صحافة دولية

صحيفة روسية: السعودية تسعى لموطئ قدم بسوريا عبر الأكراد

تحولت  السعودية من دعم فصائل سورية إلى الوحدات الكردية المناهضة لها
تحولت السعودية من دعم فصائل سورية إلى الوحدات الكردية المناهضة لها
نشرت صحيفة "نيزافيسيمايا" الروسية تقريرا، تحدثت فيه عن علاقة المملكة العربية السعودية بالأكراد في سوريا.

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة وزير الدولة السعودي لشؤون الخليج، ثامر السبهان، إلى مدينة الرقة التي تحدث عن المساهمة في إعادة إعمارها، قد أثارت جدلا واسعا، فضلا عن موجة انتقادات من قبل النظام السوري. 

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن الآراء قد تباينت حول الهدف من زيارة السبهان؛ التي تأتي في إطار رغبة ملحة من قبل المملكة في جعل الوحدات الكردية قوة موالية لها في سوريا.

وذكرت الصحيفة أن السبهان عقد إلى جانب مبعوث الرئيس الأمريكي لتنسيق أعمال التحالف الدولي ضد تنظيم الدولة، بريت ماكغورك، اجتماعا مع مجلس الرقة المدني. ووفقا لما ذكرته قوات سوريا الديمقراطية، ناقش الجانبان السعودي والأمريكي القضايا المتعلقة بإعادة بناء الرقة. وقد فُسرت زيارة الجانب السعودي إلى سوريا على أنها محاولة من جانب المملكة للحصول على موطئ قدم داخل سوريا، فضلا عن رغبة الرياض في دعم الأكراد السوريين الذين يقف في وجه استقلالهم المنافسون المباشرون للمملكة، أي تركيا وإيران والنظام السوري.

وأفادت الصحيفة، نقلا عن عضو المؤتمر الوطني لكردستان، فرحات باتييف، أن "المملكة العربية السعودية تدعم استقلال كردستان السورية في شمال سوريا؛ نظرا لأن هذا المشروع من شأنه أن يؤمن الحماية أيضا للعرب من الطائفة السنية". ووفقا للمصدر ذاته، تعد المناطق التي تم انتزاعها من قبضة تنظيم الدولة مأهولة بالجماعات العرقية التي يمكن للسعودية الاعتماد عليها.

وفي هذا الإطار، ومن بين التدابير الرامية إلى دعم مشروع الدولة الكردية، دعا باتييف أيضا إلى عزل قطر، الأمر الذي بادرت به السعودية، حيث قال إن "قطر تدعم المشروع التركي الذي ينص على تجاهل مصالح الأكراد بعد التقسيم الجديد للشرق الأوسط"، مشيرا إلى الفوائد التي حققتها القيادة القطرية على خلفية تقاربها من الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وتجدر الإشارة إلى أن السعودية قد أنشأت صندوقا خاصا لمساعدة البلدان الإسلامية والأقليات المسلمة، ويقدم هذا المشروع خدمات تتعلق بإصلاح المرافق، وذلك حسب أستاذ قسم الدراسات الحديثة بكلية التاريخ غريغوري كوساتش. وفي هذا الصدد، قال كوساتش: "قد يتبادر إلى الذهن أن ما تقوم به المملكة يندرج ضمن مساعيها المناهضة للنفوذ الإيراني، ولكن بغض النظر عن الصراع مع إيران، تبنت الرياض هذا الموقف نظرا للمصالح المشتركة التي تجمعها بالأكراد في سوريا".

وأردف كوساتش: "أكثر ما يثير الدهشة في هذا الصدد، أن السعودية قد أعربت عن مساندتها لأكراد سوريا علنا، مما يعد سابقة من نوعها. لكن مع ذلك، لا يمكن الجزم بأن السعودية تؤيد تطلعات الأكراد إلى إقامة دولة مستقلة في شمال سوريا".

وأشارت الصحيفة إلى أن زيارة السبهان إلى الرقة تعد بمثابة اعتراف من قبل الجانب السعودي بشرعية ونجاعة قوات سوريا الديمقراطية. ووفقا لرئيس مركز البحوث الإسلامية في معهد التنمية المبتكرة، كيريل سيميونوف، فإنه "يمكن اعتبار هذا الأمر بمثابة خطوة سعودية واضحة باتجاه توطيد العلاقات مع الأكراد، في ظل التقارب بين حزب الاتحاد الديمقراطي (الأكثر نفوذا في الوسط الكردي شمال سوريا) وبين أنصار مسعود برزاني في العراق، وذلك على خلفية العملية العسكرية التي اجتاحت مدينة كركوك العراقية مؤخرا".

وأردف سيميونوف: "المملكة العربية السعودية قد دعت في الوقت ذاته إلى الحفاظ على السلامة الإقليمية للعراق". في المقابل، كانت تصريحات ممثلي المملكة متضاربة إلى حد ما. فقد ذكر رئيس مركز الشرق الأوسط للدراسات الإستراتيجية في جدة، أنور عشقي، أن "استقلال كردستان العراق سيصب في صالح المملكة العربية السعودية، في حين يعد ذلك عاملا مهما للتصدي لتوسع النفوذ الإيراني في المنطقة". وقد بادر المستشار في الديوان الملكي، عبد الله آل ربيعة، لتأييد وجهة نظر عشقي.

وشددت الصحيفة على أن السعودية ليست الجهة الوحيدة التي تدعم أكراد سوريا، حيث تتبنى الإمارات العربية المتحدة الموقف نفسه. وفي ظل توقف وصول الإمدادات والمساعدات لقوات المعارضة، من المحتمل أن تقوم المملكة بدعم قوات سوريا الديمقراطية للإطاحة بالأسد ومقاومة النفوذ الإيراني.
التعليقات (0)

خبر عاجل