سياسة دولية

لماذا تتمسك المسلمات في الغرب بالحجاب رغم المضايقات؟

نادية عيتاني شابة فلسطينية الأصل تبلغ من العمر 24 سنة - فرانكفورتر
نادية عيتاني شابة فلسطينية الأصل تبلغ من العمر 24 سنة - فرانكفورتر
نشرت صحيفة "فرانكفورتر ألغيماينه تسايتونغ" تقريرا، تطرقت من خلاله إلى أهمية الحجاب بالنسبة للمرأة المسلمة في الدول الغربية، وذلك على الرغم من المضايقات التي تتعرض لها. وفي هذا الصدد، بادرت ست فتيات مسلمات محجبات يعشن في ألمانيا بتقديم شهادات حية في الغرض.

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن العديد من الأشخاص يعتبرون أن الحجاب شكل من أشكال الرجعية والاضطهاد. في المقابل، ترتدي العديد من الفتيات الحجاب بكل ثقة في النفس. وفي هذا الصدد، رغبت ستة فتيات مسلمات قاطنات في ألمانيا في مشاركة العالم قصة كفاحهن فضلا عن دوافع ارتدائهن للحجاب والتجارب التي عشنها.

ونقلت الصحيفة تصريحات نادية عيتاني، وهي شابة فلسطينية الأصل، تبلغ من العمر 24 سنة، وطالبة علوم اقتصادية، فضلا عن أنها صاحبة مدونة تتعلق بالموضة. وأفادت نادية أنها ترتدي الحجاب عن قناعة وأنها ترفض أن تتعرض للمضايقات بسبب قناعاتها الدينية، مع العلم وأنها مهتمة بالموضة منذ أن كانت في الصف العاشر. وعادة، ترتدي نادية ملابس تجمع بين الأناقة والحشمة. ووفقا لهذه الشابة، لا تتعارض الموضة مع الدين، لكن يجب على الفتاة المسلمة أن تخفي مفاتنها.

وأضافت الصحيفة أن العديد من المتاجر في كل من ماليزيا والولايات المتحدة الأمريكية وإنجلترا أصبحت تبيع الملابس المحتشمة. وفي هذا الصدد، أوضحت نادية إيتاني أن لباسها أثار إعجاب العديد من الفتيات، وهو ما دفعها إلى إنشاء مدونة متخصصة في الموضة لتثبت أن الفتيات المسلمات مثل غيرهن من النساء على خلاف ما يعتقده المجتمع الغربي.

وأوردت الصحيفة وجهة نظر مصممة الأزياء الجزائرية، مريم البديري، التي تبلغ من العمر 30 سنة، حيث قالت "أرتدي الحجاب والملابس المحتشمة منذ سن 11. في الأثناء تعرضت للمضايقة من قبل أحد أساتذتي الذي قال لي، حين عجزت عن الإجابة عن سؤاله، إن الحجاب يؤثر على  القدرات الذهنية. ومنذ ذلك الوقت، أصبحت محل سخرية من قبل زملائي في  الدراسة، ولكن ذلك لم يُثنن عن ارتداء الحجاب".

وأردفت البديري بأنه "عند بلوغي 12 سنة، حاولت التعبير عن رأيي عبر رسم السراويل والتنانير التي تغطي الساقين. لقد استعدت ثقتي في نفسي من خلال تصميم هذه الملابس. بعد المدرسة، تلقيت تكوينا في مجال تصميم الأزياء. فيما بعد، أنشأت ورشة "ميزان" المختصة في تصميم الملابس المحتشمة. وقد افتتحت أسبوع الموضة في كل من نيويورك ولندن".

وذكرت الصحيفة أن نهى وهبة وهي تلميذة مصرية تبلغ من العمر 16 سنة، قدمت إلى برلين لزيارة إخوتها، وقد وافقت على مشاركة تجربتها. وفي هذا الصدد، صرحت نهى وهبة بأن كل امرأة ترتدي الحجاب بأسلوب مختلف، في حين أنها تحرص على ارتداء الحجاب بطريقة تتلاءم مع وجهها. ومن المثير للاهتمام أن وهبة تملك 50 حجابا بألوان مختلفة، علما بأنها ترتدي الحجاب منذ 3 سنوات.

وتؤمن وهبة بأن الحجاب قد جعلها تتمتع الراحة النفسية، فضلا عن أنه يعكس التزامها بالدين الإسلامي. في الأثناء، تأمل هذه الفتاة المصرية أن تتمكن من تغيير وجهة نظر المجتمع الغربي تجاه الإسلام، الذي عانى كثيرا من إلصاق تهمة الإرهاب به.

