طب وصحة

بعد تجربته على أدمغة قردة.. اكتشاف علاج للباركنسون

توقعات أن ينجح العلاج في وقف المرض بمراحل معينة- تويتر
توقعات أن ينجح العلاج في وقف المرض بمراحل معينة- تويتر
نشرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية تقريرا، تحدثت فيه عن اكتشاف علاج لمرض الباركنسون، بعد قيام عدد من الخبراء بزرع خلايا عصبية مستمدة من خلايا جذعية محفزة في أدمغة مجموعة من القردة. وقد أثبتت النتائج أن هذا العلاج فعال للغاية.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مجموعة من الخبراء اليابانيين نجحوا، لأول مرة، في اختراع علاج ناجع لمرض الباركنسون، وذلك عبر زرع خلايا عصبية في الدماغ. 

وفي هذا الصدد، أورد فريق من الخبراء لدى جامعة "كيوتو" تحت إشراف الباحث، جون تاكاشي، لمجلة "نيتشر"، أن "مشاكل الحركة لدى القردة تقلصت بعد زرع خلايا عصبية مستمدة من الخلايا الجذعية في الدماغ".
 
والجدير بالذكر أن الباركنسون يعد ثاني أكثر الأمراض العصبية شيوعا بعد الخرف. ووفقا لشبكة الكفاءات، يعاني 280 ألف ألماني من مرض الباركنسون. وفي الأثناء، تعد الأسباب الكامنة وراء هذا المرض غير واضحة، علما أن العوامل الوراثية والتأثيرات البيئية تعتبر من مسببات موت الخلايا العصبية في الدماغ.
 
وأوضحت الصحيفة أن موت جزء كبير من الخلايا العصبية يؤدي إلى ظهور الأعراض النموذجية لمرض الباركنسون، على غرار تباطؤ الحركة وتصلب العضلات، فضلا عن الهزات العنيفة. في المقابل، لا يؤثر هذا الأمر عادة على القدرات العقلية للمرضى، علما أن هذه الأعراض قابلة للعلاج. في المقابل، لا يوجد دواء قادر على إيقاف المرض أو الحد من خطورته.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن الباحثين، من خلال الطب الحيوي التجديدي، حاولوا توليد خلايا عصبية جديدة من الخلايا الجذعية، علما أن هذه الخلايا الجديدة يمكن أن تكون بديلا عن الخلايا العصبية التالفة في الدماغ. وفي هذه الحالة، ربما ينجح هذا العلاج في دفع المرض للاستقرار في مرحلة معينة. 

في المقابل، يمكن أن تشكل الخلايا الجذعية الجينية خطرا، حيث يمكنها أن تتسبب في تكون أورام في الدماغ، في حين أن الخلايا القديمة لا تشكل أي خطر نظرا لأنها غير مؤثرة.
 
وبينت الصحيفة أن الخلايا العصبية التي زرعها فريق الباحثين متأتية من الخلايا الجذعية المحفزة، التي يمكن الحصول عليها عن طريق إعادة البرمجة الكيميائية الحيوية لخلايا النسيج الضام العادية. ومن ثم يمكنها أن تتطور إلى أي نوع من الخلايا العصبية التي عادة ما تتلف وتموت في دماغ مريض الباركنسون.
وأوردت الصحيفة أن تجارب أخرى، أجريت على حيوانات تحمل أعراض شبيهة بأعراض الباركنسون، أثبتت أن الخلايا المنتجة للدوبامين تحسن من القدرات الحركية للحيوانات. 

وفي هذا الصدد، أفاد أستاذ الطب الحيوي في جامعة إنسبروك، فرانك إيدنهوفر أن "هذه الدراسة تمثل خطوة في إطار تطوير علاج مرض الباركنسون.

ومن المنتظر أن يتم اقتراح هذا العلاج كدواء لهذا المرض العصبي خلال السنوات القادمة". وفي سياق متصل، صرح الباحث المختص في الأعصاب الجذعية في المستشفى الجامعي ببون، أوليفر بروستله أن "ّالدراسة الحالية أفضت إلى أن هذه النتائج قد تنطبق على البشر".
 
وذكرت الصحيفة أن الدراسة الحالية لم تقدم إجابات واضحة حول عديد الأسئلة. ومن الواضح أن الاختبار الذي أجري على الحيوانات لا يمكن أن يعتمد بشكل كامل على وضعية الإنسان، حيث تم علاج قردة المكاك عن طريق سم عصبي إلى حين ظهور أعراض مرض الباركنسون.
 
ونقلت الصحيفة على لسان طبيب الأعصاب لدى كلية لندن الجامعية أنه "من الممكن ألا تتحسن حالة المرضى المصابين بالباركنسون، كما تعافت القردة. بالتالي يمكن أن تسوء حالته مع تقدم المرض" عموما، قد تضع الدراسة الجديدة حدا للعديد من الصعوبات المتعلقة بعلاج مرض الباركنسون.
التعليقات (0)