتيرة حملات التجنيد الإجباري التي تشنها في المدن والبلدات العربية.

وفي هذا الصدد، حذر رئيس الهيئة السياسية في "التجمع الوطني لقوى الثورة في الحسكة"، هشام مصطفى، من تبعات سيئة لهذا القرار على العرب في الشمال السوري.

وقال لـ"عربي21": "الوحدات الكردية تشن حملات تجنيد إجبارية شرسة في المدن والبلدات العربية ما قبل هذا الإعلان، واليوم من المرجح أن تزداد شدة هذه الحملات، نظرا لحاجة الوحدات إلى المقاتلين"، وفق قوله.

وحسب مصطفى، فقد وصلت حصيلة قتلى معارك الطبقة، من أبناء العرب المنحدرين من مناطق الحسكة، إلى ما يقارب 200 قتيل، متهما الوحدات الكردية بأنها "تضع المقاتلين العرب في المقدمة، حتى يلقوا حتفهم".

ولفت إلى أن "الوحدات الكردية تقوم بدفن غالبية جثامين القتلى العرب من دون تسليمهم لذويهم، حرصا على عدم إثارة المشاكل"، كما قال.

من جانبه، أشار مسؤول العلاقات العامة في "التجمع الوطني لقوى الثورة في الحسكة"، فواز مفلح، إلى حادثة مقتل رامي التركي، وهو شاب عربي من قرية "خربة الشعير" بريف تل تمر بالحسكة، الأربعاء، بعد انشقاقه عن وحدات حماية الشعب الكردية.

وروى مفلح ما جرى، قائلا لـ"عربي21": "لقد داهمت دورية تابعة لوحدات الحماية منزل الشاب، ووجه العناصر السباب والشتائم للنساء في البيت عندما لم يعثروا عليه، وحينها وجه رامي الذي كان متواريا بندقيته وأطلق النار على عناصر الدورية ليقتل ثلاثة منهم، قبل أن يرديه بقية عناصر الدورية قتيلا، ومن ثم قاموا بالتمثيل بالجثمان"، وفق قوله.

من جانبه، أكد الناشط الإعلامي سراج الحسكاوي، أن الوحدات الكردية قامت بتجريف منزل الشاب، عقابا لما فعله، مشيرا إلى أجواء احتقان تسود القرية والقرى المجاورة على خلفية الحادثة.
التعليقات (0)