سياسة عربية

جدل حول النقاط التي سيتمركز بها الجيش التركي في إدلب

وفد عسكري تركي دخل إلى ريف حلب الغربي- الأناضول
وفد عسكري تركي دخل إلى ريف حلب الغربي- الأناضول
رغم تحول مسألة التدخل التركي في إدلب من الاحتمال إلى الواقع، ما يزال هذا الملف الذي طال أمد تنفيذه موضع جدل حتى اللحظة، في ظل الاتفاقيات غير المعلنة التي تجريها تركيا مع "هيئة تحرير الشام" المسيطرة على مدينة إدلب وريفها وسائر المناطق الخارجة عن سيطرة النظام في الشمال السوري.

وكنتيجة للاتفاقيات؛ دخل وفد تركي مؤلف من مستشارين وضباط عسكريين إلى ريف حلب الغربي من أجل تحديد نقاط انتشار الجيش التركي والفصائل المعارضة المدعومة تركياً، الممثلة بـ"درع الفرات".

وفي ظل الإعلان عن توصل كلا الطرفين، تركيا و"تحرير الشام" لصيغة تفاهم ستجنب تركيا معارك جديدة قد تعصف بالمنطقة من جديد؛ تحدثت مصادر ميدانية عن جملة تهديدات إلى جانب شروط وضعتها تركيا خلال اجتماعها الأخير في منطقة "أطمة" الحدودية، حيث طرحت تركيا العديد من الشروط التي من ِانها إرضاء كل الأطراف، وفق ناشطين إلا أنها في الوقت نفسه وضعت العواقب، التي ستنجم عن إخلال أي طرف بما اتفق عليه.

القيادي في "فرقة السلطان مراد" عبد العزيز قدّاح، قال في حديث لـ"عربي21"، إن "تركيا ومنذ اليوم الأول من دخول الطرفين دائرة المفاوضات، أبلغت تحرير الشام بضرورة تنفيذ عدة شروط أساسية من أجل ضمان سلامة العناصر، أبرزها عدم التعرض للأرتال التركية التي ستدخل عبر عدة بوابات أبرزها أطمة وباب الهوى، وعليه فإنه يتوجب على الهيئة إخلاء تلك المناطق على طول الطريق الواصلة إلى نقاط انتشار الجيش التركي غير المحددة حتى الآن"، مشيراً إلى أن أول جلسة من المفاوضات استمرت لنحو 4 ساعات ونصف وتم خلالها الاتفاق على السماح للمراقبين الأتراك بدخول المنطقة ومعاينتها وتثبيت نقاط فيها على أن يرافق رتل المستشارين الأتراك رتل للهيئة وهذا ما تم بالفعل.

اقرأ أيضا: يلدريم يكشف الهدف الرئيس من العملية التركية بإدلب.. ما هو؟

وأضاف: "أما البند الثاني الذي تم الاتفاق عليه فهو طبيعة القوات التي ستنتشر في إدلب، فالهيئة التي ما زالت مصرة على موقفها من منع أي عنصر لقوات درع الفرات من الدخول إلى إدلب والإصرار على دخول الجيش التركي فقط، قابله رفض تركي، حيث أصرت أنقرة على أن تكون كل العملية باسم الجيش الحر فقط، رغم أن النقاط سينتشر فيها أتراك فقط ولن يكون هناك أي تواجد عسكري لفصائل درع الفرات في مناطق تمركز الجنود الأتراك بريف إدلب".

واستطرد قائلا: "الاتفاق على حل الهيئة قائم والمفاوضات حول هذا الأمر أيضاً مستمرة، إضافة لمناطق الانتشار والنفوذ التابعة التي ستحتفظ بها الهيئة ولكن باسم وراية ونهج جديد دون التوصل لصيغة نهائية"، مضيفاً أن الأتراك شينتشرون بداية على كامل الشريط الشمالي وبخاصة باب الهوى، أطمة، عقيربات، لقرب تلك المناطق من مدينة عفرين الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية وصولاً إلى ريف حلب الغربي ومدينة دارة عزة وجبلها جبل الشيخ بركات".

الصحفي عبد الوهاب عاصي، بدوره اعتبر أن انتشار الجيش التركي سيتركز بشكل خاص على جبهات ريف حلب الغربي والتي تنقسم إلى نقاط اشتباك مع النظام وأخرى مع قوات سوريا الديمقراطية "قسد"، وهي الأهم بالنسبة لتركيا، مضيفاً أن "نقاط الاشتباك مع قسد تنقسم إلى قسمين، فهناك خطوط التماس تسيطر عليها هيئة تحرير الشام وتمتد من أطمة وقاح وسلوى شمال إدلب وتصل إلى رزينة وفاطورة ودير سمعان غرب حلب، وأيضاً هناك خطوط التماس تسيطر عليها حركة نور الدين زنكي التي تمتد من كفر التين وقبتان الجبل وتصل إلى بارخان والطامورة.

ويرى عاصي أنه وبطبيعة الحال سيكون هناك توجه لوحدات الاستطلاع التركية نحو نقاط الاشتباك مع النظام السوري، وهي مقسمة بين المناطق الخاضعة لسيطرة الجيش السوري الحر والتي تخضع لسيطرة هيئة تحرير الشام، أما فيما يخص الأولى فلا يوجد أي عوائق لدخول القوات التركية أما الثانية فلا يوجد يقين حول دخول القوات التركية إليها وهي ترتبط بمدى وكيفية الاتفاق مع الهيئة وفق تعبيره.
0
التعليقات (0)