سياسة عربية

هل تعصف "بلهارسيا النيل" بالمستقبل الفني للمطربة شيرين؟

هاجمت شيرين سابقا الفنان عمرو دياب وأثارت ضجة- (الصفحة الرسمية لها على فيسبوك)
هاجمت شيرين سابقا الفنان عمرو دياب وأثارت ضجة- (الصفحة الرسمية لها على فيسبوك)

 رغم تعدد زلات لسانها مؤخرا بحق فنانين ودول وزوجات ملوك عرب وكثرة مواقفها المثيرة للجدل بالوسط الفني؛ إلا أن المطربة المصرية شيرين وضعت حياتها الفنية على فوهة بركان بعد كلمة أطلقتها على إحدى مسارح بيروت؛ اعتبرها المصريون إساءة لهم.
 
شيرين وأثناء إحيائها حفلا في مدينة بيروت طلبت منها إحدى المعجبات غناء أغنيتها الوطنية الشهيرة "مشربتش من نيلها"، إلا أن شيرين فاجأت الجميع بقولها: "هيجيلك بلهارسيا"، ناصحة إياها بشرب مياه "ايفان".
 
 

 

متابعون وفنانون ومحامون وسياسيون وجهوا سيلا من الانتقادات لشيرين، بينهم الراقصة الاستعراضية سما المصري، والمحامي سمير صبري الذي تقدم ببلاغ للنائب العام ضدها بحجة الإساءة لمصر، فيما انتشر هاشتاغ "#بشرب_من_نيلها_ومش_هسمع_شيرين"، عبر موقع "تويتر"، عبر فيه المتابعون عن غضبهم من شيرين.
 
وكانت شيرين قد أثارت أزمات عدة مع الفنان شريف منير، ومؤخرا مع المطرب عمرو دياب والملحن عمرو مصطفى، كما أثارت غضب التوانسة بحكاية عن ابنتها التي قالت عن تونس بقدونس، وأطلقت أيضا لقب أميرة على الملكة رانيا عقيلة الملك عبد الله الثاني ملك الأردن.
 
الجهل المركب


وعبر صفحته بـ"تويتر" قال الفنان نبيل الحلفاوي: "ألا يوجد فيمن تثق بهم عاقل ينصحها بأن تكتفي بالغناء فحسب"، مضيفا: "أم أن الشهرة ونفاق المنتفعين يوهمان البعض بأنهم الأذكى والأظرف بهذا الكون؟"، خاتما تغريدته بقوله: "الجهل المركب".
 
ووصف الناشط سامح أبو عرايس تصرف شرين "بغير المحترم"، معتبرا أن حديثها إساءة وتشويه لصورة مصر، مخاطبا شرين بقوله: "بجد عيب".
 
وعلى الجانب الآخر دافع الكاتب الصحفي وحيد رأفت أحمد رضوان، عن موقف شيرين بقوله عبر "فيسبوك"، إن وزارة الصحة هي من قدم إعلان "إدى ضهرك للترعة" -حملة ضد مرض البلهارسيا في تسعينيات القرن الماضي-، واصفا من ينتقدون شيرين بـ"شوية طبالين".
 
السياسة حاضرة


وسخر المحلل السياسي محمد حامد من الواقعة بإشارة إلى أزمة فشل المفاوضات بين مصر وإثيوبيا حول ملف "سد النهضة"، متسائلا عبر صفحته بـ"فيسبوك": "هل هناك ارتباط بين فشل مفاوضات سد النهضة واتجاه الفنانة شيرين لشرب مياه ايفان؟".
 
وقال المحامي عمرو عبد الهادي‏، إن "المطربة صدعتنا بالوطنية ومصر والنيل بعدما منحت أولادها جنسية أمريكية؛ تهين مصر، وتنصح الجمهور بشرب مياه إيفان الفرنسية التي يشربها السيسي"، مضيفا عبر "تويتر": "السيسي ونخبته يشربون مياة فرنساوي ويطالبون الناس تصبر على مياة المجاري".
 
