صحافة دولية

المسلمون في الغرب يعانون مشاكل كثيرة لعل أبسطها عطلة العيد

مسجد سيتليك في برلين
مسجد سيتليك في برلين
نشرت صحيفة زود دويتشه تسايتونغ الألمانية تقريرا، تطرقت من خلاله إلى الجدل الدائر حاليا في ألمانيا، بشأن مقترح منح المسلمين يوم عطلة رسميا في أعيادهم الرسمية. وقد بات أغلب المسلمين في ألمانيا يعتبرون أن الإسلام أصبح بمثابة أداة للجدل السياسي.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن مقترح تخصيص يوم عطلة للمسلمين يطرح العديد من الأسئلة المعقدة، حول مصير باقي التلاميذ والطلبة غير المسلمين في ذلك اليوم، وطريقة تحديد موعد العطلة، فضلا عن مواقف أتباع بقية الديانات من هذه الخطوة. ولكن يبقى السؤال ما إذا كانت هناك أولويات أخرى أكثر أهمية بالنسبة للمسلمين من هذا المقترح، مثل توفير رواتب التقاعد، والمساواة في الأجور بين الجنسين، وتحسين فرص التعليم ومكافحة الفقر بين مسلمي ألمانيا.
 
الصحيفة وعلى لسان محمد بلال، رئيس رابطة مسلمي ألمانيا، قالت إن "مقترح وزير الداخلية بشأن منح يوم عطلة للمسلمين في المناطق التي يقطنون فيها بأعداد كبيرة ليست فكرة جديدة. فقد سبق أن طرحها السياسي المنتمي لحزب الخضر هانز كريستيان شتروبله، في سنة 2004، ثم في سنة 2010 أيضا أمام المؤتمر العام للحزب، إلا أن هذا المقترح واجه سيلا من الاتهامات والانتقادات". وأضاف محمد بلال أن النقد الذي تعرض له مقترح وزير الداخلية، يثبت أن المسلمين والديانة الإسلامية لا تزال تواجه مواقف سلبية من قبل الطبقة السياسية في ألمانيا. ومن المرجح أن هذه المواقف مرتبطة بالحسابات الانتخابية.
 
وأوردت الصحيفة وجهة نظر ماريا تسيبتر، وهي طبيبة ألمانية تعيش في ميونخ منذ 30 سنة، وعضوة ناشطة في تيار الصوفية البرهانية منذ سنة 1980. وقد صرحت تسيبتر، قائلة: "أعتقد أن مقترح توماس دو ميزير مثير للاهتمام، حيث يجسد إشارة إيجابية حول التفاهم بين الثقافات والأديان في ألمانيا. وفي حال قبل غير المسلمين بمشاركة المسلمين في هذا اليوم الممنوح لهم، فقد نشهد في ألمانيا احتفالات مشتركة في الأماكن العامة من أجل التقارب والتعارف بين الثقافات". 

في المقابل، أشارت تسيبتر إلى أن هناك مشكلا تقنيا قد يحول دون إعلان يوم عطلة خاص بالمسلمين، ألا وهو أن المناسبات الدينية لدى المسلمين تحتكم إلى التقويم الهجري، وتواريخها تتغير بفرق 10 أو 11 يوما كل سنة، وهو ما من شأنه أن يعقد مهمة تحديد يوم معين من كل سنة لاحتفالات المسلمين.
 
من جهته، يعتقد علي زهران زاد، الباحث في الشؤون الإسلامية في جامعة هامبورغ، أن ألمانيا دولة ينتمي مواطنوها للعديد من الديانات والثقافات المتنوعة، إلا أن المناسبات الدينية المسيحية فقط التي يتم الاحتفاء بها وتعطيل العمل والدراسة فيها، وهو ما يمس من مبدأ حياد الدولة. فضلا عن ذلك، اعتبر علي زهران زاد أن منح المسلمين هذه العطلة السنوية سوف يعزز التقارب والاندماج بين الأقليات، وسيكون بمنزلة رسالة إيجابية حول التفاؤل والاحترام المتبادل داخل المجتمع الألماني.
 
وأفادت الصحيفة وفقا لأرين جوفرسين، وهو صحفي وكاتب مستقل، أن النقاش بشأن عطلة المسلمين مفرغ من أي مضمون، نظرا لأن الجالية الإسلامية ليست التي بادرت بطرح هذه المسألة. وعلى الأرجح، لا يرغب المسلمون في ألمانيا في الحصول على هذه العطلة. وأكد أرين جوفرسين أن هناك مطالب ومشاكل أخرى أكثر أهمية، تتعلق بمعاناة المسلمين في حياتهم اليومية داخل المجتمع الألماني. وبالتالي، قد تكون هذه الحركة سببا في معاناتهم على أصعدة أخرى، مثل صعوبة إيجاد وظائف، والعثور على منازل للإيجار، والتمييز الذي يتعرضون له داخل المؤسسات.
 
وتطرقت الصحيفة إلى موقف الشابة فيريهان يزيل، وهي مهندسة معمارية مسلمة. وتؤمن يزيل أن المسلمين في ألمانيا يعانون من مشاكل أكثر تعقيدا من عطلة يوم العيد. فقد باتت العديد من المدارس والشركات الألماني تسمح للمسلمين بأخذ يوم عطلة في عيدي الأضحى والفطر، تماما مثل العطل التي يحصل عليها المسيحيون في عيد الفصح وعيد الميلاد.
 
وفي الختام، نقلت الصحيفة على لسان فيريهان يزيل أن عاصفة التعليقات والانتقادات التي أعقبت مقترح وزير الداخلية الألماني، تعكس المواقف المتعصبة والسلبية تجاه الإسلام في ألمانيا؛ فقد تعالت الأصوات التي التي ما فتئت تعتمد سياسة التخويف من الإسلام وتحذر من أسلمة الدولة.
 
الصحيفة: زود دويتشه تسايتونغ

الكاتبة: يوليا لي

الرابط:

https://www.sueddeutsche.de/panorama/religion-wichtiger-als-ein-feiertag-waere-mir-eine-gesicherte-rente-1.3715107
التعليقات (1)
rmb
السبت، 21-10-2017 02:10 ص
لا أعرف كيف يمكن أن نتذمر إذا كان المسلمون في البلد الواحد أحيانا لا يستطيعون الاتفاق على يوم العيد نفسه لأسباب تتعلق بتبعية بعضهم ومنهم من يتلقى خطبة العيد والجمعة بالفاكس من وزارة الأوقاف في السعودية.