كتاب عربي 21

سجل الانتصارات الوهمية للانقلاب

آيات عـرابي
1300x600
1300x600
السلاسة غير العادية التي جرى بها تمديد حالة الطوارئ في مصر والتي لم تُقابل إلا بالبيانات؛ تكشف عن حالة من الإرهاق والكسل السياسي أصابت مناهضي الانقلاب.
 
لم يكن هذا هو الخبر الأول في ذلك اليوم، بل سبقه إعلان رئيس المكتب السياسي لما يُعرف باسم (جيش الإسلام) في سوريا عن رعاية الانقلاب لاتفاق وقف إطلاق نار في سوريا، بل وزاد على ذلك أن ذكر قيام الانقلاب بحماية السوريين في جنوب دمشق من التهجير القسري، وهو تصريح بدا مفتعلاً للغاية خصوصا مع ما تسرب إلى وسائل الإعلام منذ فترة من أنباء تتحدث عن تواجد طيارين تابعين للانقلاب وضباط كبار في قاعدة حميميم الجوية بسوريا، وفضلاً عن هذه التسريبات الصحفية، فإن الانقلاب نفسه لم يخف في أكثر من مناسبة دعمه لنظام بشار وتماهيه مع إيران وولاءه لروسيا.
 
ولكل هذه الأسباب وبسبب موقف الانقلاب من الثورات والتغيير ولأن الانقلاب نفسه هو أحد أذرع الثورة المضادة، فقد بدا هذا التصريح عجيباً منفراً مزعجاً بشكل لا يُصدق. وبدا الأمر برمته كمحاولة لغسيل سمعة الانقلاب.
 
وجاء هذا التصريح بعد حوالي أسبوع مما سُمَي بالمصالحة الفلسطينية والتي بدا واضحاً أنه سبقتها عملية ضغط على حركة حماس والتي حرص فيها الانقلاب على التقاط صور مفتعلة لعسكري الانقلاب في غزة وهي صور رغم إزالتها سريعاً إلا أنها آذت الكثيرين، كما حرص الانقلاب على أن يبدو بصورة راعي القضية الفلسطينية والعزف على أوتار ما يسمى بـ (دور مصر) إلى آخر هذه النغمات التي تذكرك بجولات عمر سليمان مدير مخابرات المخلوع مبارك في غزة وهو ما بدا لي كإعادة الوضع إلى ما كان عليه في 2010.
 
مجهودات واضحة لاختلاق نجاحات غير حقيقية للانقلاب العسكري، مجهودات تشبه عملية صناعة النجم، ومن الواضح أن خلف كل هذه المحاولات تقف أطراف دولية تستفيد من بقاء الانقلاب في مصر وتسعى لترسيخه ولتثبيت الأمر الواقع في الوقت الذي يتصرف فيه معسكر التغيير بطريقة تفوح منها رائحة اللامبالاة.
 
ما يبدو واضحاً لي الآن هو أن هناك مجهودات تهدف لتمكين الانقلاب سياسياً وصناعة سجل من الانتصارات الخارجية الوهمية ومحو 4 سنوات من ذاكرتنا وإجبار معسكر مناهضة الانقلاب كله على ابتلاع الوضع الحالي الراكد مع الدفع في اتجاه انتخابات العسكر التي ينوون إجراءها في 2018.
 
يذكرني هذا كله بفيلم أمريكي جرت فيه عملية محو ذاكرة للممثلين بناءً على رغبتهما حتى لا يتذكرا فشلهما السابق في الاحتفاظ بعلاقتهما.
 
المشكلة الكبرى التي تواجه من يقفون خلف تلك المجهودات، هي أن هناك جبالاً وحواجز تفصل بين المعسكر الرافض للانقلاب وبين الجانب الانقلابي، ففي خلال 4 سنوات هي كل عمر الانقلاب حتى الآن، لم يتورع العسكر عن ارتكاب مجازر وحشية جعلت مسألة التطبيع التي يسعى إليها البعض الآن ضرباً من الخيال.

