سياسة عربية

تسريبات جديدة لضابط الإعدامات لدى حفتر.. من هاجم؟

محمود الورفلي اتهم القيادة العامة والفرجاني شخصيا بمحاولة تصفيته واغتياله - عربي21
محمود الورفلي اتهم القيادة العامة والفرجاني شخصيا بمحاولة تصفيته واغتياله - عربي21

للمرة الثانية هاجم آمر القوات الخاصة بقوات حفتر، النقيب محمود الورفلي، والمعروف بضابط الإعدامات، بعض القيادات في قوات حفتر، وعلى رأسهم رئيس الأركان والمتحدث باسم هذه القوات.


وأكد الورفلي، المطلوب من قبل المحكمة الجنائية، خلال مكالمة جديدة مسربة بينه وبين مدير مكتب حفتر، اللواء عون الفرجاني، أنه "لا يمكن لأحد القبض عليه أو تقديمه للمحكمة الدولية"، واصفا المتحدث باسم قوات حفتر، العقيد أحمد المسماري وكذلك بلقاسم نجل حفتر الأكبر بأنهم "كلاب"، ويتآمرون عليه ليسلموه.


تهديد


واتهم الورفلي، القيادة العامة والفرجاني شخصيا بمحاولة "تصفيته واغتياله بعد طلب المحكمة الجنائية الدولية"، وأنه تحصل على تسجيلات تثبت تورط نجل حفتر وفتحي المجبري وعلام الفلاح وعون الفرجاني (قيادات في قوات حفتر)، أنهم يخططون لاغتياله"، موجها سيلا من الشتائم لكل من "نجل حفتر ورئيس أركانه، ووكيلة وزارة العدل بالحكومة المؤقتة، سحر بانون، وأنه سيحاسبهم بمعرفته".


وأشار الورفلي، خلال المكالمة التي وصلت "عربي21"، نسخة منها، إلى أنه "كان ينفذ تعليمات القيادة العامة للجيش (قوات حفتر)، وأنه "كان يقتل "الإرهابيين" في الشارع حتى قبل انضمامه إلى عملية الكرامة بقيادة حفتر"، في محاولة منه للتنصل من الجرائم الموجه إليه.

 

اقرأ أيضا: الورفلي يكشف في تسريب صوتي عن تخطيط حفتر لقتله‎

وختم الورفلي مكالمته بتهديد عام لكل القيادات حول حفتر، وأنه "لن يسقط بسهولة كونه يحتمي فيما أسماهم "عرب بنغازي"، وأنه "ربما يقتل أو يتنحى لكنه لن يستسلم، متوعدا بحرق الأخر واليابس"، حسب وصفه.


من وراء التسريبات؟


وطرحت هذه التسريبات عدة استفسارات حول من يقف وراءها؟ وهل تثبت فعلا أن "الورفلي" حر طليق ولم يقبض عليه كما زعمت قوات حفتر من قبل؟ وهل ستبدأ حملة تصفية الورفلي إعلاميا ومن ثم اغتياله؟


ورغم أن هذه هي المرة الثانية التي يتم فيها تسريب مكالمة بين الورفلي ومدير مكتب حفتر، إلا أنه حتى الآن لم يصدر أي تعليق من قبل قوات حفتر أو مناوئيها في الغرب الليبي.


تآكل معسكر "الكرامة"


من جهته، قال العضو السابق بالمؤتمر الوطني الليبي عبد الفتاح الشلوي، إن "هذه التسريبات تأتي في ظل المشهد السياسي المرتبك، والذي ازداد غموضا بجلسة مجلس الأمن الأخيرة، خاصة بمعسكر حفتر، بعد تأكيد المجتمع الدولي دعمه للاتفاق السياسي وعدم وجود أى بديل له".


وأضاف في تصريحات لـ"عربي21" أن "الرسالة أكدت لحفتر أن المحكمة الدولية لا تطلق تصريحاتها كفقاعات صابون، بل وراءها مجلس الأمن والذي قد يُصعد مطلبها بين عشية وضحاها، وقد يرقى مطلبها لرأس أو لرؤوس قيادات في قوات "حفتر".


طرف ثالث


وبخصوص التسريبات ومن يقف وراءها، قال الشلوي: "مؤكد أن تسريبها جاء من قبل طرف يشتد حبل الجنايات حول رقبته ويريد أن يهرب من مصير محتوم مرتبط بمصير الورفلي، كما لا أستبعد أن يكون هناك طرف ثالث يريد تحقيق مكاسب سياسية"، وفق قوله.


وتابع: "كل هذه التطورات والتسريبات ليس لها من دلالة سوى أن معسكر "حفتر" تمت مرحلة تآكله الخارجي وبدأ يتآكل داخليا، وها هي الصراعات تظهر بين قياداته التي كانت تقاتل كتفا بكتف".


في حين أكد الضابط الليبي، العقيد عادل عبد الكافي، أن "التسريب الثاني للورفلي هو عبارة عن تهديد ووعيد مباشر لحفتر ويعلمه أن كل تحركاته ومقابلاته ومؤامراته مرصودة ومسجلة"، مضيفا عبر صفحته الشخصية أن "الورفلي قد يكون هو وراء التسريبات ليؤكد أنه صندوق حفتر الأسود، وأن الأخير لا يستطيع الغدر به، وأن "رقبته أمام رقبة الورفلي".


تهديد لحفتر


وقال الكاتب الصحفي الليبي، عبد الله الكبير، إن "التسريب أظنه صحيحا إذ لم يصدر أي نفي من الطرفين أو من قيادتهما كما أن بعض النشطاء أكدوا أن نبرة الصوت للورفلي، والمكالمة تكشف حجم الصراع والتخبط في معسكر الكرامة ويبدو أن هناك معلومات وصلت للورفلي عن توجه قيادته لتسليمه ضمن إطار صفقة ما".


وأوضح خلال حديثه لـ"عربي21"، أن "عدم خضوع الورفلي لأي تحقيقات ليس بجديد، كونه مثبت لدي الجنائية الدولية وبعض الدول الكبرى بأدلة قاطعة، وحقيقة حالة الورفلي تعتبر تحد كبير أمام "حفتر" وتهديد جدي لمشروعه، ولم يظهر حتى الآن أية مقدرة على معالجتها"، حسب رأيه.


وتواصلت "عربي21" مع المتحدث الإعلامي للمحكمة الجنائية الدولية للتعليق على الأمر، وكان رده "ليس بإمكاني التعليق على مثل هذه الأنباء إذا لم يتم التثبت منها أمام المحكمة الجنائية الدولية".


كما تواصلت "عربي21" مع المكتب الإعلامي للمتحدث باسم قوات حفتر، لكنها لم تتلق أي تعليقات.
ويعتذر الموقع عن نشر المكالمة المسربة الجديدة كونها تحوي ألفاظا خادشة للحياء ولا تناسب القراء.

التعليقات (0)