صحافة عربية

البايس: مطالب دول حصار قطر غير مقبولة ولا يسكت عليها

أ ف ب
أ ف ب
نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تقريرا، أكدت من خلاله أن المجتمع الدولي لا يمكنه الوقوف متفرجا تجاه الشروط التي قدمتها المملكة العربية السعودية لدولة قطر، خاصة فيما يتعلق بمطلب غلق قناة الجزيرة، التي كان لها دور كبير في تعزيز حرية التعبير وحرية الصحافة في العالم العربي.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن المطالب التي قدمتها السعودية لقطر تمثل نموذجا مخزيا، حيث عمدت إلى ممارسة جملة من الضغوط على دولة ذات سيادة تواجه ظروفا غير مسبوقة وشروطا من المستحيل الاستجابة لها.

وأضافت الصحيفة أن السعودية والدول المشاركة معها في الحصار أقدمت على تقديم وثيقة تشتمل على 13 مطلبا، مع مهلة لا تتجاوز 10 أيام منذ تاريخ التسليم. وفي الأثناء، تمثل هذه الحركة في جوهرها تبريرا سخيفا للقرارات التي اتخذتها المملكة وبقية الدول، والتي حتمت فرض إجراءات قانونية ضد قطر بمقتضى القانون الدولي، أدت إلى تقويض الأمن والاستقرار في المنطقة بأكملها.

وذكرت الصحيفة أن من بين المطالب التي شددت السعودية -التي تساندها في حصارها الإمارات والبحرين ومصر- على ضرورة الالتزام بها، غلق قناة الجزيرة؛ فمن الواضح أن هذه الدول النفطية والملكية في الخليج، إلى جانب النظام الدكتاتوري في مصر، يعتبرون أن هذه القناة -التي تساهم في نشر الحقائق- لا تقل خطورة عن العلاقات العسكرية التي تربط بين الدوحة وطهران وأنقرة، ودعم قطر المزعوم لمنظمات إرهابية وردت أسماؤها في هذه الوثيقة، على غرار القاعدة وتنظيم الدولة.

وأوردت الصحيفة أن الجزيرة تمثل منبرا إعلاميا شكّل فارقا كبيرا في مجال حرية التعبير وحرية نشر المعلومات والحقائق في كامل العالم العربي، ولا يمكن إنكار هذا الأمر. وفي هذا الصدد، تسعى مختلف الأنظمة التي أعلنت الحصار على الدوحة إلى مصادرة هاتين الحريتين، مع العلم أن هذه الدول لطالما عرفت بقمعها الشديد لهذه الحريات.

وأشارت الصحيفة إلى أن تضمين مطلب غلق قناة تلفزة، إلى جانب مطالب أخرى مثل تجميد تمويل الإرهاب وطرد الحرس الثوري الإيراني، يعكس طبيعة نظرة هذه الأنظمة في الرياض والقاهرة وأبو ظبي والمنامة لمسألة حرية الصحافة.

وفي الختام، شددت الصحيفة على ضرورة انخراط المجتمع الدولي، وعدم الاكتفاء بمشاهدة هذا التصعيد من بعيد، خاصة أن ذلك قد يؤدي إلى صراع لا يمكن توقع نتائجه. وفي الأثناء، لا بد أن تتصرف الولايات المتحدة، التي تعد حليفا لكل الأطراف المتداخلة في هذا الصراع، بعقلانية وتقف في وجه التهديدات التي تصدر من الرياض.
0
التعليقات (0)