صحافة دولية

التايمز: كيف ستستثمر السعودية عائدات الاكتتاب العام لأرامكو؟

التايمز: السعودية تريد أن تكون أكبر مستثمر في التكنولوجيا في العالم- أ ف ب
التايمز: السعودية تريد أن تكون أكبر مستثمر في التكنولوجيا في العالم- أ ف ب

نشرت صحيفة "التايمز" تقريرا عن خطط السعودية طرح حصة من شركة النفط "أرامكو" للاكتتاب العام. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن السعودية تريد أن تكون أكبر مستثمر في التكنولوجيا في العالم، بناء على رؤية ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان لعام 2030، الذي يريد بناء اقتصاد جديد لمرحلة ما بعد النفط، ويرغب في استخدام الأموال الكثيرة من بيع اسهم "أرامكو" في صندوق الاستثمارات العامة، الذي سيقوم بإدارة الاستثمارات في الثروة السيادية السعودية. 

 

وتبين الصحيفة أنه لو سارت الأمور كما هو مخطط لها، فإن صندوق الاستثمارات العامة السعودي سيتحول لأكبر صندوق سيادي في العالم، وستتضاعف أصوله عام 2030، من 600 مليار ريال سعودي إلى سبعة تريليونات ريال سعودي، أي ما يعادل 1.4 تريليون دولار بأسعار الصرف الحالية.

 

ويلفت التقرير إلى أن نصف هذا المبلغ سيذهب إلى الاستثمارات في خارج المملكة، حيث من المرجح أن يتجه العديد من هذه الاستثمارات إلى شركات التكنولوجيا العالمية؛ بهدف الحصول على موارد مالية جيدة، إضافة إلى إدخال التكنولوجيا إلى السعودية، مشيرا إلى أن محمد بن سلمان يأمل بأن يصبح صندوق الاستثمار العام مؤشرا لعجلة استثمار العالم، بحيث لن تحدث أي حركة استثمارية في أي منطقة من العالم من دون أن يكون للصندوق دور فيها.

 

وتجد الصحيفة أنه لهذا السبب، فإن السعودية ضخت استثمارات كبرى في شركة "أوبر" لخدمات النقل، بعد أن استثمرت فيها 3.5 مليارات عام 2015، بالإضافة إلى أن السعودية ضمنت مقعدا في مجلس إدارة إحدى أكبر شركات التكنولوجيا العالمية، بتعيين ياسر الرميان عضوا في مجلس إدارة الشركة. 

 

وينوه التقرير إلى أن السعودية تعهدت العام الماضي بتقديم مبلغ 45 مليار دولار لـ"صندوق رؤية سوفت بنك"، وهو صندوق استثماري لمجموعة "سوفت بنك" اليابانية في مجال الاستثمارات التكنولوجية، حيث أطلق الأمير محمد ورئيس مجلس إدارة "سوفت بنك" ماسايوشي سن، هذا الصندوق في العاصمة البريطانية لندن. 

 

وتذكر الصحيفة أن سن، الذي يعد أغنى رجل في اليابان، يرى أن هذا الصندوق يمثل جزءا من خطة عامة؛ "لتسريع ثورة المعلومات"، والتأكد من أنه سابق لها، مشيرة إلى أن سن تمكن حتى الآن من جمع مبلغ 93 مليار دولار من الـ100 مليار التي وضعها هدفا للصندوق. 

 

ويفيد التقرير بأن صندوق الاستثمارات السعودي حصل على نسبة 50 في المئة من أسهم شركة "أدبيتو"، التي يديرها رجل الأعمال الإماراتي محمد العبار في دبي، لافتا إلى أن الصندوق استثمر 500 مليون دولار في شركة "نون" للتجارة الإلكترونية في الشرق الأوسط التابعة للعبار أيضا.

