صحافة دولية

زعيم حزب البديل الألماني: نحن ضد "الغزو" الإسلامي والأذان

غولاند: لا نريد القيم الإسلامية التي لا تتطابق مع القانون الأساسي- أ ف ب
غولاند: لا نريد القيم الإسلامية التي لا تتطابق مع القانون الأساسي- أ ف ب
أكد زعيم اليمين الصاعد في ألمانيا في مقابلة مع مجلة "ذا أتلانتك مونثلي" معارضة حزبه ما أسماه "الغزو الإسلامي" لألمانيا. 

ويعلق الصحافي الذي أجرى المقابلة، أوري فريدمان أن حزب البديل الألماني فاز بنسبة 13% من أصوات الناخبين، حيث جاء في المرتبة الثالثة، وسيدخل لأول مرة في البرلمان الألماني، مشيرا إلى أن أنجيلا ميركل، وإن فازت بولاية رابعة، إلا أنها وعدت بإجراء مراجعة للسبب الذي أدى بحزب البديل للوصول إلى البرلمان.

وتشير المقابلة، التي ترجمتها "عربي21"، إلى أن منافسها الرئيسي مارتن شولتز، اعتبر أن الديمقراطية "نجت"، رغم "رغم إظهار اليمين المتطرف عن وجهه القبيح"، فيما عبر آخرون، مثل حزب الخضر، عن أسفهم لدخول النازيين مرة أخرى إلى البرلمان.

وتحدث الكاتب إلى المؤسس المشارك لحزب البديل في عام 2013  ألكسندر غولاند، الذي يعد اليوم أحد أهم قادة الحزب؛ من أجل فهم التغير السياسي في ألمانيا، لافتا إلى أن أفكار غولاند تعبر عن موقف الحزب المتطرف، مع أنه منقسم، ويعبر عن مواقف عدة داخله. 

وتذكر المجلة أن غولاند  رفض وصف الحزب بالمتطرف، ووعد بأن يجعل الحياة صعبة لميركل، وكذلك استعادة بلاده "من اللاجئين"، الذين "يهددون أسلوب الحياة الألمانية"، مشيرة إلى أنه في الوقت الذي وصف فيه غولاند الهولوكوست "بالجريمة الفردية"، إلا أنه آثار أسئلة حول التزام ألمانيا بأمن إسرائيل، ودافع عن سجل الجنود الألمان أثناء الحرب العالمية الثانية.

وتنقل المقابلة عن غولاند، قولع إن الجرائم ارتكبتها حفنة صغيرة من القوات الألمانية، مقارنة مع "أس أس"، ولم تعد  "جرائم منظمة" في أثناء محاكم نيورمبرغ. 

ويعلق فريدمان قائلا أن كلام زعيم الحزب دفاعا عن الجيش جاء مع أن قادة الجيش الألماني حوكموا بصفتهم مجرمي حرب. 

وقال غولاند للمجلة: "الكثير من النقاشات السياسية التي لا علاقة لها بالتاريخ عادة ما تنتهي في ذكرى أوشفيتز.. وهذه مشكلة لألمانيا"، وأجاب ردا على سؤال حول علاقة الحزب بالنازية والنازيين الجدد، وما يراه الناس من وصوله إلى البرلمان، قائلا: "لا أجد أي صلة مع جماعات اليمين المتطرف وسياساتها، فنحن حزب ليبرالي محافظ، ونحن محافظون أكثر من الحزب المسيحي الديمقراطي -حزب ميركل- لأن حزبها مال أكثر نحو اليسار"، وقال إن سياسة ميركل، التي رحبت باللاجئين، جعلت الكثير من الناس يصوتون لحزبه، وفتحت مجالا للتيار اليميني في حزب ميركل. 

وقال غولاند عندما سئل عن علاقة الحزب ونجاحه في موضوع اللاجئين، إن "هناك الكثر من القضايا المباشرة المتعلقة بالديمقراطية  والاستفتاءات، ونحن لا نحب الغزو الإسلامي، لكنني أعتقد أن سياسة الترحيب باللاجئين التي تبنتها ميركل كانت السبب الرئيسي في نجاحنا". 

وأجاب غولاند عن سؤال حول وعده بملاحقة ميركل، قائلا إنه لم يقصد "تصيدها" حقيقة، لكن جعل حياتها صعبة، كما تفعل المعارضة الحقيقية في البرلمان البريطاني، ورد على سؤال حول برنامجه الانتخابي، الذي وضع ألمانيا "أولا"، وعمل على تشديد الرقابة على الحدود، ومنع اللاجئين، خاصة المسلمين، من دخول ألمانيا.

وأجاب غولاند عما إذا كان هناك فرق بينه وبين برنامج دونالد ترامب الانتخابي العام الماضي، قائلا إن السبب الذي دفع ترامب نحو الفوز كان اقتصاديا، أو "الحزام الصديء" وغياب الوظائف، أما حزبه فإنه وصل إلى السلطة بسبب ما يراه "المشكلة الثقافية"، وقال إن حزبه يتشابه مع حزب "الحرية" الشعبوي النمساوي، خاصة أن الثقافة واللغة مشتركتان.