عقاب شيرين


ودعا رئيس تحرير صحيفة الجمهورية الأسبق الكاتب الصحفي محمد على إبراهيم، عبر صفحته بـ"فيسبوك" لمقاطعة شيرين قائلا: "قاطعوا شيرين.. أو اقطعوا لسانها".
 
من جانبه قال نقيب الإعلاميين حمدي الكنيسي، إن ما فعلته شيرين يعبر عن أنها "جاهلة"، مضيفا في تصريحات صحفية، أن الأمر يتطلب إجراءات ضدها فورا.
 
فيما طالب الشيخ مظهر شاهين، بسحب الجنسية من شيرين، وكتب شاهين عبر "فيسبوك": "أطالب بسحب الجنسية من مطربة البلهارسيا، حلاوة صوت وقذارة ألفاظ".
 
وبالفعل قررت نقابة الموسيقيين إيقاف شيرين عن الغناء بمصر، وإحالتها للتحقيق، وعدم منحها التصاريح اللازمة للغناء بالحفلات، إلا عقب مثولها للتحقيق أمام النقابة.
 
وحول العقاب القانوني المنتظر بحق شيرين بعد بلاغ يتهمها بالإساءة لمصر ونهر النيل، أكد الفقيه الدستوري، فؤاد عبد النبي، لموقع "الوطن" المحلي، أنها لا تواجه أي تهمة قانونية وفقا لمواد الدستور وقانون العقوبات المصري.
 
والسؤال: هل تطيح تلك الأزمة بمستقبل شيرين الفني؟
 
اعتذار وتبرع ودموع وأغنية وطنية


"بالطبع لا"، كان هو جواب الناقدة الفنية الأردنية، إيمان نبيل، القاطع، مؤكدة أنه "لن يصير لها أي شيء"، موضحة أن "الناس ذاكرتها ضعيفة، وغدا تخرج شيرين وتعتذر".
 
وفي حديثها لـ"عربي21"، أشارت نبيل إلى أن إيقاف شيرين عن الغناء سيؤثر عليها بالتأكيد، مضيفة أنها تستطيع تدارك الموقف، مؤكدة أنها مدعومة من مجموعة "إم بي سي"، موضحة أن المال الخليجي مهم في الساحة، إلى جانب شركات الإنتاج الفني.
 
وأوضحت الكاتبة الصحفية، أنه رغم أن الحملة شديدة على شيرين هذه المرة وخصومها كثيرون وهناك بلاغ ضدها للنائب العام ويتوقع البعض أن يتم فرمها فنيا؛ إلا أن هناك قانون المصالح الذي يحكم الوسط الفني قد يمنع ذلك، مضيفة: "هناك مصالح مادية كثيرة من وراء شيرين".
 
وفي سؤال حول مدى حاجة شيرين لتقديم تنازلات حتى يغفر لها المجتمع والنظام هذه الغلطة، قالت نبيل: "إن الحل كي تنتهي الأزمة هو أن تتبرع شيرين لمشروع خيري، وتسقط بعض الدموع على الهواء وعبر الشاشات، وبعدها ستصدر أغنية وطنية أيضا".
 
وأكدت نبيل: "شئنا أم أبينا؛ فشيرين لا يوجد غيرها مطربة مصرية لها تلك الشعبية بالوطن العربي"، مضيفة أنها "تقريبا الصوت المصري الوحيد بالساحة العربية".
 
وتحدثت نبيل عن نماذج فنية أطاحت بها أخطاء ارتكبتها وكانت سببا بسقوطها الفني، بل أبعد من ذلك فقد أدت بهم الأخطاء لدخول السجن مثال حاتم ذو الفقار وسعيد صالح، مشيرة إلى أن ما يثار في الوسط الفني والصحفي حول تعاطي شيرين مخدرات؛ أرى أنه "مجرد افتئات على فنانة لم ألاحظ أبدا أنها ليست في وعيها".
 
