صحافة دولية

بوبليكو: تجارة الرقيق تزدهر بليبيا والعالم يغض الطرف عنها

بعض الميليشيات المسلحة تنشط في تجارة البشر بليبيا- أ ف ب
بعض الميليشيات المسلحة تنشط في تجارة البشر بليبيا- أ ف ب
نشرت صحيفة "بوبليكو" الإسبانية تقريرا، سلطت من خلاله الضوء على المهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر ليبيا، والذين أصبحوا فريسة سهلة بين يدي مافيا الاتجار بالبشر، والجدير بالذكر أن كل هذه الانتهاكات والتجاوزات تحدث في ظل انفلات أمني بحت في ليبيا، الأمر الذي يجعل إمكانية التعرض للعقاب على خلفية مثل هذه الجرائم معدومة.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المكسيكي الحائز على جائزة بوليتزر، نارسيسو كونتريراس، أكد يوم الأربعاء الماضي أن ليبيا تحولت إلى سوق للرقيق ولكن في "حلة حديثة".

 وتزخر هذه السوق بعدد غفير من المهاجرين، الذين اتخذوا من البلاد معبرا لهم نحو أوروبا، والذين وقعوا ضحية لشبكات الاتجار بالبشر، التي يغض العالم الخارجي بصره عنها.
 
وأوردت الصحيفة على لسان كونتريراس الذي التقى بالعديد من المهاجرين الذين وقعوا ضحية لشبكات الاتجار بالبشر وعاشوا فترة من حياتهم كعبيد في ليبيا، أن "أكبر عدد من مافيا الاتجار بالبشر يتركز في هذا البلد شمال الأفريقي". وأضاف كونتريراس أن "من العوامل التي جعلت تجار العبيد يضعون ليبيا نصب أعينهم، أن هذا البلد يعد بمثابة بوابة للمهاجرين الذين يئسوا من الوضع في بلدانهم، والذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عبر البحر الأبيض المتوسط".
 
وأردف كونتريراس أنه، ومن خلال الشهادات الحية التي سمعها اكتشف أن "ليبيا أصبحت أكبر سوق للرقيق في ظل تفشي الفوضى في كل أرجائها، كما أن تجارة العبيد في ليبيا أضحت بمثابة صناعة، في الوقت الذي يعتبر فيه العالم ليبيا مجرد نقطة عبور للمهاجرين إلى أوروبا".
 
وبينت الصحيفة أنه، وبعد مرور ست سنوات من الإطاحة بمعمر القذافي، لا يزال هذا القطر الشمال أفريقي يشكو من انعدام الأمن والقوانين. كما تحولت ليبيا، في ظل الظروف والتطورات التي شهدتها البلاد إبان ثورات الربيع العربي، إلى ساحة تتنافس فيها الجماعات المسلحة، من أجل الظفر بالأراضي الليبية والثروات الطبيعية التي تزخر بها هذه البلاد. وفي الوقت نفسه، اغتنمت مافيا الاتجار بالبشر وبيع الأسلحة الوضع المتزعزع حتى تتغلغل أكثر وتبلغ تجارتها مستويات لم يسبق لها مثيل في تاريخ البلاد، وذلك نظرا لأنها تدرك تماما أنها ستفلت من العقاب.
 
وأوضحت الصحيفة أن المصور الصحفي المكسيكي قد أصيب بالإحباط نتيجة للبيروقراطية التي تعاني منها ليبيا وما تبقى من مؤسساتها، وقرر التعرف على حقيقة الوضع في البلاد بطريقته الخاصة. وخلال رحلته، أقام علاقات خاصة مع المهاجرين، والمهربين، وعدد من أعضاء القبائل الليبية.
 
وبينت الصحيفة أن بقية الدول في العالم لا تلقي بالا لقضية السوق الليبية للاتجار بالبشر، كما أنه لا وجود لأية مراجع توثق هذه التجاوزات. بالإضافة إلى ذلك، يعتبر هذا الأمر انتهاكا صريحا لحقوق الإنسان. وبالتالي، تستوجب هذه القضية تدخل المجتمع الدولي من أجل معالجتها ووضع حلول جذرية لهذه الآفة.
 
وذكرت الصحيفة أن كونتريراس، الذي عمل أيضا في سوريا، اكتشف من خلال حديثه مع مهاجرين أفريقيين كانا محتجزين كعبيد في ليبيا أن "تجارة العبيد في ليبيا، ليست حكرا على عناصر مافيا الاتجار بالبشر. فعلى سبيل المثال، كان من بين الذين يرتكبون مثل هذه الجرائم الشنيعة في ليبيا، قائد ميليشيا محلية في البلاد، الذي كان يشرف على أحد مراكز احتجاز المهاجرين".
 
وأوضحت الصحيفة أنه وفي خضم الفوضى والانفلات الذي تعيشه ليبيا، أصبح من الصعب التأكد من صحة هذه الشهادات التي نقلها هذا الصحفي. في المقابل، أكدت منظمة الهجرة الدولية أن "المهاجرين الأفارقة الذين يحاولون العبور من خلال ليبيا إلى أوروبا أصبحوا عرضة للبيع في "سوق الرقيق"، وذلك قبل أن يطالبوا بدفع فدية أو يتم توظيفهم في الأعمال الشاقة واستغلالهم جنسيا".
 
وقالت الصحيفة إن طريق المهاجرين للوصول إلى أوروبا عبر ليبيا، محفوفة بالمخاطر، حيث يواجهون أثناء رحلتهم أعدادا مهولة من الجماعات المسلحة وشبكات التهريب. وفي الكثير من الأحيان، يتعرض "الحالمون بالفردوس الأوروبي" إلى الابتزاز والعديد من الانتهاكات. وفي هذا السياق، وثق كونتريراس بالصور الوضع المهين للمهاجرين في مراكز الاعتقال، معتبرا أن "في هذه الأماكن، لا توجد إنسانية".
التعليقات (0)