وفي رد على سؤال عن دعوته لاستعادة البلاد، وممن تتم استعادتها، فإنه قال: "من اللاجئين الذي جاءوا إلى هنا ولم يسجلوا، ولم يناقش أحد فيما إن كان علينا فتح الحدود، وقالت ميركل إن اللاجئين السوريين سيحصلون بحلول عام 2018 على حق جلب عائلاتهم، وقد بدأنا نحن الألمان بفقدان السيطرة على البلد". 

وأجاب عن سؤال حول انتقاده وزير الاندماج أثناء الحملة الانتخابية، عندما قال إنه لا توجد "ثقافة ألمانية"، فما هي هذه الثقافة في نظره، قائلا إن غوتة وتوماس مان وهاندل والطعام الألماني والهوية الألمانية هي الثقافة.

وتلفت المجلة إلى أن غولاند حذر من أن أسلوب الحياة الألماني لن ينجو، ورد فريدمان أن ألمانيا نجت رغم استقبالها موجات من المهاجرين من ذوي المهارات، فرد قائلا إن "حزب البديل هو مع المهاجرين، الذين يعملون لمجتمعنا ولتحسين اقتصادنا، إلا أن الناس القادمين هم من الباحثين عن حياة أفضل، ونريد سياسة هجرة كندية، حيث يختار الكنديون المجتمع الذي يريدونه فيما يتعلق بالمهاجرين، واللاجئون ليسوا من نريد". 

وعندما سئل غولاند عن مزاعم حزب البديل أن الإسلام ليس جزءا من ألمانيا، رغم وجود 5 ملايين مسلم فيه، أجاب قائلا: "قلنا إن من حقك الإيمان بالقيم الإسلامية بصفتك فردا، لكننا لا نريد القيم الإسلامية التي تقوم على الشريعة، التي لا تتطابق مع القانون الأساسي، وهذا الإسلام لا يعدل بين الرجال والنساء، كما ان الدول الإسلامية ليست ديمقراطية، وهذا مختلف عن الشخص الذي يؤمن بالله ومحمد، وليست هذه مشكلتي، فنحن أمام مجتمع يتغير بأكثر من طريقة، ولا يحبه الألمان كثيرا، انظر إلى طعام المدارس، فهناك الكثير منها ترفض لحم الخنزير؛ لأنه محرم لدى المسلمين". 

وسأله فريدمان: ماذا عن المظاهر الإسلامية، مثل النقاب والمنارات وأماكن العبادة؟ فأجاب قائلا: "لدينا في برنامجنا ما يقول إننا لا نحب المنارات ولا صوت المؤذن؛ لأنه يقول إن الله هو الأوحد في العالم، وهو ما لا يتناسب مع قانونا الأساسي". 

وينوه الصحافي إلى أن غولاند دافع عن سجل الجيش الألماني في الحرب العالمية، قائلا إن "نسبة 95 بالمئة من الجنود لم تشارك في جرائم الحرب، وحتى محاكم نيورمبرغ لم تشجب قوات النازية بصفتها منظمة إجرامية، وكان المنتصرون في الحرب هم القضاة في المحكمة".

وتورد المجلة أن غولاند علق على قوله إن وجود إسرائيل يجب ألا يكون جزءا من المصالح الوطنية الألمانية، قائلا: "لا لم أقل هذا، قلت إن المستشارة ميركل وغيرها من السياسيين قالوا إن وجود إسرائيل هو جزء مهم لوجود ألمانيا، وهذا صحيح، لكنني قلت إنه لو تعرضت إسرائيل للهجوم وستخسر فيجب على ألمانيا الوقوف إلى جانبها، ويجب على جنودنا القتال والموت من أجل إسرائيل، وقلت هذا إن كان الناس يعرفون معنى وجود إسرائيل، وهذا يعني أن عليك الدفاع عنها وكأنها بلدك".  

وقال غولاند إن أهم حلفاء ألمانيا هي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، لكنه رأى ضرورة أن تكون روسيا جزءا من نظام السلام في أوروبا.
التعليقات (2)
المشكلة ليست بالمسلمين
الثلاثاء، 03-10-2017 12:36 ص
على غولاند أن يستعرض مشاكل بلاده ألمانيا،ويبتعد عن إتهام المسلمين،هذا حسد،لا أحد يجبركم على تغيير دينكم،بل مانعين الحلال،لماذا،أهذه التعددية بالإعلام،ببلاد العرب المسيحيين غير مجبرين بتغيير دينهم وعاشوا وعايشين ويحلموا بالعيش بين المسلمين عند الإستقرار.
فارغين
الثلاثاء، 03-10-2017 12:27 ص
حزب البديل لإلمانيا هو عرض للمشاكل الإجتماعية والإقتصادية والسكن والتي ليست لها علاقة بالمسلمين في ألمانيا سوى أن المسلمين بحكم دينهم يتعاملون مع المشاكل الإقتصادية والقوانين وحافظين على النمط الإجتماعي السليم الذي يحلم به غولاند لحزب بديل ألمانيا،صوت الأذان غير مسموح سوى داخل المساجد فكيف لهذا الكاذب يدعي سماعه،هل أجبر أحد غولاند على أن تكون إبنته غير مطلقة وأبنه وبنته بعد سن الأربعين يفكرون بالإنجاب،الكل يهرب من إصلاح الواقع والإسلام شماعة أحلامهم،من يعادي الإسلام إنما هو يقصد أن حلمه بنتائج الإسلام لكن مع بقاء المفاسد،وإحلموا.