وحول إمكانية خروج شيرين من أزمتها قالت الإعلامية إيناس سلامة الشواف، لـ"عربي21"، نحن شعب ينسى دائما، وشيرين ما أكثر مواقفها المحرجة والمسيئة، وأعتقد أنها ستخرج من ذلك الموقف ولن تنتهي حياتها الفنية أمام هذه العقبة".
 
كبش فداء


وترى الكاتبة الساخرة الدكتورة مي عبدالسلام، أن أزمة شرين الأخيرة لن تعصف بمستقبلها الفني، لكنها أشارت إلى احتمال أن يصنع منها مسؤول ما في الدولة (كبش فداء) ويتم منعها من السفر، حتى يكسب سياسيا على حسابها وتصفق له الجماهير.
 
وحول ما يمكن أن تقدمه شيرين من تنازلات لإنهاء الأزمة أكدت عبدالسلام، في حديثها لـ"عربي21"، أنه على المستوى الشعبي أصبح موقف وصورة شيرين سيئا في عيون الناس، حتى لو اعتذرت.
 
وعلى مستوى النقابات المهنية أكدت عبدالسلام أن عقاب المنع من الغناء سيطال شيرين لفترة قد لا تطول، مضيفة أن هناك أعداء لشيرين من أهل الفن يمكنهم استغلال هذا الموقف، وبخاصة زميلاتها.
 
وأكدت عبدالسلام أن الفنان بلا شك يحتاج إلى ثقافة من نوع خاص حتى لا يقع في مثل هذه الأخطاء، موضحة أن بعضهم "يحتاج لكورسات تهذيب مثل كورسات الاتيكيت".

التعليقات (3)
منذر
الثلاثاء، 14-11-2017 11:19 م
كلامها صحيح 100 % لانه لا احد يتجرا ان يشرب من مياه النيل الملوثه فكفا نفاق وهز ذنب
مصري جدا
الثلاثاء، 14-11-2017 10:39 م
شيرين قنبلة دخان جديدة تطلق في الفضاء المصري بهدف حجب الرؤية عن الكوارث التي نعيشها خاصة بعد انتهاء مسلسل النقيب الحايس ونكسة الواحات ،،، جاءت نكسة جديدة والخاصة بالسد الاثيوبي الذي فشلت مصر فيه بامتياز ، بداية من المنقذ المخلص الذي وقع اعلان المبادئ مرورا بفريق العمل والمفاوضات الهاوي غير المحترف وانتهاء بتجميد المفاوضات او بالاخرى اعلان حالة الوفاة رسميا لهذا الملف ،، وكما يقول المثل المصري العجيب والمدهش ،،، مقدروش على الحمار وقدروا على البردعة ،،،، ولمحاسن الصدف كما يقولون الحمار هنا ليس رمزا لكنه بالفعل واقعا مع تغير طفيف في الحجم والسلالة كان الحمار هنا ،، سيسي ،، فمن يقدر على محاسبته او اتهامه بانه فرط في حق مصر ،، رغم انه منذ شهور قليلة فرط في ارض مصر بالتضامن مع القضاء المسيس و البرلمان التابع لاجهزة المخابرات ،، لذا كان الهروب للامام بمحاسبة البردعة ،، والتي هي هنا لسوء حظها ، المطربة شيرين عبد الوهاب ،، والتي طالب احد نواب البرلمان بقطع لسانها حدا ،، اي والله العظيم ،، فالموضوع ليس له صلة بنهر النيل المهان اصلا بالصرف الصحي والصرف الصناعي وجثث الحيوانات النافقة ،، وليس له صلة بسيئة الحظ شيرين ،، وليس له صلة بالبلهارسيا التي ترتع في ابدان المصريين الغلابة منذ فجر التاريخ ،،، الموضوع ببساطة قنبلة دخان سرعان ما تزول ثم سرعان ما تعود مع اي احداث ونكسات جديدة وما اكثرها في مصر المتعوسة بساستها تارة وحكامها تارة اخرى ،،،، خفظك الله يا مصر
علي
الثلاثاء، 14-11-2017 10:00 م
شرين مستواها نفس مستوى بلحه عندما يسترسل في الكلام يعك عك