مقالات مختارة

لماذا خسرنا جولة اليونسكو الأولى؟!

محمود سلطان
1300x600
1300x600
مشكلتنا في انتخابات اليونسكو، أننا دخلناها بمنطق "الثأر" من قطر، وليس بهدف الفوز بالمنصب في ذاته.

دخلنا بنزعة "المغايظة".. ومحاولة كسبها بـ"الفهلوة"، وليس من خلال الوفاء بشروط الفوز المستحق.

حتى في الاختيار، اخترنا وزيرة "أسرة وإسكان".. فيما شاركت الدول الحالمة بوزراء للثقافة.

وإذا كانت "عُقدة" قطر قد هيمنت على إدارة معركة مشيرة خطاب، فلمَ تجاهلت القاهرة شخصيات تتمتع بـ"سي في ـ سيرة مهنية"، تعادل وزن المرشح القطري؟!

فالأخير بخبرات علمية وأكاديمية ودولية، تؤهله للتفوق بسهولة على مرشحة مصر، التي يبدو أنها اُختيرت على طريقة اختيار المحافظين.. حين توزع المناصب بوصفها "مكافأة نهاية خدمة".. والخدمة هنا ليست للبلد، ولكن للنظام الذي يحكمه.. فبقدر خدماتك للباب العالي، تُفتح لك "طاقة القدر" وتُرزق بالمن والسلوى والوجاهة والمناصب الرفيعة والتخينة.

المرشح القطري.. وزير ثقافة سابق، حاصل على ليسانس كلية دار العلوم جامعة القاهرة ـ متزوج مصرية ـ وماجستير من السربون ودكتوراه بـ"نيويورك"، وعمل بالأمم المتحدة 10 سنوات! وبلده الأولى عربيا في جودة التعليم!

وإذا افترضنا أن الاختيار القطري لمرشحه، جاء أيضا في سياق "مغايظة" و"مناكفة" القاهرة.. فإنه اختار منافسا، يملك من المهارات، ما يجعله يكتسح المرشحة المصرية، فيما تشبه النزهة الانتخابية.

تأمل الأرقام التي حصلت عليها مشيرة خطاب، وقارنها بما حصل عليه المرشح القطري، بل راجع التوزيع الجغرافي للأصوات، لتخرج بنتيجة كاشفة عن درجة النفوذ الدبلوماسي والسياسي القطري وسيطرته على أفريقيا.. الملعب التاريخي والتقليدي لمصر.. بل وانهيار منزلة التوقير والاحترام من 22 صوتا حصل عليها مرشح مبارك (فاروق حسني)، إلى 11 صوتا لمرشح النظام الحالي (مشيرة خطاب).
 
نريد أن نفوز برئاسة اليونسكو؟!.. حسنا ولكن بأمارة أيه؟!.. آثارنا (ثلث آثار العالم)، مهملة أو مهربة، ونعادي الثقافة والمثقفين والصحافة والصحفيين، ووسائل الإعلام مؤممة وأكثر من 300 موقع إخباري إلكتروني تم غلقه بالضبة والمفتاح، وأغلقت المكتبات، وطباعة الصحف تمر عبر فلاتر أمنية صارمة.. وبتنا أشهر دولة في إصدار أحكام الإعدام بالجملة (الجماعي).. وانتهاكات حقوق الإنسان والاختفاء القسري.. حدث ولا حرج! يعني بنحلم بالمنصب وسمعتنا "مش ولا بد".. طب يجي المنصب إزاي؟!

مصر دولة كبيرة، وبها شخصيات من ذوي الوزن الثقيل، ويحظون باحترام المجتمع الدولي وثقته، لكنها مستبعدة ومغضوب عليها.. فضلا عن أن البلد كلها باتت ضحية مكايدات سياسية، أثرت على سمعتها بالخارج.

المصريون المصرية

0
التعليقات (0)