سياسة عربية

"مخيمات الموت".. نشطاء: هذه معاناة النازحين شمال سوريا

نشطاء اتهموا قوات سوريا الديمقراطية باحتجاز النازحين داخل المخيمات- أرشيفية
نشطاء اتهموا قوات سوريا الديمقراطية باحتجاز النازحين داخل المخيمات- أرشيفية
دشن ناشطون سوريون حملة إلكترونية تحت وسم #مخيمات_الموت" على وسائل التواصل الاجتماعي، بهدف إيصال معاناة النازحين في المخيمات المنتشرة في أرياف الحسكة، الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، التي تشكل وحدات حماية الشعب الكردية عمادها.

ولاقت الحملة تفاعلا واضحا من الناشطين الذين دعوا من خلالها إلى تحسين الظروف الإنسانية الصعبة، التي يعيشها غالبية النازحين من أبناء محافظتي الرقة ودير الزور، في مخيمات ريف الحسكة.

ووجه القائمون على الحملة بيانا إلى الأمم المتحدة، دعوا فيه أمينها العام، أنطونيو غوتيرس، إلى فتح ممرات إنسانية للمدنيين الهاربين من مناطق سيطرة التنظيم، يكون بعيدا عن سيطرة قوات سوريا الديمقراطية، التي تجند غالبيتهم.

وطالبوا كذلك، بإشراف أممي على مخيمات ريف الحسكة والرقة، لضمان عدم تحولها إلى معتقلات تشبه المعتقلات النازية في بداية القرن الماضي.

وأكد الناطق الرسمي باسم "المجلس الأعلى للعشائر والقبائل السورية" مضر حماد الأسعد، أن الحملة معنية بتسيلط الضوء على معاناة سكان مخيمات ريف الحسكة، منها "الهول" و"السد" و"رجم الصليبي" و"أبو خشب" و"مبروكة" و"المالكية"، مبينا أن "جميعها مخيمات عشوائية تفتقر لأدنى مقومات الحياة".

وأضاف حماد الأسعد لـ"عربي21"، قائلا: "لا مياه صالحة للشرب، ولا مواد إغاثية، ولا مراكز صحية، ولا مدارس في هذه المخيمات، وهي سجون موجودة في البادية والصحراء".

ورأى، أن أكثر من مئة ألف نسمة أي مجموع سكان هذه المخيمات، هم بحاجة إلى تدخل أممي سريع، ويستحقون معاملة جيدة عوضا عن تلك "السيئة" التي يعاملون بها من قبل قوات سوريا الديمقراطية.

وفي ذات السياق، اتهم محمود الماضي، وهو ناشط سياسي من أبناء مدينة الحسكة، قوات سوريا الديمقراطية، باحتجاز النازحين داخل هذه المخيمات، ومنعهم من مغادرتها.

وأوضح الماضي لـ"عربي21"، أن "قوات سوريا الديمقراطية تتعامل مع النازحين على أنهم جناة، لأنهم من مناطق خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة، بينما من الأولى أن تحتضنهم وتخفف عنهم شيئا من المعاناة التي لحقت بهم وبعائلاتهم، أثناء رحلة نزوحهم المحفوفة بالمخاطر".

وبيّن، أن هذه المخميات نصبت للفاريين من جحيم المعارك مع التنظيم، ولذلك هي مخيمات عشوائية أقيمت على عجل، في حين تغيب المنظمات الدولية الإغاثية عنها.

وتساءل الماضي: "أين دور قوات التحالف الدولي والولايات المتحدة التي تدّعي حماية حقوق الإنسان عن هذه المأساة".

من جانبه، أقر المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، مصطفى بالي، بصعوبة الأوضاع الإنسانية داخل مخيمات ريف الحسكة، وقال لـ"عربي21": "لم نقل إن هذه المخيمات هي مخيمات مجهزة بكل ما يلزم، لكننا نعاني كما تعاني كل الأطراف السورية من الحرب".

وأشار إلى ما وصفه بـ"المعاناة الشديد لقوات سوريا الديمقراطية لجهة تأمين متطلبات إيواء النازحين"، معتبرا أن هذه المخيمات "من الأعباء الإضافية على القوات"، وقال: "نحن نتدخل ضمن الموارد المتاحة والمحدودة".

وذهب بالي إلى القول: "نحن نتقاسم لقمة العيش مع أهالينا النازحين ولا فرق بيننا وبين سكان هذه المخيمات، إلا أننا نسكن في أبنية وهم في الخيام".

من جانب آخر، هاجم المتحدث باسم قوات سوريا الديمقراطية، "الأطراف التي تعمل على تشويه الدور الإنساني الذي تقدمه القوات"، داعيا وسائل الإعلام إلى زيارة هذه المخيمات، للوقوف عن كثب على حقيقة الخدمات فيها.

وسُئل بالي عن سبب منع قوات سوريا الديمقراطية للنازحين من مغادرة هذه المخيمات، فقال: "إذا أردنا اعتبار اتخاذنا الإجراءات الأمنية، في منطقة تنشط فيها الحركات الإرهابية، على أنه منع وتقييد لحركة النازحين، فقد يفسرها البعض كذلك".

وأضاف: "لكن نحن نتخذ هذه التدابير الأمنية منعا لتسلل عناصر من التنظيم، وحصلت هذه الخروقات كثيرا، وكانت نتائجها كارثية".

ورأى بالي أنه "من الأجدى التمييز بين التدابير الأمنية التي تصب في سلامة النازح، وبين ما يتم تصويره على أنه منع للنازحين من مغادرة المخيمات".
0
التعليقات (0)