صحافة إسرائيلية

ما هي علاقة خطوط إسرائيل الحمراء بمستقبل سوريا؟

قوات إسرائيلية في الجولان على الحدود مع سوريا - أ ف ب
قوات إسرائيلية في الجولان على الحدود مع سوريا - أ ف ب
شدد مستشرق وخبير إسرائيلي بارز في الشأن السوري، على ضرورة أن ترسم "إسرائيل" لروسيا خطوطها الحمراء في سوريا، في الوقت الذي تعمل موسكو على تصميم سوريا الجديدة.

النار المشتعلة

ورأى البروفيسور إيال زيسر، أستاذ الدراسات الشرقية في جامعة "تل أبيب"، أنه في حال صح أن "إسرائيل" هي من تقف خلف الهجوم الأخير في سوريا الذي استهدف "المركز السوري للبحوث العلمية"، فإن "توقيت الهجوم والمكان والهدف، يجعله مختلفا عن كل الهجمات التي سبقته، التي استهدفت إرساليات السلاح لحزب الله".

ويذكر أن قائد سلاح الجو الإسرائيلي السابق، اللواء أمير إيشل، اعترف مؤخرا بأن "إسرائيل" نفذت أكثر من مئة هجوم في سوريا خلال السنوات الأخيرة.

ويشير هذا الهجوم "إذا كانت إسرائيل بالفعل هي التي تقف خلفه، إلى قرب انتهاء الحرب الأهلية في سوريا"، بحسب زيسر الخبير البارز في الشأن السوري، الذي أوضح أنه "مطلوب أشهر كثيرة أخرى كي تنطفئ النار المشتعلة في سوريا، ومن الواضح أن بشار الأسد هو صاحب اليد العليا"، وفق تقديره.

تثبيت السيطرة

وأكد أن "المنتصرين الحقيقيين هم بلا شك روسيا وإيران ومنظمة حزب الله، الذين تجندوا كلهم لضمان انتصار الأسد"، منوها إلى أن "روسيا اليوم هي من تقود خطوة تصميم وجه سوريا المستقبلي بمباركة معظم اللاعبين الإقليميين والدوليين بمن  فيهم تركيا، والأردن والولايات المتحدة أيضا؛ التي اختارت أن تختفي من الساحة السورية وتسلم المفاتيح لموسكو".

وأوضح المستشرق الإسرائيلي، في مقال له بصحفية "إسرائيل اليوم"، أن "إيران ضمنت وجودا ونفوذا في اليوم التالي في سوريا"، مضيفا: "الروس بعيدون عن الحماسة لمثل هذا الوجود الإيراني، ولكنهم لا يزالون يحتاجون طهران للحفاظ على الاستقرار في سوريا، فالطائرات الروسية تحوم في الجو، والمقاتلون الشيعة الذين ألقت بهم إيران في سوريا يسفكون الدماء على الأرض".

وأضاف: "إسرائيل عادت في الأشهر الأخيرة وحذرت الروس من تثبيت السيطرة الإيرانية في سوريا، واعتبرت ذلك خطا أحمر بالنسبة لها، بل ومن شأن ذلك أن يدهور المنطقة لحرب شاملة"، منوها إلى أن "روسيا تحاول إيجاد توازن بين التزامهم بأمن إسرائيل ودعم الأسد".

خطوط حمراء

ولفت زيسر، إلى أن "تاريخ موسكو هو العمل بغموض؛ فهي تستمع لطلبات إسرائيل وتستجيب لبعضها، مثلا في كل ما يفترض أن يبعد إيران وحزب الله عن خط الحدود الإسرائيلية الشمالية، حتى إنها تمتنع عن كل رد على هجمات إسرائيل في سوريا، التي تتم تحت عيونها المفتوحة، في حين تترك لإيران تثبيت نفسها في سوريا".

وأكد أن "الهجمات الإسرائيلية في سوريا تخدم الروس، فهي تجعل من روسيا "الراشد المسؤول" الذي  يعمل على التهدئة وتلطيف حدة زبائنه المنفعلين، ليزيد تعلقهم به".

وفي مثل هذا الوضع، "لا يتبقى لإسرائيل غير إطلاق رسالة واضحة لموسكو بشأن خطوطها الحمراء، والعمل بقوة في مواجهة الثلاثي؛ الوجود الإيراني المتزايد في سوريا، واستمرار نقل السلاح إلى حزب الله من ايران، وأخيرا إمكانية أن يستخدم الإيرانيون المنشآت في سوريا لإنتاج السلاح لحزب الله"، وفق زيسر.

ونوه إلى أن "الهجوم المنسوب لإسرائيل مر دون مثل سابقاته، لكن بقي على حاله السؤال، إذا كان في ضوء انتهاء الحرب في سوريا تغلق نافذة الفرص التي فتحتها هذه الحرب أمام إسرائيل للعمل في سوريا، مثلما هو أيضا السؤال متى ستقرر روسيا وقف هذا النشاط الذي من شأنه أن يعرض للخطر إنجازاتها في سوريا، وأي تعويض أمني ستمنحه لإسرائيل في المقابل؟".


التعليقات (0)