حول العالم

رمضان إسطنبول بنكهة شرقية وحضور لما لذّ وطاب (شاهد)

مسؤول تركي محلي: فرحة رمضان يجب أن نعيشها معا- بلدية إسطنبول
مسؤول تركي محلي: فرحة رمضان يجب أن نعيشها معا- بلدية إسطنبول
ما إن تطأ قدماك منطقة السلطان أحمد بمدينة إسطنبول في إحدى ليالي شهر رمضان، حتى تأسرك الأجواء، ما بين هالة روحانية تضفيها أصوات القرآن والأذان المنبعثة من مآذن الجامع الأزرق، وبين مظاهر وطقوس شرقية تأخذك إلى الماضي.

وتتحول المنطقة، التي تعد في الأصل وجهة سياحة لاحتوائها على مسجد السلطان أحمد ومتحف آيا صوفيا، إلى ما يشبه الكرنفال الكبير الذي تختلط فيه اللغات واللهجات، بعد أن خصصت بلدية إسطنبول الكبرى مئات المقاعد والطاولات والمساحات الخضراء للعائلات التركية والعربية التي تأتي لتناول إفطارها هناك.



هذه المظاهر يعززها اليوم "سوق الفنون والأطعمة التقليدية"، الذي تقيمه بلدية إسطنبول للعام  السادس على التوالي في الساحة المجاورة لمسجد السلطان أحمد (الجامع الأزرق)، ويحظى بإقبال كبير من المواطنين الأتراك والسياح والمقيمين في هذه المدينة الساحرة.



وتحت سرادق ضخم مزين بالأضواء والشعارات الإسلامية والعثمانية، يجتمع أصحاب الصناعات والحرف المختلفة في 94 محلا صغيرا، ليقدموا أفضل ما لديهم لآلاف الزائرين الذي افترشوا الساحة المجاورة للمسجد في سهرات طويلة تبدأ من قبيل أذان المغرب حتى صلاة الفجر.



"فرحة رمضان يجب أن نعيشها معا"، جملة تختزل المشهد، بحسب السكرتير العام لبلدية إسطنبول الكبرى خيري براتشلي، الذي قال على صفحة البلدية في شبكة الإنترنت، إن "هذا السوق جزء من واجب الإكرام تجاه هذا الشهر وهذا المكان التاريخي المهم".



وبإمكان الزائر لهذا السوق الذي يستمر حتى نهاية شهر رمضان، التنقل ما بين محلات الحرف اليدوية لاقتناء الهدايا، وفنون الطرق على النحاس والحفر على الخشب وتشكيل للفخار والخزف، وصولا لاستنشاق روائح العطور لمختلفة والصابون المعطر بأنواعه.


أما الأطعمة والمشروبات فحدث ولا حرج، حيث يصاب الزائر بحيرة من أين يبدأ وأين ينتهي، هل يبدأ بالحلويات التركية المختلفة، كالبقلاوة والحلقوم، أم يؤجلها قليلا لما بعد احتساء قليل من أصناف الشراب والعصائر المختلفة؟ أم يجمع تناول الحلويات مع فنجان قهوة تركي في ساحة المسجد الواسعة؟ وربما تختم يومك بقطع من البوظ التركية اللذيذة.




وما إن تقترب من إحدى المحلات الخاصة بالأطعمة، حتى يبادرك صاحبه بقطعة من الحلوى أو رشفة من قهوة، كعربون ضيافة مشفوعة بعبارة "إكرام.. وحلال أولصن" باللغة التركية وتعني "ضيافة، وحلال عليك"، لتخرج من السوق وقد امتلأت معدتك من "الضيافة".



ومن اللافت، أن ما تنظمه بلدية إسطنبول الكبرى في منطقة السلطان أحمد، يتكرر في مناطق أخرى من المدينة الكبيرة، حيث تخصص البلديات التابعة لإسطنبول يوما واحد في شهر رمضان لتنظيم إفطار جماعي في إحدى الساحات أو الحدائق العامة التابعة لها.





التعليقات (0)