ولكنها حالة أشبه بحالة اللا سلم واللا حرب، فلا معسكر التغيير قادر على نسيان كل ما تراكم من مجازر خلال هذه السنوات ولا هو بعافيته الآن حتى يستطيع إحداث التغيير المنشود.
2
التعليقات (2)
Tarekryda
السبت، 21-10-2017 06:51 م
أنصحك بصورة المسجد الأقصى بدل صورتك
مصري جدا
السبت، 14-10-2017 08:09 م
استاذة ايات عرابي..... التاريخ والحاضر بل والمستقبل يؤكد على اهمية انهاء هذه المرحلة وفي اسرع وقت ممكن لصالح جميع الاطراف ولصالح الوطن بل لصالح الاجيال القادمة حتى لا ترث انهيارا اقتصاديا وانشقاقا اجتماعبا وكم لا حصر له من القيم والسلوكيات المبنية على الكراهية المتبادلة والتي لا مانع لدى الطرفين ان يضيع الوطن نكاية في الطرف الاخر وقد ضاعت بالفعل بعض اجزاؤه واركانه ، ما نحن فيه قد يسمى اللاسلم لكنه لا يمكن تسميته اللاحرب بل هي مرحلة الحرب القذرة التي لا خلق فيها ولا قانون ، والشواهد كثيرة ، لكن هي بكل تاكيد مرحلة اللارؤية خاصة من المربع المناهض للانقلاب ، لان مربع الانقلاب رؤيته نظريا محسومة وعمليا منفذة وهي استئصال الاخوان والمعارضة والهيمنة الكاملة على كل مقدرات الدولة وهو كائن بالفعل ، اما مربع مناهضة الانقلاب فلم يطرح ومنذ 4 سنوات رؤية واضحة وممكنة للخروج من هذه الحالة المآزومة ، انا محدد جدا ، لا اطلب رؤية لاسقاط الانقلاب لانها قد تكون من الصعوبة بمكان في ظل ظروف الاطراف المتصارعة ، اقول الخروج من هذه الحالة ، وهناك نظريا 3 تصورات ،،الاول ،،، الثورة وهي مستبعدة وبنسبة كبيرة لاسباب ترتبط بالشعب وبمعسكر المعارضة وبالظروف العامة محليا واقليميا ودوليا ،، الثاني ،،، الاستسلام للوضع الراهن وهو ما لا يقبله احد على الاطلاق وباي خلفية ،،، الثالث ... الحالة البينية وهو ما اطلق عليه التفاهمات المؤلمة ،،،وحتى لا اقع فيما أخذه على غيري سأطرح بعض النقاط ،، آولها ، عنوان الخروج يسمى التفاهمات المؤلمة ، وهي اكثر آلما للاخوان وغيرهم لان التنازلات من جانبهم ستكون اكثر وربما افدح ، ثانيها ، ان هذه التفاهمات المؤلمة حدثت بالفعل في لبنان والجزائر وجنوب افريقيا بعد تكلفة باهظة من الدماء والاعراض والاموال والوطن نفسه ، ثالثها ، ان هذه التفاهمات بحاجة ملحة لوسيط اقليمي مؤثر وتاثيره على النظام اكثر من تاثيره على الاخوان وفي نفس الوقت له مصالح بتهدئة الحالة المصرية لان السياسة لا تعرف العمل الخيري لكنها تعرف المصالح المتبادلة ، رابعها ، الاخوان ومن معهم هنا وهناك هم المعنيون بالبحث عن هذا الوسيط لانهم الاكثر احتياجا ،، خامسها ،،،، وضع رؤية واضحة الخطوات والتوقيتات والاليات ، بعيدا عن حالة الارتجال والاررتباك والتناقض الذي يعانيه مربع المعارضة وفي القلب منه الاخوان ، رؤية علمية منهجية مؤسسة على معلومات وفيرة وعلاقات ممتدة وكفاءات مميزة ، تشمل المجال الشعبي داخل وخارج مصر لانه الراهان الاول وان يبحثوا عن العناصر الفاعلة في كل مؤسسة مصرية والا يستبعدوا احد طالما يتفق معهم في الهدف والمجال الاعلامي والقانوني والحقوقي وتوظف فيها كافة الامكانات المتاحة بادارة جماعية علمية ليس بالضرورة ان يتصدر الاخوان فيها المشهد ، والا يكرر الاخوان كرنفال الفوضى على منصة رابعة الذي يدفعون ثمنه الان ولان ما يطرح في اعلام الاخوان الان يشبه لدرجة كبيرة ما كان يحدث على منصة رابعة ، ما اطرحه ليس اختراعا وهو معلوم لكل من اشتغلوا بالعمل العام ، لكنه نمط الادارة ، اعلم صعوبة الامر وكثرة التحديات وقلة الامكانات ، لكن العمل دون خطط مستقبلية كارثة متكررة وعدم مراجعة خطواتنا كل فترة سير في الاتجاه الخاطئ ، ومظنة الكمال هي التقص مل النقص ..... حفظك الله يا مصر