 

وتورد الصحيفة أن الصندوق السعودي اشترى في عام 2015، 38 في المئة من أسهم شركة "بوسكو" الكورية الجنوبية لصناعة الفولاذ، بالإضافة إلى أنه أطلق صندوقا للاستثمار في مشاريع البنى التحتية والزراعة والرعاية الصحية في روسيا، بالاشتراك مع صندوق الاستثمارات المباشرة الروسي، فضلا عن التعهد بدفع مبلغ ملياري دولار لصندوق استثماري في الشركات الفرنسية. 

 

وينقل التقرير عن مدير شؤون الخليج والعلاقات الحكومية في معهد الشرق الأوسط جيرالد فيرستين، قوله: "اعتدنا أن نسمي هذا الأمر دبلوماسية الدولار، لكن قد يمكننا الآن أن نطلق عليه دبلوماسية الريال".

 

وتقول الصحيفة إن الاستثمار المبدئي في شركة "أوبر"، والخطط المحتملة في المشاركة في السيارات دون سائق، تشير إلى أن الأمير محمد يريد من الشركات المحلية الحصول على التكنولوجيا من هذه الاستثمارات، و"بهذا فإنه يقوم بزرع البذور في أرض خصبة، حيث تعد السعودية من أكثر مستخدمي الإنترنت تحت سن الـ26 عاما". 

 

وينقل التقرير عن الاقتصادي إيفان برتيلا، قوله: "من أجل تطوير قطاع التكنولوجيا فأنت بحاجة إلى مجتمع متعلم جدا ومنفتح"، وأضاف: "السعودية بحاجة إلى جيل كامل لتطور هذا النوع من رأس  المال  المطلوب ليعمل في قطاعها التكنولوجي، ولهذا السبب تبحث عنه في الخارج". 

 

وبحسب الصحيفة، فإن شركات التكنولوجيا الأمريكية تستمع لكنها حذرة، حيث اعترف وزير الاتصالات وتقنية المعلومات عبدالله السواحة في مؤتمر عقد في نيويورك الشهر الماضي، بأن الشركات الأمريكية المحتمل التعاون معها لديها الكثير من الشكوك حول الخبرات التكنولوجية السعودية ومعاملة المرأة. 

 

ويشير التقرير إلى أن مسؤول "كامبريدج أنتربرايز" في بريطانيا، وهي وحدة التكنولوجيا في جامعة كامبريدج توني ريفين، يأمل أن يحصل على الاستثمار السعودي، بعدما استثمر "سوفت بانك" 502 مليون دولار في أيار/ مايو في" إيمروبابل"، وهي شركة في الذكاء الصناعي، طورها  متخرجان من جامعة كامبريدج، وقال إن "هناك شركات تكنولوجيا بريطانية قادرة على استيعاب الاستثمارات التي يقدمها السعوديون بحجم 100 مليون دولار"، وأضاف: "لو أردنا إنشاء شركات تتنافس مع الشركات الأمريكية، فإنه يجب علينا منحهم مصادر كهذه".  

 

وتلفت الصحيفة إلى أن الرميان عقد قبل زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى الرياض في أيار/ مايو، حفل عشاء ضم عددا من كبار المديرين الماليين في العالم، وكان من بين هؤلاء مدير "بلاكستون" ستفين شوارزمان، الذي أعلنت شركته لاحقا استثمار بقيمة 20 مليار دولار من صندوق الاستثمار العام في مشاريع بنى تحتية في أمريكا. 

 

وتختم "التايمز" تقريرها بالإشارة إلى أن شركات الاستثمار المالية الخاصة تشعر أنها ستحصل على حصة كبيرة من تعويم شركة "أرامكو" في استثماراتها، لكنها تخشى من الأجور التي ستدفعها بعدما يتولي صندوق الاستثمار العام إدارة العوائد من بيع حصص في "أرامكو"، بالإضافة إلى أنها قد تجد نفسها في منافسة مع شركات أخرى.

التعليقات (0)