ملفات وتقارير

الرياض تمنع مغادرة هادي إلى عدن.. هل ترتب مع أبو ظبي لعزله؟

الرئيس هادي انتقد أكثر دور الإمارات في الأزمة اليمنية- أ ف ب
الرئيس هادي انتقد أكثر دور الإمارات في الأزمة اليمنية- أ ف ب
أثارت المعلومات المتواترة عن منع السعودية الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي من مغادرة الرياض إلى العاصمة اليمنية المؤقتة عدن جدلا واسعا في الأوساط الشعبية المؤيدة لهادي وعلى مواقع التواصل الاجتماعي.

وعلمت "عربي21" من مسؤول يمني كبير كان من المفترض أن يغادر الرياض مساء الأربعاء برفقة هادي أن السلطات السعودية أبلغت الرئيس بأنه لا يمكنه مغادرة الرياض إلى عدن لـ"أسباب أمنية".

"خطأ أمني"

وأفاد المسؤول اليمني أن موظفي الرئاسة اليمنية كانوا في  المطار لاستكمال إجراءات مغادرة الرئيس هادي إلى عدن على رحلة تم الاتفاق عليها مؤخرا مع المسؤولين السعوديين وأبلغ الرئيس اليمني بها العاهل السعودي أثناء زيارته له في مصيفه بالمغرب قبل أسابيع.


وأضاف المسؤول -الذي طلب عدم ذكر اسمه- أن تبرير المسؤولين السعوديين جاء على صيغة "مخاوف أمنية" بالقول إن مغادرة الرئيس ورئيس الوزراء أحمد عبيد بن دغر إلى عدن خطأ أمني وإنهم يفضلون مغادرة رئيس الوزراء في اليوم التالي فقط، وهو ما حصل فعلا.

وقالت مصادر رئاسية خاصة لـ"عربي21" إن الإمارات أبلغت المسؤولين السعوديين رفضها  استقبال هادي في عدن، حيث جاء رفضها على شكل تحذير من مغادرته الرياض إلى عدن وعدم العودة إليها نهائيا، بعد التضييق الكبير عليه إثر انفجار الأزمة بين أبو ظبي وهادي إلى مستوى قد يتطور إلى مواجهة عسكرية في المدينة بين القوات التابعة لهادي والقوات الإماراتية وقوات الحزام الأمني التابعة لها.

القوات السعودية في عدن

وتضيف المصادر ذاتها أن القوات السعودية التي وصلت إلى عدن بطلب من هادي وبموافقة العاهل السعودي وعددها بالمئات لم تتمكن من السيطرة على الوضع في المدينة وتقريب وجهات النظر بين القوات الإماراتية والحكومة اليمنية، حيث تقيم في قصر المعاشيق دون أن يكون لها تأثير على الأرض، نافية أن تكون القوات الإماراتية سلمت أيا من المنشآت كالمطار وميناء عدن  للقوات السعودية أو قوات الرئيس هادي.


وبحسب مصادر خاصة تحدثت لـ"عربي21" فإن الرئيس هادي قال في اجتماع الأسبوع الماضي مع مستشاريه بالرياض إن العلاقة مع أبو ظبي تزداد من سيء إلى أسوأ، واتهم الإمارات بأنها تعرقل كل شيء يمكن أن يقود إلى الاستقرار وسيطرة الحكومة مثل عرقلة وصول الرواتب وتسليمها، كما اشتكى هادي من توقف الإمدادات للجيش الوطني في مناطق المواجهات مع ميليشيات الحوثي وقوات صالح.

وكانت قوات تابعة للإمارات في عدن رفضت الأسبوع الماضي السماح لطائرة تحمل رواتب الموظفين العسكريين والأمنيين التابعين للحكومة، غير أن الرئيس هادي طلب من الرياض التدخل، حيث سمح لها بعد أيام بالهبوط لتسليم الرواتب اليوم الخميس "بحسب تصريح لرئيس الوزراء الذي وصل إلى عدن بعد يوم من منع هادي مغادرة الرياض إليها".

