قضايا وآراء

الوطن للسيسي والفوبيا لكل المصريين

أحمد أبو زيد
1300x600
1300x600
بعد أربعة أعوام قضاها السيسي منذ تدشين دولة الخوف، في الثالث من تموز/ يوليو 2013، والمصريون يحجمون عن المجال العام الذي تحول إلى حرم بوليسي تلاحق فيه دولة الضباط كل معارض، حتى يصمت أو يهلك دون حلمه باستكمال ثورة 25 يناير.

وها هو السيسي يعلن رسميا عن دولة الفوبيا من معارضة نظامه تحت دعوى إسقاط الدولة، وكأن نظام السيسي بات الدولة المصرية، وكأن المصريين لم يدفعوا ثمن حريتهم آلاف الشهداء، في 25 يناير وما بعدها. فبعدما تيقن رأس النظام أن الشعب لن يقبل بأن تتحول مصر إلى سوريا والعراق، حولها إلى الصومال بسياساته الغاشمة الساعية لتعزيز سطوة الضباط وكبار الملاك، وإفقار الطبقة المتوسطة ومحوها من الوجود، ليكفل بقاءه في الحكم دون منازع.

لجوء السيسي إلى إعلان دولة الخوف رسميا جاء بعد إجهاضه حراك المصريين ضد التفريط في الأرض، وتسليم جزيرتي تيران وصنافير لحليفه السعودي لمصلحة الأمن القومي الصهيوني، وتيقنه أن الحراك الإقليمي المعادي للكيان الصهيوني والتطبيع معه لن يؤثر على الساحة المصرية.

لقد أجهض التحرك الشعبي بالقمع، وملاحقة وإخفاء النشطاء، وتأميم مؤسسات المجتمع المدني، وتجميد الأحزاب الرسمية، وعدم فاعلية جماعات الضغط، في ظل حجبه لكافة منابر التعبير وحصاره للإعلام وملاحقته النشطاء الذين يحتمل أن يشكلوا نواة أي حراك داعم للقضايا الوطنيه، أو يدافعوا عن الأرض في ظل إحباطات مركبة بسبب غياب الرؤية لدى القوى السياسية حول بدائل مواجهته.

الإعلان الذي جاء عقب يومين من افتتاح تجديدات أكبر قاعدة عسكرية غرب مصر (قاعدة محمد نجيب)، وحشد عدد كبير من القوات إليها، فيما باتت ساحة المعركة الحقيقيه ضد الإرهاب وضد العدو الحقيقي للمصريين؛ خالية، تمهيدا لتسليمها لحلفائه الصهاينة، ضمن صفقة مشبوهة، مقابل حصوله على امتيازات أوسع وتجديد الثقة فيه لدورة رئاسية جديدة، في ظل رفض شعبي واسع له، مع عدم قدرته على الحفاظ على دوائر نظام مبارك بسبب سياساته الفاشلة.

ولهذا، فإنه على عموم المصريين أن يتجاهلوا خلافاتهم الجانبية، ويسارعوا إلى رأب الشقاق المجتمعي، والتصدي لهجمة السلطة التي تستهدف كل المصريين؛ بهدف تجريف ما تبقى من ثروات مصر وحصار القوى الفاعلة فيها، وإشاعة الخوف من أجل شل أي حراك ساع لإحداث تغيير اجتماعي أو سياسي.
التعليقات (0)