صحافة دولية

فيلت: لماذا غيّر نتنياهو لهجته بعد قمة الرياض؟

لقاء حميمي بين ترامب ونتنياهو- أ ف ب
لقاء حميمي بين ترامب ونتنياهو- أ ف ب
نشرت صحيفة "فيلت" الألمانية تقريرا، تطرقت فيه إلى التغير الذي طرأ على لهجة رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بعد لقائه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن وسائل الإعلام الإسرائيلية استغربت من موقف نتنياهو المنادي بإحلال السلام مع الفلسطينيين، وذلك في سابقة من نوعها منذ انطلاق المفاوضات بشأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قبل 24 سنة مضت.
 
ولفتت الصحيفة إلى أن أغلب الأطراف الدولية يئست تماما من إمكانية تحقيق السلام بين الجانبين.

وأضافت الصحيفة أن الزيارة الأخيرة التي قام بها ترامب إلى السعودية واجتماعه بحوالي 50 حاكما ومسؤولا من دول إسلامية، في إطار القمة العربية الإسلامية الأمريكية، دفعا الملياردير الأمريكي إلى مراجعة مواقفه بشأن العالم الإسلامي. وفي هذا الصدد، أفاد الرئيس الأمريكي خلال مؤتمر صحفي مشترك مع رئيس الوزراء الإسرائيلي في القدس؛ بأنه يعتزم إبرام اتفاقيات جديدة مع دول الشرق الأوسط؛ بهدف إيجاد حل للأزمات المتتالية التي شهدتها المنطقة.

ونقلت الصحيفة تصريحات ترامب، الذي قال إن "التحولات الجذرية التي شهدتها إيران، وتنامي نفوذها، دفعت بقية دول الشرق الأوسط للتقرب أكثر من إسرائيل، بما فيها تلك البلدان التي كانت تكنّ العداء للدولة العبرية". ونتنياهو يعي جيدا هذه الحقيقة، خاصة أن العديد من دول منطقة الشرق الأوسط متخوفة من الهيمنة الإيرانية.

وأشارت الصحيفة إلى أن الرئيس الأمريكي غير من سياسته الخارجية حيال الشرق الأوسط بصفة جذرية، وذلك خدمة لمصلحة أحد حلفائه، إسرائيل. فقد تمكن ترامب من تلافي "أخطاء" سلفه باراك أوباما، خاصة فيما يتعلق بالتقارب الأمريكي الإيراني. وفي هذا الإطار، أعرب الرئيس الأمريكي خلال زيارته الأخيرة إلى السعودية عن معارضته التامة للاتفاق النووي الإيراني. وعلى خلفية ذلك، صرح نتنياهو قائلا: "دونالد، أنا أثمّن موقفك حيال إيران".

وأوردت الصحيفة أن واشنطن تخلت عن دعمها لفكرة إسقاط الحكام عن طريق الثورات في منطقة الشرق الأوسط، في الوقت الذي دعا فيه ترامب إلى "تحقيق الاستقرار في كافة الدول العربية". من جهة أخرى، وخلافا لأوباما، طالب ترامب السلطات الإسرائيلية بتجميد الاستيطان لفترة محددة، وليس بصفة نهائية.

وأفادت الصحيفة بأن الدول العربية والخليجية تسعى إلى التقرب من الولايات المتحدة، الأمر الذي أثار حفيظة إسرائيل، التي تعارض بشدة صفقات الأسلحة التي أبرمتها الولايات المتحدة مع السعودية. ويعزى ذلك إلى أن إسرائيل تخشى امتداد قوة وهيمنة المملكة، مع العلم أن هذه الصفقة ستسمح للمملكة بالمضي قدما في حربها في اليمن.

في المقابل، تسعى الدول الخليجية إلى التقرب من إسرائيل؛ بقصد التوصل لاتفاق سلام بين الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وذلك من خلال الدخول في مفاوضات مع الجانب الإسرائيلي. فعلى سبيل المثال، تنوي دول الخليج إبرام صفقات تجارية مع إسرائيل، لكن شريطة أن يظهر الجانب الإسرائيلي مرونة تجاه الاتفاق مع الفلسطينيين.

وذكرت الصحيفة أن الرئيس الفلسطيني محمود عباس أعرب عن ترحيبه بزيارة ترامب لبلاده، حيث اعتبرها بمثابة فرصة سانحة لتحقيق السلام مع الجانب الإسرائيلي. وقالت إن عباس أصبح يطالب بالحد من بناء المستوطنات، على الرغم من أنه كان ينادي، في السابق، بتجميد المستوطنات بصفة كلية.

وأكدت الصحيفة أن نتنياهو يخشى بشدة خسارة حليف قوي مثل ترامب، الأمر الذي جعله يستجيب لطلب الرئيس الأمريكي بإيقاف عملية بناء المستوطنات، بشكل مؤقت. علاوة على ذلك، أثنى رئيس الوزراء الإسرائيلي على الهجوم الذي شنته الطائرات الأمريكية على مطار الشعيرات العسكري في سوريا، كما رحب باسترجاع الولايات المتحدة الأمريكية موقعها في الشرق الأوسط.

وقالت الصحيفة إن ترامب نجح في تقريب وجهات النظر بين الإسرائيليين والفلسطينيين بعد فشل مفاوضات السلام، التي دامت قرابة 24 سنة.
التعليقات (0)