سياسة عربية

تقرير حقوقي يدعو لرفع الحصار عن قطر قبل عيد الفطر

التقرير ناشد الدول الخليجية المقاطعة لمراعاة حرمة شهر رمضان الكريم- أ ف ب
التقرير ناشد الدول الخليجية المقاطعة لمراعاة حرمة شهر رمضان الكريم- أ ف ب
دعا تقرير حقوقي صدر حول "انتهاكات حقوق الإنسان جراء الحصار على دولة قطر"، إلى رفع الحصار عن دولة قطر قبل عيد الفطر.

ودعت اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في قطر (حكومية)، الدول الخليجية المقاطعة لقطر إلى "مراعاة حرمة شهر رمضان، وسحب قراراتها، ورفع الحصار قبل عيد الفطر".

ودعا أول تقرير تصدره اللجنة، هيئة تسوية المنازعات الخليجية إلى "أن تُفعِّلَ وجودها وتقوم بدورها في تسوية الخلاف الحاصل"، كما أنه أوصى الأمم المتحدة بـ"اتخاذ خطوات سريعة لإرغام الدول التي أصدرت قرارات جائرة بالتراجع عنها".

اقرأ أيضا: مقال العتيبة في وول ستريت جورنال.. ماذا بقي ضد قطر؟

وقال التقرير إنّ "ما لا يقل عن 13314 شخصا قد تضرروا بشكل مباشر من قيام السعودية والإمارات والبحرين بقطع العلاقات مع قطر".

ولفت التقرير إلى "وقوع انتهاكات حقوقية بعد قرار الدول الخليجية الثلاث قطع علاقاتها مع قطر، وفرض حصار بري، وإغلاق المجالين الجوي والبحري، وإجبار مواطنيهم على الخروج من قطر في غضون 14 يوما، ومنع المواطنين القطريين من دخول أراضيها".

وأكد التقرير أن الانتهاكات شملت "قطع شمل مئات الأُسر وانتهاك حق التنقل، والتعليم، والعمل، وحرية الرأي، والإقامة والتملك".

وقالت إن "ما لا يقل عن11387 مواطنا من الدول الثلاث المقاطِعة يُقيم في دولة قطر بينما يُقيم قرابة 1927 مواطنا قطريا في تلك الدول".

وشدد على أن "جميع هؤلاء قد تضرَّروا في نواح وقطاعات مختلفة، وبشكل متفاوت، وصل في بعض الحالات حدّ أن تقوم بعض الدول المقاطعة بالفصل بين الأم وأولادها".

ولفت التقرير إلى أنّ اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان قد ثمنت الخطوة التي اتخذتها كل من السعودية والبحرين والإمارات لمراعاة الحالات الإنسانية للأُسر المشتركة السعودية والبحرينية والإماراتية القطرية.

واعتبر أن "هذه القرارات خطوة في الاتجاه الصحيح، لكنّه طالب الدول الثلاث بتوضيح آليات التّنفيذ أولا، وضرورة أن تشمل جميع النواحي الحقوقية والقانونية".

ودعا الدكتور علي المري رئيس اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان في التقرير هيئة تسوية المنازعات التابعة للمجلس الأعلى لمجلس التعاون الخليجي إلى "أن تُفعِّل وجودها وتقوم بدورها في تسوية الخلاف الحاصل، وبشكل أكثر حيوية عندما يمسُّ بشكل مباشر حياة ومعيشة وحقوقا أساسية لعدد كبير من مواطني مجلس التعاون الخليجي".

وأكد التقرير أن كل ما تم توثيقه من انتهاكات يبقى في الحد الأدنى، خاصة أنّ كثيرا ممن تعرضوا للانتهاكات لا يعلمون بوجود آليات تقديم الشكاوى.

اقرأ أيضا: السلطات الأردنية تزيل خيمة تضامن مع قطر

وأشارت إلى أن كثيرا من المتضررين لديهم خوف حقيقي من اتخاذ إجراءات انتقامية بحقهم من قبل سلطات بلادهم في حال الاتصال أو تقديم شكوى في ظل إجراءات عقابية غير مسبوقة من الدول الثلاث في حال مجرد التعاطف مع دولة قطر.

ونوّه التقرير إلى أن الحكومة القطرية لم تقم بأي إجراء بحق مواطني الدول الثلاث، ولم تتلقَ اللجنة الوطنية لحقوق الإنسان أية شكوى في هذا الخصوص.

وأوصى التقرير" الأمم المتحدة والمفوضية السامية لحقوق الإنسان بضرورة اتخاذ خطوات سريعة لإرغام الدول التي أصدرت قرارات جائرة بالتراجع عنها".

وحثّ التقرير مجلس حقوق الإنسان على" اتخاذ جميع الإجراءات الممكنة في سبيل رفع الحصار، وما نجم عنه من انتهاكات، والمطالبة بتعويض كافة الأضرار التي لحقت بجميع الأفراد".

وأكد التقرير على وجوب قيام الأمانة العامة لمجلس التعاون الخليجي وخاصة هيئة تسوية المنازعات التابعة للمجلس الأعلى، بالتحرك بالسرعة القصوى وبذل كافة الجهود لإقناع حكومات الدول بالبدء بتسوية أوضاع العوائل والمواطنين الاجتماعية والاقتصادية والمدنية والثقافية.

ودعا التقرير كلا من السعودية والإمارات والبحرين بضرورة مراعاة خصوصية المجتمعات الخليجية، وعدم اتخاذ قرارات تساعد في قطع أوصال الأسر والمجتمعات، والتراجع عنها في أسرع وقت ممكن.

وطالبهم باحترام حقوق الإنسان الأساسية في التنقل والملكية والعمل والإقامة والتعبير عن الرأي، المنصوص عليها في الإعلان العالمي لحقوق الإنسان.

وأشار التقرير إلى "ضرورة تحييد الملف السياسي عن التأثير على الأوضاع الإنسانية والاجتماعية، وعدم استعماله كورقة ضغط وذلك لمخالفته القانون الدولي، والقانون الدولي لحقوق الإنسان".

وناشد التقرير الدول الخليجية المقاطعة "مراعاة حرمة شهر رمضان الكريم، وسحب القرارات، ورفع الحصار قبل عيد الفطر المبارك".

وفي 5 حزيران/ يونيو الجاري، قطعت دول السعودية والإمارات والبحرين علاقاتها مع قطر، وفرضت عليها حصارا بريا وجويا، لاتهامها بـ"دعم الإرهاب"، وهو ما نفته الأخيرة.

وشدّدت الدوحة على أنها تواجه حملة "افتراءات" و"أكاذيب" تهدف إلى فرض "الوصاية" على قرارها الوطني.
التعليقات (0)