وأفادت الصحيفة على لسان إخلاص نبهة، وهي حلاقة لبنانية، تبلغ من العمر 38 سنة، قائلة: "ترعرعت في مدينة فريزلاند الشرقية وارتديت الحجاب بطلب من والدي. وعند بلوغي 16 سنة، تقدم لخطبتي شاب لبناني طلب مني خلع الحجاب. خلعت الحجاب والتحقت بمدرسة تكوين حلاقة".

وأضافت نبهة: "عند بلوغي 24 سنة، مرضت أمي وطلبت مني ارتداء الحجاب من جديد وفعلت ذلك من أجلها. تزوجت من رجل كان يدعي الإسلام لكنه لم يكن يصلي. لم أكن سعيدة مع زوجي. في الأثناء، انغمست في قراءة كتاب رائع عن الإسلام، وما إن بلغت 28 سنة، حتى شرعت في قراءة القرآن والصلاة. لقد منحني الإسلام القوة وأصبحت أشعر بالرضا عن نفسي. حقيقة أشعر بالسعادة أنني أستطيع أن ألبس بطريقة مختلفة وأظهر شخصيتي للآخرين".

من جهتها، تعتقد أمينة غونس، وهي تلميذة تنحدر من أصول تركية، وتبلغ من العمر 21 سنة، أن الكشف عن مفاتن الجسم يعد من المحرمات، وبالتالي ينبغي على الفتاة المسلمة أن ترتدي ملابس محتشمة وساترة. في السياق ذاته، شددت غونس على أن الإرهاب ساهم في انتشار ظاهرة الإسلاموفوبيا في أوروبا. وترتدي هذه التلميذة عادة ملابس تجمع بين الجمال والحداثة.

وصرحت أمينة غونس بأنها ارتدت الحجاب عندما بلغت 12 سنة، على الرغم من أن والديها كانا متخوفين من عواقب ذلك. وشددت غونس أن الحجاب لم يكن عائقا بالنسبة لها إلا عندما أرادت الانضمام إلى مكان عمل للحصول على تكوين. فقد كان يطلب منه في كل مرة أن تخلع الحجاب في ساعات العمل، الأمر الذي رفضته غونس بصرامة، ودفعها لتغيير مجال اختصاصها، حيث يتم تقبلها بحجابها. وأعربت أمينة غونس عن عنق صدمتها إزاء تناول مسألة حظر الحجاب  في ألمانيا، التي تعد منبرا لحرية التعبير.

وتناولت الصحيفة وجهة نظر هايدي بروت، وهي طالبة فيزياء تنحدر من أصول كردية وتبلغ من العمر 26 سنة. وقد أفادت بروت، قائلة: "أرتدي الحجاب بكل فخر على الرغم من أنني تعرضت للعديد من المضايقات. أعتقد أن الحجاب وصية دينية ولا يمت للسياسة بصلة. يعد الدين أمر مقدسا بالنسبة لي".

وأضافت بروت: "كان عمري 22 سنة عندما ارتديت الحجاب. وعلى الرغم من أن ذلك تسبب لي في العديد من المشاكل، إلا أنني استمديت قوتي من الله سبحانه وتعالى. وفي حين أنني أتقن 7 لغات وخريجة كلية الفيزياء، إلا أنني لم أجد عملا مناسبا نظرا لأنني أرتدي الحجاب".

وفي الختام، أكدت الصحيفة على لسان هايدي بروت، أنه "على الرغم من أنني أحمل الجنسية الألمانية، إلا أنني أشعر بأنني مواطنة أجنبية. نحن نعيش في دولة علمانية تحمي الأقليات وتمنح حرية الأديان. وفي الوقت الذي انتشر فيه الإلحاد في ألمانيا، بات الكثير من الأشخاص لا يفهمون ماهية الأديان. وبالتالي، أصبحت مجبرة علي أن أوضح سبب اعتناقي للإسلام".
التعليقات (3)
ناقد لا حاقد
الخميس، 02-08-2018 01:50 م
حفظكم الله جميعا و لتعلموا ان الجنة للصابرين عن الشهوات الله يرزقكم حسنة في الدنيا و حسنة في الاخرة
ما في صراحة
الخميس، 05-10-2017 04:40 م
مثلا جماعة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في السعودية مثلا نستطيع أن نحدد اللباس الشرعي للمرأة،أما أفراد كل ينسج على هواه فهي تمثل نزعة دينية شخصية،قالت المجتمع الغربي على خلاف ما يعتقده،يعني غرائزنا وربنا وأستغفر الله العظيم،المنديل يعني أنا ملتزمة والباقي يعني أقبل بالتعارف الملتزم وأنا براعي الدار ومش مع أي واحد بحكي،هكذا الهوى في الموضة،لاحظوا الثياب المحتشمة وكل جزء يحكي ما تريد صاحبته أن تقوله.
مصري جدا
الخميس، 05-10-2017 01:34 م
ببساطة شديدة لان الحجاب فرض شرعي على المسلمات البالغات ، كما انه حق شخصي يحفظه القانون