سياسة عربية

جدل في ألمانيا لمقاطعة مهرجان ثقافي ببرلين .. لماذا؟

اتهم البعض مقاطعي الحفل بمعاداة السامية - أرشيفية
اتهم البعض مقاطعي الحفل بمعاداة السامية - أرشيفية
قاطع فنانون عرب مهرجان "بوب-كولتور" الثقافي الذي سيعقد الأربعاء المقبل في العاصمة الألمانية، برلين، وذلك بعد دعوات واسعة للمقاطعة، بسبب رعاية السفارة الإسرائيلية له، مما أشعل جدلاً كبيراً.

وقد أعلنت الفرقة السورية "مزاج"، والفرقة المصرية "إسلام شيبسي"، والفنان السوري "هالو سايكلپو"، والفنانة التونسية آمال مثلوثي، انسحابهم من المهرجان احتجاجاً على التمويل الإسرائيلي له، وتضامناً مع الشعب الفلسطيني. 

وكان الموقع الإلكتروني للحفل أعلن عن مشاركة الفرق والفنانين العرب في فعاليات المهرجان الذي ترعاه سفارة تل أبيب في ببرلين، قبل أن يعلنوا عن انسحابهم فيما بعد.

و "بوب-كولتور" هو مهرجان دولي، سيعقد ما بين 23 حتى 25 آب/ أغسطس/ الجاري في العاصمة برلين للمرة الثالثة على التوالي.

وقال الفنان محمد أبو حجر من فرقة مزاج السورية:  "قاطعنا الحفل فوراً منذ أن علمنا بأن السفارة الإسرائيلية هي الممول له،  حتى قبل الحملة التي دعت للمقاطعة".

وأضاف لصحيفة "عربي21" : " قرار المقاطعة اتخذناه من مبدأ إنساني و سياسي، لكون إسرائيل دولة احتلال، ونحن بدورنا نرفض الظلم والعدوان، ولا يمكن أن نشارك بتحسين صورة المجرم بتطبيع ثقافي".

وأكد الفنان السوري بأنه كان يجهز منذ أسابيع للمشاركة بفعاليات الحفل قبل قرار الانسحاب، مشيراً إلي أن المنظمين لم يبلغونه بأي دور للسفارة الإسرائيلية فيه، وتفاجئ برعاية السفارة الإسرائيلية له.
 
ويلفت الفنان أبو حجر إلى أن هذه ليست المقاطعة الأولي لفرقته، بل سبق وأن قاطعوا مهرجاناً سابقاً بعد تفاجئهم بمشاركة فنانة إسرائيلية قبل ساعات فقط من بدايته.

وعبر عن رفضه للدور الذي تقوم به السفارة الإسرائيلية من محاولة استغلال الفنانين العرب للترويج لأهداف سياسية.

ودعا أبو حجر الفنانين من الفرق المشاركة الأخرى في المهرجان لأخذ قرار مشابه أسوه بالمقاطعين،  كون الفن يرنو لكونه أكبر من مجرد أداة للترفيه أو مجرد عرض على خشبة المسرح، بل هو رسالة قيمة يجب أن يستغلها في مواجهة  كل ما هو تمييزي وعنصري.

وأشار عضو فرقة مزاج السورية أنه وصلتهم رسائل وتعليقات كثيرة بعد قرار المقاطعة من مناصري دولة الاحتلال تتهمهم فيها بالنازية ومعاداة السامية وأنهم إسلاميين متشددين.

وتوجهت الحملة الفلسطينية للمقاطعة الأكاديمية والثقافية لإسرائيل (PACBI) وهي عضو مؤسس في  حركة مقاطعة إسرائيل (BDS)  التي تمثل أوسع تحالف في المجتمع الفلسطيني في الوطن والمهجر بالشكر لجميع الفنانين والفنانات العرب الذين انسحبوا من المهرجان العالمي "بوب كولتور".

 وكانت الحركة الدولية (BDS)  برلين، إلى جانب شخصيات فلسطينية وعربية حملة لمقاطعة الحفل، لرعاية السفارة الإسرائيلية له.

 وقالت المنظمة الداعية لمقاطعة الاحتلال "نعتبر أن مشاركة إسرائيل في هذا الحدث محاولة واضحة لتقديم أنفسهم كدولة داعمة للثقافة والتقدم من أجل التغطية على احتلالها لفلسطين وانتهاكاتها لحقوق الإنسان".

وأضافت في بيان اطلع عليه مراسل "عربي21": " مما يبعث على القلق بشكل خاص في مهرجان برلين-كولتور، أنه يهدف لدعوة العديد من الفنانين من الشرق الأوسط، بينهم نساء".

وأكد البيان بأن الحفل المدعوم من السفارة الإسرائيلية التابعة لوزارة الخارجية في تل أبيب يأتي لتحقيق أهداف سياسية.

  واعتبرت الحركة الدولية للمقاطعة بأن السفارة الإسرائيلية ببرلين تعد شريكا للاحتلال،  وتعمل علي تحسين صورته وتلميعها على الرغم من الاحتجاجات المحلية.

استغلال إسرائيلي

وقال ماجد أبو سلامة الناشط في حركة (BDS) برلين: "إن السفارة الإسرائيلية تستغل فنانين عرب موجودين في ألمانيا، وتحديداً في برلين لكونها مدينة خصبة للنشاطات والفعاليات الثقافة، عن طريق صناديق تمويل للمشاركة بمشاريع مختلفة، لتحسين صورتها أمام العالم وإيجاد أرضية للتطبيع".

وأضاف في حديث لـ"عربي21":  "نحن نرفض هذا الأمر ونرفض مشاركة أي فرقة في مشاريع تدعمها دولة الاحتلال،  لأنها ستكون غير إنسانية ولا أخلاقية ".

وأشار أبو سلامة إلى أنهم يقومون بدور توعوي هام لدعوة الناس لمقاطعة نشاطات دولة الاحتلال، لتكون مواقفهم متصالحة مع الإنسانية والأخلاق التي لا تسمح بدعم مجرم ضد الضحية.

وحول انسحاب الفنانين العرب من المهرجان، يؤكد أبو سلامة بأن القرار بالانسحاب الذي أتي استجابة لدعوات المقاطعة،  هو عمل إنساني عظيم ومشرف، وهو احتجاج فني لإيصال رسالة للعالم ضد الاحتلال و الفصل العنصري، وهو عبارة عن وقفة تضامن مع أهلنا في فلسطين.

وعن حول سؤال مراسل "عربي21" عن ردة فعل منظمي الحفل، رد أبو سلامة: "بأن الأمر فاجئهم،  لأنهم لم يتوقعوا أن مهرجانا بهذه الضخامة، وبهذه القوة يلقي مقاطعة من قبل فنانين مشاركين -لاسيما من العرب-،  لدفعهم للتطبيع". 

ولفت الناشط البرليني بأن الدعوات للمقاطعة لم تستهدف فقط الفرق العربية،  بل شملت الفرق الأجنبية أيضاً، معتبراً بأن هذا يعد محطة جديدة في الصراع مع الاحتلال، لاسيما في ألمانيا كون لها علاقات وطيدة مع إسرائيل،  وتدعمها عسكرياً وسياسياً .

وأثار انسحاب الفرق والفنانين العرب من المهرجان ضجة كبيرة في ألمانيا عبر وسائل الإعلام الألمانية،  حيث سلطت الضوء على الأمر،  وفتحت مساحات واسعة للنقاش حوله، وكذلك اشتعل الجدل عبر مواقع التواصل الاجتماعي.


التعليقات (0)