سياسة عربية

لماذا يتهم حفتر وأعوانه السودان بدعم الإرهاب في ليبيا؟

المسماري قال إن قوات حفتر ستقدم أدلة وبراهين تثبت وتدين السودان- أرشيفية
المسماري قال إن قوات حفتر ستقدم أدلة وبراهين تثبت وتدين السودان- أرشيفية
اتهم الناطق باسم قيادة جيش اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أحمد المسماري، نظام الرئيس السوداني عمر حسن البشير، بدعم الجماعات الإرهابية في ليبيا، ومنها جماعة الإخوان المسلمين وتنظيم القاعدة وتنظيم الدولة.

وقال المسماري في مؤتمر صحفي له: "إن قيادة جيش حفتر ستقدم أدلة وبراهين ومستندات تثبت وتدين السودان في زعزعة الاستقرار في ليبيا، من خلال إدخال مسلحين لليبيا وتمويل المتطرفين بالسلاح".

ونقل المسماري على لسان ضابط بالجيش السوداني، يدعى، صديق عامر حسن، قوله: "إنه لدى نظام البشير اتصال بالقيادي السابق في الجماعة الإسلامية المقاتلة عبد الحكيم بلحاج، وعضو المؤتمر الوطني العام المستقيل صلاح بادي، وتنسيق بشأن توصيل السلاح والمقاتلين إليهما من الخارج".

كما نقل عن فريق ركن يسمى، يحيى محمد خير، اعترافه بدعم الإسلاميين في ليبيا، وسرقة أسلحة نوعية من ليبيا، إبان اندلاع ثورة شباط/ فبراير 2011، ونقلها للسودان عن طريق عبد الحكيم بالحاج والجماعات المتطرفة.

وأفاد المسماري بالحصول على مستندات، تثبت إنشاء قاعدة جوية إيرانية في السودان موجهة ضد مصر والسعودية، موقعة من فريق ركن بحري، اسمه الضو محمد.

وحسب الناطق الرسمي باسم قوات حفتر، فإن الرئيس السوداني عمر البشير تورط في ليبيا، من خلال دعم التيارات الإسلامية، وأنه ساهم في إسقاط نظام العقيد الراحل معمر القذافي.

وتوعد البشير-حسب المسماري- بعدم ترك ليبيا، التي تشكل مجالا حيويا لبلاده، وأن قطر وإيران مولا الثورة ضد نظام القذافي، بهدف إسقاطه، وأن علاقة النظام السوداني بالسعودية ليست ممتازة بسبب علاقتها السيئة مع طهران.

ووعد المسماري بتقديم ملف متكامل إلى الأمم المتحدة والمنظمات الإقليمية والدولية يحوي جرائم الاغتيالات والتصفية والقصف العشوائي الذي كان ينفذ من قبل مجموعات، "مدعومة قطريا وسودانيا وتركيا". على حد قوله.

السيسي

وتعليقا على توقيت فتح الناطق باسم قيادة جيش حفتر النار على النظام السوداني في هذا التوقيت، استبعد المحلل السياسي الليبي وليد ارتيمة، أن يكون للأزمة الخليجية علاقة بهذه الحملة على النظام السوداني.

وقال ارتيمة لـ"عربي21": "إنه بعد أن قدمت السودان أدلة ملموسة ومادية للمجتمع الدولي، تثبت تورط نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في دعم متمردي دارفور بالسلاح، يحاول النظام المصري تخفيف الضغط عليه، وذلك بأن يشن حفتر، (التابع للسيسي) حملة إعلامية ضد السودان".

وأفاد المحلل السياسي الليبي، أن السيسي استخدم نفوذه على حفتر بدعم متمردي دارفور، وذلك بإدخال سلاح مصري لها ، عن طريق منطقة زلة في الجنوب الليبي، التي تخضع لسيطرة قوات عملية الكرامة.

وأضاف ارتيمة أن دعم السيسي لمتمردي دارفور جاء لدعم الموقف التفاوضي لمتمردي دارفور، إذ أنه من المنتظر عقد اجتماع في مدينة برلين الألمانية، بين الحكومة السودانية والمتمردين، لبحث سبل إنهاء الحرب وإحلال السلام في الإقليم.

فتش عن الخليج

من جانبه رجح رئيس مركز اسطرلاب للدراسات، عبد السلام الراجحي، أن توقيت الهجوم على السودان من قبل الناطق باسم عملية الكرامة، له علاقة بالأزمة الخليجية المندلعة منذ أيام بين دولة قطر من جهة، والسعودية والإمارات والبحرين ومصر من جهة أخرى.

واستدل الراجحي، في تصريح لـ"عربي21"، بأن الناطق باسم عملية الكرامة، لم يورط السودان وحدها في دعم الجماعات الإرهابية، بل أدرج معها بالإضافة إلى قطر، إيران، وهي الدولة التي تعتبرها الممكلة العربية السعودية "عدوا استراتيجيا".

وأضاف رئيس مركز اسطرلاب، أن وسائل الإعلام المسموعة والمرئية والمقرؤه في المملكة العربية السعودية اهتمت، على غير عادتها، بشكل مبالغ فيه، بالمؤتمر الصحفي للناطق باسم قوات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، مما يدل على أن الأزمة الخليجية تلقي بظلالها على مثل هذه الاتهامات للنظام السوداني.

مصلحة ليبيا

من جانبه يرى الناشط السياسي عاطف الترهوني، أنه ليس من المستغرب على اللواء المتقاعد خليفة حفتر، أن يرهن مصالح ليبيا، إلى حلفائه الإقليميين، فقد سبق له وأن صرح لوسائل إعلام مصرية، بأنه سيقدم مصالح القاهرة على بلادة، إذا ما تعارضا.

وأضاف الترهوني لـ"عربي21"، أنه لو كان لدى حفتر ومعاونيه عقل سياسي، لنأى بنفسه عن الأزمات التي تعصف بمنطقة الشرق الأوسط، وخاصة الأزمة الخليجية، والأزمة السودانية المصرية، إذ أن وضعه ضعيف أمام هذه القوى، إلا أنه ومن بداية عملية الكرامة في مايو/أيار 2014، اندمج بالكلية في نظام السيسي وخضع لتعليمات ولي عهد أبو ظبي محمد بن زايد.
التعليقات (1)
Zin
الخميس، 29-06-2017 10:01 م
معناه السعودية ستفقد حليف أخر بعد مصر (الشعب) و قطر و تركيا و باكستان (قصة الحلف سني ضد أيران) و المغرب