سياسة عربية

في ظل تعنت الأطراف.. أزمة بغداد وأربيل إلى أين؟

نائبة عن حزب البارزاني قالت إن أمريكا طرحت مبادرة لحل الأزمة- أرشيفية
نائبة عن حزب البارزاني قالت إن أمريكا طرحت مبادرة لحل الأزمة- أرشيفية

تشير تطورات الأزمة القائمة بين إقليم كردستان العراق والحكومة المركزية في بغداد، إلى أنها مازالت تراوح في مكانها في ظل تمسك الطرفين بشروطهما للجلوس إلى طاولة الحوار.

فقد خرجت الأحزاب الكردية، الأحد، في بيان مشترك عقب اجتماع موسع ضم 32 حزبا وجهة سياسية في إقليم، رفضت فيه إصرار حكومة بغداد على شرط إلغاء الاستفتاء للبدء بالحوار مع أربيل.

وفي ظل تمسك الجانبين برفضه شروط الآخر، تبرز أسئلة حول مصير الأزمة؟ وفيما إذا كانت هناك مبادرات محلية ودولية، لإيجاد أرضية مشتركة للحوار تنهي الأزمة بين حكومتي المركز والإقليم.

تطابق إيراني أمريكي

وقالت النائبة عن الحزب الوطني الكردستاني، بيروان خيلاني لـ"عربي21" إن "إلغاء الاستفتاء يجب أن يتم باستفاء شعبي آخر، لأنه رأي شعب وإلغاءه لا يتم إلا بنفس الطريقة"، داعية بغداد إلى "عدم الإصرار على هذا الشرط للحوار".

وطالبت النائبة الحكومة العراقية بـ"تطبيق المادة (140) من الدستور في المناطق المتنازع عليها، للخروج من حالة الحرب التي نعيشها اليوم، ولابد أن يجري الحوار برعاية الأمم المتحدة للخروج من الأزمة، وهذا ما طالبنا به".

اقرأ أيضا: أحزاب كردستان تخرج بموقف موحد حول إلغاء الاستفاء والحوار

وحول ما إذا كانت هناك مبادرات دولية لإنهاء الأزمة، قالت خيلاني إن "أمريكا طرحت مبادرة، وجاء أعضاء من الكونغرس الأمريكي إلى إقليم كردستان العراق، لكن الحكومة المركزية تصر على فرض سيطرتها على كل شبر من العراق".

وأوضحت أن "إقليم كردستان تسلم قبل يومين مبادرة من وزارة الخارجية الأمريكية لحل الأزمة القائمة بين أربيل وبغداد، ونوقشت مع أعضاء من الكونغرس الأمريكي، لكن لم يتم التوصل لحل حتى الآن".

واستدركت النائبة قائلة إن "الموضوع أكبر من إقليم كردستان نفسه، فالمسألة إقليمية تدخل فيها إيران وتركيا وسوريا والسعودية، وأن المسألة أعقد مما كنا نتصوره من كونها أراض تخص القومية الكردية".

ولفتت إلى أن هناك رغبة إيرانية بالهيمنة على المنطقة، وما يعقد المسألة أكثر هو تطابق الرؤية الأمريكية الإيرانية، حول الأزمة، فكيف لأمريكا أن تعلب دور الوسيط وهي الآن الداعم الأساسي لتوجهات رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي؟".

الاستفتاء أضر بكردستان 

من جهته، قال النائب عن ائتلاف دولة القانون، جبار الشريف لـ"عربي21" إن "إدارة إقليم كردستان تعيش حالة من التخبط"، واصفا التمسك بالاستفتاء بأنه "انتحار سياسي" لأن الإقليم خسر منه أكثر مما ربح، ولاسيما بعدما استعادت القوات العراقية أراض كانت تحت سيطرة الإقليم.

وفسر إصرار إقليم كردستان العراق على الاستفتاء على أنه "لا يريد أن يلغي موضوع الاستفتاء حتى لا يخسر جميع الأوراق، لكنه سيرضخ للواقع ويرضى بالحوار لأن الاستفتاء عمليا انتهى، والأمر مجرد مكابرة".

اقرأ أيضا: العبادي: استفتاء انفصال كردستان أصبح من الماضي

وأعرب الشريف عن اعتقاده بأن "قبول إقليم كردستان الحوار تحت سقف الدستور، هو اعتراف ضمني بإلغاء الاستفاء لأن الدستور لا يوجد فيه استفتاء للانفصال، ومن يقبل بأن يجري الحوار ضمن الدستور فعليه أن يلتزم به".

ولفت إلى أن "المحاولات الدولية من أجل لم الشمل وإجراء الحوار موجودة، لكن جميع دول العالم كان موقفها واضحا بأنها مع وحدة العراق، ولاسيما ما جرى من أحدث أخيرة في كركوك كان موقف معظم الدول داعم للحكومة الاتحادية".

ورأى الشريف أن "إلغاء الاستفتاء هو مجرد مسألة وقت وبعدها سيبحث الإقليم عن مخرج لما وضع نفسه به. وأنا التمس العذر للإخوة في الإقليم فقبل أيام كانوا ينادون بدولة مستقلة، واليوم تغير الموقف تماما، لذلك ليس من السهولة بمكان إلغاء الاستفتاء".

وأشار النائب عن ائتلاف دولة القانون بزعامة نوري المالكي، إلى أنه "حتى لو لم يلغوا الاستفتاء بصورة علنية، فإنه بمجرد قبولهم الجلوس للحوار تحت سقف الدستور، فهذا يعني أن الاستفتاء أصبح ملغيا".

قال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي، الثلاثاء الماضي، إن استفتاء استقلال إقليم كردستان الذي أجري الشهر الماضي في شمال العراق "انتهى وأصبح من الماضي".
وخلال مؤتمره الصحفي الأسبوعي دعا العبادي إلى "حوار تحت سقف الدستور العراقي"، مجددا التأكيد على أن بغداد "لن تدخل في أي اقتتال داخلي".

ولقيت دعوة العبادي هذه، ترحيبا من الإقليم، فقد جاء في بيان لحكومة كردستان أن مجلس الوزراء رحب في اجتماع بمبادرة رئيس الوزراء العراقي "لبدء الحوار مع حكومة الإقليم من أجل حل القضايا العالقة وفق الدستور وضمن مبدأي الشراكة والتوافق".

التعليقات (0)

خبر عاجل