صحافة دولية

"BBC" تؤكد اجتماعات غير معلنة لوزيرة تنمية بريطانيا بإسرائيل

يعتقد بأن باتل قامت بعقد لقاءات مع زعيم حزب إسرائيلي معارض- تويتر
يعتقد بأن باتل قامت بعقد لقاءات مع زعيم حزب إسرائيلي معارض- تويتر

أكدت هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" في تقرير لها عقد اجتماعات غير معلنة لوزير التنمية الدولية البريطانية بريتي باتيل في إسرائيل.

وأشارت وفق تقريرها الذي ترجمته "عربي21" إلى أن هذه الاجتماعات التي قامت بها باتيل، تمت دون علم وزارة الخارجية البريطانية.

وقالت "بي بي سي"، إن باتيل اجتمعت مع زعيم أحد الأحزاب السياسية الرئيسة في إسرائيل، وزارت منظمات عدة، وناقشت أعمال الوزارة الرسمية هناك. 

ووفقا لأحد المصادر، التي نقل عنها معد التقرير جيمس لاندال، فقد تم عقد اجتماع واحد على الأقل بناء على اقتراح من السفير الإسرائيلي في لندن. 

في المقابل، لم يتم إعلام الدبلوماسيين البريطانيين في إسرائيل بخطط السيدة باتيل، وفق الهيئة البريطانية.
 
وذكرت الهيئة أنه من المفترض أن يخبر الوزراء وزارة الخارجية عندما يقومون بزيارات رسمية في الخارج. 

 

اقرأ أيضا: التايمز: وزيرة التنمية البريطانية لم تكشف عن لقاءات بإسرائيل

 

وأشارت إلى أن الاجتماعات عقدت على مدى يومين خلال شهر آب/ أغسطس، عندما كانت السيدة باتيل تقضي عطلتها في إسرائيل.
 
وأضافت الهيئة البريطانية أن باتيل لم تكن برفقة موظفين حكوميين، ولكن رافقها مدير مجموعة أصدقاء إسرائيل في حزب المحافظين اللورد ستيوارت بولاك، وهي منظمة ضغط مؤثرة لديها إمكانية الوصول إلى المانحين الحزبيين الأثرياء. 

وقالت إن الأمر دفع ببعض الوزراء وأعضاء البرلمان البريطانيين إلى اتهام باتيل بمحاولة كسب حظوة المانحين المحافظين الأثرياء المؤيدين لإسرائيل، الذين يمكنهم تمويل حملتها القيادية في المستقبل.
 
وأشارت الهيئة إلى أن العديد من الأصوات اتهمت باتيل بتنفيذ "سياستها الخارجية المستقلة" الخاصة بإسرائيل، نظرا لأن باتيل تعد مؤيدة منذ زمن طويل لإسرائيل، ونائبة رئيس سابقة لمجموعة أصدقاء إسرائيل. 

وفي الإطار ذاته، صرّح بعض الوزراء بأن هناك خطرا محتملا يتمثل في أن تكون تلك الاجتماعات قد خرقت مدونة قواعد السلوك الوزارية، التي تنص على أنه "يتعين على الوزراء ضمان عدم مزج واجباتهم العامة مع مصالحهم الخاصة".

 

ونقلت الهيئة على لسان أحد الوزراء الذي أفاد بأن "ذلك يعد أمرا فظيعا، نظرا لأنها تعد وزيرة في الحكومة، ولا يمكنها أن تفعل ذلك، خاصة أن المسألة تتعلق بالمانحين والنفوذ". 

وفي السياق ذاته، صرّح وزير سابق قائلا: "ماذا يمكن أن نقول لبقية دول الشرق الأوسط في حال اختفى أحد كبار وزراء الحكومة المكلفين بميزانية المساعدات الضخمة البريطانية لمدة 48 ساعة خلال  قضاء عطلة عائلية في إسرائيل، كانت برعاية أحد مؤيدي إسرائيل؟".
 
ولمحت الهيئة إلى أن هذه التصريحات أثارت إحراجا لدى الحكومة البريطانية، بينما يقوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بزيارة إلى لندن للاحتفال بمرور 100 عام على إعلان وعد بلفور، عندما قدمت بريطانيا أول دعم لها لإقامة وطن قومي للشعب اليهودي. 

في المقابل، نفى مصدر رفيع المستوى من دونينغ ستريت ارتكاب السيدة باتيل أي "خطأ فادح". 

وأكد مصدر آخر في وزارة التنمية الدولية أن هذه العطلة كانت على حساب باتيل الشخصي.
 
وأوضحت الهيئة أن مصادر في وزارة الخارجية في لندن ودبلوماسية في المنطقة، أكدت أن باتيل لم تقدم أي إعلام مسبق عن زيارتها لإسرائيل. 

علاوة على ذلك، قال أحد الوزراء: "نعم، لم نكن نعرف بهذه الرحلة". من جهة أخرى، صرح مصدر آخر بأن القنصلية البريطانية في القدس قد تفاجأت بهذه الزيارة.
 
وذكرت الهيئة أن السيدة باتيل قطعت عطلتها العائلية يوم 24 آب/ أغسطس للقاء يائير لابيد، زعيم حزب "هناك مستقبل" الوسطي، الذي كان يشغل في السابق منصب وزير مالي في حكومة نتنياهو. 

وعلى خلفية تلك الزيارة، نشر لابيد صورة للاجتماع على حسابه على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" وكتب تعليقا جاء فيه: "من المهم أن نلتقي مع بريتي باتيل"، إذ وصفها "بالصديقة الحقيقية لإسرائيل". 

وأكد المتحدث باسم لابيد اجتماع رئيس الحزب مع السيدة باتيل، لكنه رفض أن يتطرق إلى المواضيع التي تمت مناقشتها.
 
الجدير بالذكر، أن اللورد بولاك صرّح لهيئة الإذاعة البريطانية بأنه كان في عطلة في الوقت ذاته مع باتيل، وأنهما التقيا لمناقشة مسألة أو مسألتين. 

وأضاف المصدر ذاته، أن "ذلك اللقاء كان خلال العطلة الصيفية، وانضممت إليها لقضاء بعض الوقت معا ولاحتساء بعض المشروبات، وتناول العشاء، وأشياء من هذا القبيل".
 
أما فيما يتعلق باللقاء مع لابيد، أوضح اللورد بولاك: "أن يائير لابيد صديق شخصي قديم له، وعلاقتنا تتجاوز كونه صحفيا أو سياسيا، وقد شربنا القهوة معا ولم يكن هناك أي شيء رسمي، وكان لقاؤنا بريئا جدا".
 
وختم تقرير "بي بي سي"، بالإشارة إلى أن أصدقاء إسرائيل من المحافظين يدفعون النواب بانتظام لزيارة إسرائيل. 

وعلى الرغم من ذلك، فقد صرّح اللورد بولاك بأن باتيل دفعت تكاليف عطلتها بنفسها، ولم تكن أهداف رحلتها تتعلق بمجموعة أصدقاء إسرائيل.

التعليقات (0)