سياسة عربية

"مجازر" متتالية في الرقة الكبرى.. وخروقات "أستانة" تتزايد

الخروقات الموثقة لاتفاق "أستانة 4" حتى الآن صدرت عن النظام السوري - ا ف ب
الخروقات الموثقة لاتفاق "أستانة 4" حتى الآن صدرت عن النظام السوري - ا ف ب
كشفت تقارير حقوقية عن وقوع مجازر في معركة الرقة الكبرى، التي تقودها قوات سوريا الديمقراطية بمشاركة قوات النخبة السورية وبدعم من القوات الخاصة الأمريكية وإسناد من طائرات التحالف الدولي.

وارتفعت أعداد الخسائر البشرية، في مدينة الرقة، التي تعتبر المعقل الرئيسي لتنظيم الدولة في سوريا، نتيجة للضربات الجوية التي تطال المدينة والقصف المدفعي المرافق لها. 

اقرأ أيضا: موسكو تنشر صورة لغارة على الرقة يعتقد أنها قتلت البغدادي

وتسعى طائرات التحالف من خلال الضربات لتمهيد الطريق أمام القوات البرية من أجل التقدم وتحقيق مزيد من السيطرة، ولتوقع مع كل استهداف مزيدا من الأضرار المادية والتدمير في البنية التحتية لمدينة الرقة، من مشافي ومرافق عامة ومؤسسات خدمية ومباني سكنية ومنازل مواطنين.

ووثق المرصد السوري لحقوق الإنسان مقتل  117 على الأقل من المدنيين السوريين في مدينة الرقة، منذ الـ 5 من حزيران/ يونيو الجاري من العام 2017 وحتى فجر اليوم الـ 17 من الشهر ذاته.

وأكد المرصد أن "من ضمن المجموع العام ما لا يقل عن 25 طفلا دون سن الثامنة عشر، و21 مواطنة فوق سن الـ 18، كما تسبب القصف الجوي بإصابة مئات المواطنين بجراح متفاوتة الخطورة، وبعضهم تعرض لبتر أطراف وإعاقات دائمة، بينما لا يزال بعضهم بحالات خطرة، ما قد يرشح ارتفاع باعداد القتلى".

وفي درعا نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية سانا عن بيان للجيش وقفه العمليات القتالية لمدة 48 ساعة في درعا الجنوبية اعتبارا من اليوم السبت.

وأعلن بيان القيادة العامة لجيش النظام "وقف العمليات القتالية اعتبارا من الساعة 12 ظهر اليوم السبت  في مدينة درعا لمدة 48 ساعة وذلك دعما لجهود المصالحة الوطنية".

خروقات "أستانة"

وفي سياق آخر، أعلنت الشبكة السورية لحقوق الإنسان (منظمة حقوقية)، السبت، أنها سجلت 75 خرقا، بعدَ انقضاء شهر على اتفاق "خفض التوتر" الذي أقره اجتماع "أستانا 4"، أسفرت عن مقتل 108 مدنيين، و88 من المعارضة المسلحة.

ولفتت الشبكة في تقرير صدر عنها واطلع "عربي21" عليه، أن هذا هو "الشهر الأخفض في حصيلة الانتهاكات منذ آذار/ مارس 2011".

وأصدرت الشبكة تقريرا رصدت فيه أبرز خروقات اتفاق خفض التصعيد في سوريا، التي تم تسجيلها في الشهر الأول من دخول الاتفاق حيِّز التّنفيذ، والتي بلغت "75 خرقا، 91% منها على يد النظام السوري".

وفصَّل التقرير أنواع الخروقات، فكان "47 منها عبر عمليات قتالية: 45 على يد قوات النظام السوري، و2 على يد فصائل المعارضة المسلحة، في حين بلغت الخروقات عبر عمليات الاعتقال 28 خرقا، 23 منها على يد قوات النظام السوري، و5 على يد فصائل المعارضة المسلحة".

اقرأ أيضا: تأجيل محادثات السلام السورية في أستانة

وبحسب التقرير فإن حصيلة ضحايا العمليات القتالية في المدة التي يُغطيها قد بلغت "196 شخصا، هم 108 مدنيا، بينهم 29 طفلا، و8 سيدات، إضافة إلى 88 من مقاتلي فصائل المعارضة".

فيما أفاد "قتلت قوات النظام السوري منهم 194 شخصا، بينهم 29 طفلا، و7 سيدات، و88 من فصائل المعارضة المسلحة، بينما قتلت فصائل المعارضة المسلحة مدنيان، أحدهما سيدة".

وأكَّد التقرير على أنّ "معظم الخروقات الموثقة حتى الآن قد صدرت عن النظام السوري، وحليفه الميداني النظام الإيراني"، اللذين اعتبرهما التقرير "المتضررين الأكبر من أي اتفاق سياسي يهدف إلى تسوية شاملة".

إسرائيل تتشاور حول مخرجات "أستانة"

وفي سياق منفصل، قال السفير الإسرائيلي في موسكو، غاري كورين، إن "بلاده تجري مشاورات مع روسيا ودول أخرى حول المناطق الآمنة في سوريا، وأنها تعول على أخذ مصالحها بالاعتبار لدى إنشاء هذه المناطق".

وأضاف السفير في ندوة صحفية بموسكو،  "عندما تتحدث أطراف أخرى عن مبادرات ما، مرتبطة بشكل وثيق بأمننا، في هذه الحالة يتحدثون عن منطقة جنوبية، فهذا يهمنا بالطبع. تجري اتصالات محددة، لا أستطيع الدخول في التفاصيل، مع الجانب الروسي وبعض الدول الأخرى. 

وتابع كورين قائلا: "نحن حاليا نراقب العملية فقط، نحن نأمل بإنشائها (المنطقة الآمنة) وهذا ليس سهلا أبدا — وأن تعكس مصالح الأمن القومي لدولة الاحتلال إسرائيل، والتي تم تقديمها رسميا أكثر من مرة من قبل ورئيس الوزراء الإسرائيلي ووزير الدفاع".

وفي اجتماعات "أستانا 4"، التي عقدت في 4 أيار/ مايو الماضي، اتفقت تركيا وروسيا وإيران، على إقامة "مناطق تخفيف التوتر"، يتم بموجبها نشر وحدات من قوات الدول الثلاث لحفظ الأمن في مناطق محددة بسوريا.

وبدأ سريان الاتفاق منتصف ليل 6 أيار/ مايو، ويشمل 4 مناطق هي: محافظات إدلب، وحلب (شمال غرب)، وحماة (وسط)، وأجزاء من اللاذقية (غرب).
التعليقات (0)