رياضة دولية

ما مصير منتخب كتالونيا إذا انفصلت المقاطعة عن إسبانيا؟

وذكرت الصحيفة أن آخر مرة لعب فيها منتخب كتالونيا مباراة ودية كانت في عطلة رأس السنة- فايسبوك
وذكرت الصحيفة أن آخر مرة لعب فيها منتخب كتالونيا مباراة ودية كانت في عطلة رأس السنة- فايسبوك
نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا حول مصير المنتخب الكتالوني لكرة القدم، في حال نجحت مقاطعة كتالونيا في الانفصال عن إسبانيا، مشككة في حظوظ هذا المنتخب الفتي في استقطاب النجوم والترشح لنهائيات كأس العالم.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمه "عربي21"، إن منتخب كتالونيا فاز في خمس مباريات فقط من أصل 16 مباراة لعبها مؤخرا. كما كان هذا الفريق عاجزا عن هزم منتخبات مثل تونس ونيجيريا، ناهيك عن أن اللاعبين القليلين المميزين في صفوفه، إما سيختارون تقمص ألوان المنتخب الإسباني، أو شارفوا على الاعتزال.
 
وذكرت الصحيفة أن آخر مرة لعب فيها منتخب كتالونيا مباراة ودية كانت في عطلة رأس السنة الميلادية، وقد مثلت حينها مناسبة سياسية أكثر منها رياضية، بغية تجديد الشعارات والمطالب القومية المتعلقة بالاستقلال.
 
وبينت الصحيفة أن تلك المباراة التي عقدت بتاريخ 28 كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2016، احتضنها ملعب مونتيليفي في مدينة جيرونا، ضد المنتخب التونسي، وقد انتهت في وقتها الأصلي بالتعادل، ثم انتصرت تونس بركلات الجزاء. في تلك المباراة، شهد المنتخب الكتالوني غياب المدافع جيرار بيكيه، فلعب بعناصر غير متألقة باستثناء تشافي هيرنانديز.
 
وأكدت الصحيفة أنه في حال تمت عملية الانفصال عن إسبانيا، سيكون منتخب كتالونيا في مواجهة العديد من الصعوبات والتعقيدات القانونية والرياضية، قبل أن يتمكن من اللعب في المنافسات الدولية.
 
وأشارت الصحيفة إلى أن أول عقبة تقف أمام هذا المنتخب هي موافقة الاتحاد الدولي لكرة القدم فيفا، إلا أنها لن تكون أصعب العقبات. فقد قبلت الفيفا عضوية الكثير من الفرق في الأقاليم الانفصالية في العالم سنة 2016، على غرار منتخب كوسوفو، ومنتخب جبل طارق رغم معارضة إسبانيا لهذه الخطوة. فضلا عن ذلك، في الانتظار أن توافق الفيفا على انضمام شمال قبرص، والصحراء الغربية، جزر الفوكلاند ودولة صومالي لاند في غرب إفريقيا.

اقرأ أيضا: هل ينوي بيكيه التخلي عن كرة القدم على ضوء أزمة كتالونيا؟

 
وبعيدا عن الإجراءات السياسية والرياضية، يحاول الكثيرون توقع تشكيلة المنتخب الكتالوني التي سيظهر بها إذا نجح في مساعيه الانفصالية. في الواقع، تضم كتالونيا العديد من اللاعبين الموهوبين والمشاهير، إلا أن هناك شكوكا كثيرة تحوم حول ما إذا كانوا سيختارون اللعب لصالح إسبانيا أو كتالونيا.
 
وبينت الصحيفة أن اللجنة الأولمبية الكتالونية، وهي هيكل رياضي غير معترف به رسميا من اللجنة الأولمبية الدولية، أعلنت أنه سوف يتم تخيير الرياضيين، في حال انفصال المقاطعة، بين اللعب لألوان إسبانيا أو كتالونيا، باعتبار أنهم سيحملون في هذه الحالة الجنسية المزدوجة.
 
وذكرت الصحيفة أن هناك الكثير من اللاعبين الذين يحملون الجنسية المزدوجة، والذين سيكونون أمام حتمية الاختيار، ولكن أغلبهم مغمورون، باستثناء بعض النجوم على غرار تشافي هيرنانديز، وجيرار بيكيه، وجوردي ألبا، ومارك بارترا، وسيرجيو بوسكيتس وبويان كركيتش.
 
وشككت الصحيفة في إمكانية أن يوافق كل هؤلاء اللاعبين على المشاركة مع المنتخب الكتالوني، إذ أنه إلى حد الآن لم يفصح أغلبهم عن نواياه، باستثناء بعض اللاعبين القلائل مثل مارك كروساس، الذي أعلن مساندته للانفصال، إلا أنه يبقى مغمورا حيث أنه يلعب في الدرجة الثانية. أما نوايا اللاعبين النجوم مثل جوردي ألبا وبوسكيتس وبيكيه فتبقى غير واضحة، بعد أن كانوا قد رفعوا في مرة سابقة شعار "بلد واحد ومنتخب واحد".
 
وأكدت الصحيفة أن الاهتمام في الوقت الحاضر ينصب بشكل كبير على نجم دفاع فريق برشلونة جيرارد بيكيه، الذي على الرغم من أنه لم يعلن بكل صراحة موقفه المساند للانفصال، إلا أنه يبدو الوجه الأبرز المرشح لقيادة المنتخب في المستقبل.
وذكرت الصحيفة أن جيرار بيكيه، إلى جانب المدرب المعروف بيب غوارديولا، يعتبران من الرياضيين الأكثر شهرة عالميا اللذين يمكن الاعتماد عليهما للترويج للانفصال. وإلى حد الآن، يبدو أنهما غير منزعجين من تحمل هذه المسؤولية.
 
وتوقعت الصحيفة أنه في حال كان منتخب كتالونيا محظوظا إثر الانفصال، فإن تشكيلته سوف تكون مؤلفة من العناصر التالية، كاسيا في حراسة المرمى، وأليكس فيدال، وبيكيه، وبارترا، وجوردي ألبا في الدفاع. أما الثلاثي بوسكيتس، سيسك فابريغاس وسيرجي روبرتو سيكونون في وسط الميدان، وأما الثلاثي ديلوفي، تيلو، وجيرارد مورينو في الهجوم. وسيبقى لاعبون آخرون آخرون على دكة الاحتياط مثل فونتاس، بويان كركيتش وباو لوبيز.
 
واعتبرت الصحيفة أن أعقد مهمة سيواجهها هذا المنتخب هي المنافسة على المستوى العالمي، حيث سيواجه صعوبات كبيرة بسبب ارتفاع معدل أعمار هؤلاء اللاعبين، الذين لن يكونوا قادرين على مواصلة المشوار معه إلى حين حلول موعد كأس العالم 2022 في قطر.
 
وأكدت الصحيفة أنه بالنظر للنتائج السابقة التي حققها منتخب كتالونيا في مبارياته الودية، والرصيد البشري الذي يمتلكه في الوقت الحاضر، فإن السؤال حول إمكانية وصوله إلى نهائيات كأس العالم، يمكن الإجابة عليه بكل بساطة بقول إن هذا مستحيل.
 
وفي الختام، حذرت الصحيفة من أن ترتيب منتخب كتالونيا، عند قبول انضمامه للفيفا، سوف يكون متأخرا جدا على المستوى العالمي. وبالتالي، سوف يخوض تصفيات تمهيدية صعبة، وقد يجد نفسه في دوري المجموعات في القارة الأوروبية رفقة منتخبات عملاقة مثل ألمانيا، وفرنسا وإنجلترا. 
التعليقات (0)