ترتيبات إماراتية لعزل هادي

وقرأ محللون سياسيون يمنيون الخطوة السعودية-الإماراتية الأخيرة بأنها تهدف إلى إبقاء الرئيس اليمني في الرياض "خشية وصوله إلى عدن وإفشال خطة تم ترتيبها خلال الشهرين الماضيين تشمل تسوية سياسية جديدة ضمن صفقة رتبت لها أبو ظبي ووافقت عليها الرياض تقضي بعزل هادي ودعم حزب المؤتمر والرئيس السابق علي عبد الله صالح لمواجهة الحوثيين".

ويرى متابعون أن هذه الخطوة "ظهرت ملامحها في المواجهة الأخيرة بين صالح والحوثيين والدعم الإماراتي الرسمي لصالح من خلال تصريحات وزير الشؤون الخارجة الإماراتي أنور قرقاش الذي امتدح خطوة صالح في مواجهة الحوثيين".

وبشأن هذه النقطة تحديدا، قالت مصادر خاصة لـ"عربي21" إن نائب الرئيس اليمني السابق خالد بحاح يبذل جهودا مضاعفة هذه الأيام لترتيب خطة أبو ظبي، حيث التقى في الرياض وأبو ظبي بمسؤولين إماراتيين وسعوديين برفقة اللواء احمد عسيري نائب رئيس الاستخبارات السعودي والمكلف بالملف اليمني والذي أعطي الإذن من قبل ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لمناقشة الخطة والترتيب لها.


وتقول المصادر إن دعم مهرجان صالح في الرابع والعشرين من الشهر الجاري جاء بموافقة السعودية وأن خلافه مع الحوثيين تم بعد رصد جماعة الحوثي اتصالات بين صالح وأبو ظبي والدعم المالي الضخم الذي تلقاه حزبه وتجهيزات إعلامية رصدتها الجماعة.

وبحسب المصادر، تقضي خطة أبو ظبي والرياض بعزل الرئيس هادي ونائبه وتنصيب خالد بحاح رئيسا لليمن على أن تعين الرياض نائبا له، فيما يذهب منصب وزير الدفاع لأحمد علي عبد الله صالح المقيم في أبو ظبي مقابل رفع العقوبات عنه وعن والده وعائلته.

خروج آمن

المصادر المتطابقة والرفيعة التي أكدت خطة أبو ظبي ووافقت عليها الرياض، رجحت أن يكون العاهل السعودي الذي التقى الرئيس هادي وعرض عليه المشاكل التي تقف في طريقه، أبلغ الأخير "بترتيبات سياسية مطروحة" لكنها لا تشير إلى جوهر تلك الترتيبات التي ناقشها العاهل السعودي مع الرئيس اليمني.

ويشير مراقبون إلى أن اضطرار السعودية إلى الموافقة على خطة أبو ظبي بعزل هادي وإعادة علي عبد الله صالح إلى المشهد، جاء بعد شعورها بالعجز من التقدم في مناطق القتال وخاصة في حدها الجنوبي الذي يشهد نزيفا متواصلا.


وتذكر الإحصائيات الرسمية السعودية أن عدد قتلى الجيش السعودي في المعارك مع الحوثيين على حدودها بلغ سبعين جنديا وضابطا منذ أيار/مايو الماضي في المعارك التي بدأت قبل عامين ونصف تحت اسم عاصفة الحزم.

ويبدو أن الرياض تفكر حاليا بوقف الحرب اليمنية التي استنزفتها على كل المستويات دون التفكير بالثمن الذي يمكن أن تدفعه إذا ما تم وقفها على هذا النحو، الذي يعتبره الكثيرون فشلا ذريعا لسياستها، لأنه قد يكلفها الكثير ويرسخ فكرة أن دخولها الحرب في اليمن لم يكن مخططا له وأن الرياض تبحث الآن عن خروج آمن ولو بدون إستراتيجية كما حدث عندما قررت دخول الحرب.
التعليقات (1)
هشام علوان
الجمعة، 01-09-2017 01:53 ص
يا خساره . دولة من فجر التاريخ بيلعب بيها دلوقتي بهايم النفط