سياسة عربية

الحمدالله من غزة: سنبدأ بتسلم مهامنا وقرار حماس خطوة هامة

حكومة الحمد الله وصلت قطاع غزة وسط استقبال حافل- تويتر
حكومة الحمد الله وصلت قطاع غزة وسط استقبال حافل- تويتر
قال رئيس الوزراء الفلسطيني، إن اقدام حركة حماس على حل اللجنة الادراية في "خطوة هامة" من شأنها أن تمهد الطريق أمام تنفيذ جميع استحقاقات المصالحة.

وأضاف رامي الحمد الله، "نعود مرة أخرى لقطاع غزة؛ هذا الجزء الأصيل، من أجل تحقيق المصالحة والوحدة الوطنية وإنهاء مظاهر وتداعيات الانقسام المؤلمة، ولنعيد بناء غزة بخطى ثابتة ومدروسة، ولننطلق نحو الوحدة والانسجام".

وتابع في مؤتمر صحفي عقده في معبر بيت حانون "إيرز" فور وصوله قطاع غزة وتابعته "عربي21": "نتواجد هنا اليوم وفاء لتضحيات شهدائنا وأسرانا البواسل وعائلاتهم جميعا، ووفاء لأبناء وبنات غزة الذين تحملوا ثقل وآلام سنين الانقسام وضراوة الحصار والعزلة".

وقال: "جئنا بتعليمات من الرئيس عباس، لنعلن للعالم من قلب غزة أن الدولة الفلسطينية لن تقوم دون وحدة جغرافية وسياسية بين الضفة والقطاع، ولنغلق معا فصل الانقسام"، مشددا على أن "الطريق الوحيد للوصول إلى الأهداف الوطنية الجامعة؛ هو بصون وحدتنا وطي هذه الصفحة".

وأوضح الحمد لله، أنه من "الآن وصاعدا، الكل منخرط ومسؤول في جهود إعمار القطاع، وتعزيز صمود المواطنين وصون حرياتهم وضمن استقرارهم"، مثمنا الجهود التي بذلتها القاهرة لضمن إتمام المصالحة.

وبين أن "الحكومة ستبدأ بتسلم مهامها ومسؤولياتها في إدارة شؤون القطاع، حيث تم تشكيل عدة لجان وزارية لتباشر تسلم المؤسسات والدوائر الحكومية ومهام الأمن والمعابر والحدود"، موضحا أنه سيتم "معالجة ملف الموظفين في إطار اتفاق القاهرة وضمن الإمكانات المتاحة، وذلك تحقيقا لوحدة النظام السياسي".

ولفت إلى أن "الوضع الكارثي غير المسبوق، الذي وصلت إليه غزة بسبب الانقسام وسنوات الحصار وتوالي العدوان الإسرائيلي عليها، لم يعد يحتمل إضاعة أي لحظة في المماطلة والخلاف، فقد آن وقت العمل".

وأكد رئس الوزراء أن "المستفيد من إطالة عمر الانقسام هو الاحتلال الإسرائيلي"، معتبرا "قرار حماس بالاستجابة للرئيس عباس، خطوة هامة سنبني عليها الكثير من العمل".

ونوه إلى أن نجاح عمل الحكومة في قطاع غزة "مرهون بقدرتها التنفيذية على الأرض وفي الميدان"، داعيا "الجميع بلا استثناء لرص الصفوف والالتفاف حول القيادة والمصالحة، وتغليب المصلحة الوطنية على المصالح الحزبية الضيقة، وهذا هو السبيل لصون مشروعنا الوطني والتصدي للاحتلال ومخططاته، ونضع المجتمع الدولي عند مسؤولياته بإلزام إسرائيل لرفع الحصار عن غزة".

وأشار إلى أن أولوية الحكومة اليوم، "هي التخفيف من معاناة شعبنا في غزة، ونحن الآن أمام سلسلة خطوات وبرامج عمل من شأنها إحداث تغيير ملموس على الأرض"، مؤكدا أن "الطريق أمامنا طويلة وشاقة، لكن شعبنا قادر على النهوض من جديد من بين الدمار والمعاناة في غزة ليبني وطنه ومستقبله".

ورأى الحمدلله، في نهاية كلمته، أن "غزة ستبقى دائما حامية الهوية الوطنية الفلسطينية"، مؤكدا أنه "لن تكون دولة فلسطينية إلا وغزة في قلبها والقدس عاصمها الأبدية".

وفي تصريح أدلى به عضو المكتب السياسي لحركة حماس، صلاح البردويل، أكد أن "المصالحة خيار استراتيجي لحماس، وهي بوابة الوحدة الوطنية الشاملة".

وأوضح في حديث صحفي له تابعته "عربي21"، أن "حماس تراهن من وراء هذه المصالحة على توحيد الشعب الفلسطيني، وهو ما يتطلب تقديم تنازلات".

بدوره، أشاد وزير الأشغال العامة والإسكان الفلسطيني في حكومة التوافق مفيد الحساينة، بهذا "العرس الفلسطيني الوطني الذي يشارك به الكل الفلسطيني لأنهاء هذه الحقبة السوداء".

وأكد أن هذه الخطوة نحو إنجاز المصالحة الفلسطينية "ستكون حجر أساس متين لبناء جسور المحبة بين كافة فصائل الشعب الفلسطيني"، مشيدا بالتنسيق "الطيب" بين الأجهزة الأمنية في قطاع غزة والضفة الغربية المحتلة.

وكان في استقبال الوفد الحكومي برئاسة الحمد الله إلى قطاع غزة، جموع غفيرة من أبناء الشعب الفلسطيني، ووفود من كافة الفصائل الفلسطينية.

ويضم الوفد الحكومي أكثر من 300 شخصية تضم رئيس الحكومة ووزراءه، وهيئات حكومية، وأجهزة أمنية، حيث شارك الوفد الأمني المصري الذي وصل غزة أمس وقيادات من حركة حماس ووفد الحكومة في الاستقبال، فيما نظمت الأجهزة الأمنية في غزة استقبالا رسميا.


وفي وقت لاحق من مساء أمس وصل إلى القطاع أيضا مبعوث الأمم المتحدة إلى الشرق الأوسط نيكولاي ميلادنوف، والوفد المرافق له، وذلك لمتابعة تسلم الحكومة لمهامها.

وكان رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، هاتف مساء الأحد رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس لـ"تعزيز المناخ الإيجابي للمصالحة"، ولمناقشة الترتيبات لاستقبال الحكومة.

وبحسب بيان لمكتب هنية، فإن عباس وهنية "وقفا على المناخ الإيجابي الواعد الذي يسود الساحة الفلسطينية في هذه الأوقات (..) ودعيا إلى استثمار هذا المناخ في استعادة الوحدة الوطنية وصولًا إلى تحقيق أهداف شعبنا الفلسطيني، في إقامة دولته على كامل تراب الوطن الفلسطيني وعاصمتها القدس".
التعليقات (0)