سياسة عربية

"الحشد" يعطل استعادة آخر معاقل تنظيم الدولة في العراق

نائب في البرلمان العراقي قال إن أطرافا في الحشد الشعبي ترتكب انتهاكات في القائم- الأناضول
نائب في البرلمان العراقي قال إن أطرافا في الحشد الشعبي ترتكب انتهاكات في القائم- الأناضول

كشفت مصادر سياسية عراقية، الخميس، عن الأسباب الحقيقة التي تؤخر استعادة قضاء راوة غرب محافظة الأنبار من سيطرة تنظيم الدولة، بعدما استطاعت القوات العراقية بسط سيطرتها في جميع مدن العراق التي اجتاحها التنظيم عام 2014.

وقال النائب في البرلمان العراقي عن محافظة الأنبار، أحمد السلماني لـ"عربي21" إن "المعارك في قضاء راوة إذا ما قارناها بمناطق أخرى في محافظة الأنبار التي تمت استعادتها من تنظيم الدولة، فإنها ربما تأخرت بعض الشيء".


وأضاف أن "القوات الأمنية تقف على مشارف راوة وتحاصرها من جميع الاتجاهات، ولا نستطيع الجزم بموقف اقتحام المدينة، لكن المعلومات المتوفرة لدينا أن القوات الأمنية ستقتحم المدينة خلال الساعات القليلة المقبلة". 


وأشار النائب إلى أن "عناصر تنظيم الدولة الذين كانوا داخل المدينة هربوا باتجاه الصحراء، واليوم المدينة تكاد تكون خالية من تنظيم الدولة، والقليل من سكانها متواجدون"، لافتا إلى أنه "باستعادة راوة سيعلن العراق تحرره بشكل كامل من تنظيم الدولة".


"الحشد" يعرقل المعركة


وعن أسباب التلكؤ في حسم المعركة واستعادة قضاء راوة، قال النائب إن "السبب الرئيس هو اشتراك أطراف من الحشد الشعبي في بعض مناطق القضاء"، لافتا إلى أن "المعارك التي يشارك فيها بعض من قوات الحشد تتسبب بنوع من التجاذبات".


وأكد النائب عن محافظة الأنبار "وجود خلافات بشأن مشاركة أطراف من الحشد (لم يسمها) في معارك مدينة راوة، وهو السبب الرئيس في تأخر حسم استعادة آخر معاقل تنظيم الدولة في العراق".


وأوضح أن رئيس الوزراء العبادي مطلع على اعتراضات سياسيي المحافظة على مشاركة بعض عناصر الحشد الشعبي، لافتا إلى أن عناصر من الحشد دخلوا إلى ناحية الكرابلة في قضاء القائم وأحدثوا بعض الخروقات والمشكلات.


وأعلن السلماني أن "عناصر من الحشد الشعبي اعتقلوا 35 شابا من ناحية الكرابلة في قضاء القائم، وتفجير بعض المنازل بعد استعادة المدينة من تنظيم الدولة، وهذه التصرفات تحدث مشاكل وتسجل على القوات المحررة".


هل السبب سياسي؟


من جهته، قال رئيس اللجنة الأمنية في محافظة الأنبار إنه "لا يوجد سبب معين يعيق العملية، لكن هو توجيه من قيادة عمليات الجزيرة والبادية (تابعة لوزارة الدفاع)، وأن العملية تسير وإن كانت بطيئة، لكن قضاء راوة يقع بين صحراء كبيرة جدا، من أجل منع عناصر تنظيم الدولة من الهروب إليها".


وأشار راجع العيساوي في حديث مع "عربي21" إلى أن "العمليات تأخذ بنظر الاعتبار الحرص على حياة العائلات التي ما زالت متواجدة في القضاء، الأمر الذي أدى إلى بطء العمليات العسكرية".


واستبعد أن يكون لأمريكا يد في تأخر حسم المعارك  بقضاء راوة، وفيما نفى وجود أي ترابط بين العمليات العسكرية الجارية في مدينة البوكمال، فقد أكد أن الحكومة المركزية لديها خطة بعيدة كل البعد عن هذا الطرح.


وأعرب عن اعتقاده أيضا، بأن أسباب تأخر حسم استعادة قضاء راوة عسكري وليس سياسيا.


وبخصوص الوضع الإنساني داخل القضاء، قال العيساوي إن "تنظيم الدولة قام بتفخيخ محيط منازل المواطنين لمنع خروجهم، وهذا يعيق تقدم القوات الأمنية، أما العائلات التي خرجت فهي بأماكن أمينة في قضاء عنة".


وعن مصير قادة تنظيم الدولة في راوة، أوضح العيساوي أن "المعلومات المتوفرة تفيد بعدم وجود قيادات للتنظيم داخل المدينة، وإنما فقط بعض عناصر التنظيم من أبناء المنطقة، وعملهم عرقلة تقدم القوات الأمنية".


وأعلن قائد عمليات الجزيرة وأعالي الفرات، الفريق قوات خاصة الركن عبد الأمير رشيد يار الله، في 5 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري، أن القوات الأمنية "شرعت بعملية واسعة لتحرير ناحية الرمانة وقضاء راوة".


وكان رئيس الوزراء حيدر العبادي قد أعلن، في 4 تشرين الثاني/ نوفمبر الجاري استعادة قضاء القائم غرب العراق بالكامل من تنظيم الدولة، وبهذا يبقى قضاء راوة هو المعقل الوحيد للتنظيم في العراق.

التعليقات (0)