سياسة عربية

رئيس حكومة المغرب: مستعدون للانسحاب إذا طلبه منا الحزب

سعد الدين العثماني- جيتي
سعد الدين العثماني- جيتي
أعلن رئيس الحكومة المغربية، سعد الدين العثماني، أن وزراء حزب العدالة والتنمية مستعدون للانسحاب من الحكومة إذا طلب منهم الحزب ذلك، ومسجلا أن حكومته ولدت في سياق دولي "يغلي".
 
جاء ذلك في كلمة لسعد الدين العثماني رئيس الحكومة المغربية، الجمعة بالعاصمة الرباط، في افتتاح المؤتمر الوطني السابع لمنظمة التجديد الطلابي (طلبة حركة التوحيد والإصلاح الشريك الاستراتيجي لحزب العدالة والتنمية الذي يرأس الحكومة).

وقال سعد الدين العثماني، إن "الحكومة جاءت في سياق إقليمي ومحلي (صعب)، لكنها لن تتخلى عن نفسها الإصلاحي والمكتسبات الديمقراطية للبلاد".
وزاد إن "هناك من لا يريد للبلد أن يبقى بمرجعيته الإسلامية، ولا يريد له أيضا أن يستمر في بنائه الديمقراطي، ويريد من جهة أخرى أن يعود بالبلاد إلى الخلف بنفسٍ تحكمي".

وأفاد كل هذا "يجب مواجهة بفكر راشد".

وتابع إن "المضي في الإصلاح الديمقراطي واحترام إرادة الشعب، وبمنطق ركوب الجبال حتى لا نبقى بين الحفر، أي الجرأة في أن يتخذ الفرد والجماعة القرارات الشجاعة في الوقت المناسب للوفاء للرسالة الإصلاحية، إصلاح بالتي هي أحسن".

وأضاف العثماني أن "هذه الحكومة جاءت بعد مخاض، ونحن واعون وعيا كاملا بالتحديات التي أحاطت بتشكيل هذه الحكومة، وهي تحديات سياسية واقتصادية في المرحلة التي تمر بها بلادنا وفي محيط إقليمي ودولي يغلي".

وزاد رئيس الحكومة: "في هذا المحيط الذي يغلي كنا نفكر كيف يمكن أن نخرج بلدنا ووطننا وتيارنا من هذه التحديات ونستمر إلى الأمام".

وتحدث العثماني عن من وصفهم بـ"من يكيد" للحكومة قائلا: "إن هناك أطرافا (لم يسمها) لم تكن تريد لهذه الحكومة أن تخرج إلى الوجود، وهؤلاء لا يزالون يكيدون، فتصرفاتهم وتصريحاتهم وأقلامهم وردود فعلهم لا تزال مستمرة".

ومضى يقول: "لن نتراجع عن أي من المكتسبات الديمقراطية لبلادنا".

وأوضح العثماني: "نحن انتدبنا لهذه الحكومة من طرف حزبنا ويوم يقول لنا الحزب انسحبوا سننسحب ونعود إلى أماكننا".

واعتبر العثماني أنه "غير صحيح أن الحكومة تتخلى عن مسؤوليتها في أي شيء، فنحن في هذه الحكومة لكي نساهم بطريقة إيجابية في تقدم بلادنا ونقوم بدورنا في هذا الاتجاه".

كلمة سعد الدين العثماني، تعد أول تفاعل صريح من رئيس الحكومة مع التصريحات والتسريبات والتكهنات التي تقول بأن الحكومة التي يقودها العثماني تعيش آخر أيامها.

وكان عدد من الباحثين قد اعتبروا أن خطاب الملك في 29 تموز/ يوليو بمناسبة جلوسه على العرش، كان موجها ضد أداء بعض الوزراء في الحكومة، بعد حديث عن رفع لجنة مشتركة من وزارتي الداخلية والمالية تقريرا إلى الملك يرصد فيها اختلالات مشروع "الحسيمة منارة المتوسط".

اقرأ أيضاداخلية المغرب تتابع المشاريع العالقة.. فهل دنت ساعة الحكومة؟

وكان العاهل المغربي الملك محمد السادس، قد عين في 17 آذار/ مارس الماضي، سعد الدين العثماني، رئيس المجلس الوطني لحزب العدالة والتنمية، رئيسا للحكومة خلفا لعبد الإله بن كيران، وتم تشكيل الحكومة برئاسة العثماني، في 5 نيسان/ أبريل بمشاركة ستة أحزاب.

تعيين العثماني جاء، بعد تكليف الملك رئيس الحكومة السابق ورئيس حزب العدالة والتنمية عبد الإله بن كيران في 10 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي رئيسا للحكومة وبتشكيل حكومة جديدة، عقب تصدر حزبه الانتخابات البرلمانية التي جرت في 7 تشرين الأول/ أكتوبر، لكن بعد أزيد من 5 أشهر من المشاورات مع أحزاب سياسية مغربية، لم يتمكن ابن كيران من تشكيل حكومته الثانية، بسبب ما اعتبره "اشتراطات متتالية" من الأحزاب المعنية بمشاورات تشكيل الحكومة.

وأنتجت الأزمة السياسية التي تعيشها البلاد، أزمة غير مسبوقة داخل حزب العدالة والتنمية، حيث يطالب أعضاء من الحزب بتعديل قانونه للسماح لابن كيران بولاية ثالثة على رأس العدالة والتنمية، حتى يمكن الحزب من تجاوز ما اعتبروه "أزمة خط سياسي" يعيشها الحزب منذ قرار إعفاء ابن كيران وتعيين العثماني رئيسا للحكومة خلفا له.
التعليقات (0)