طب وصحة

خدعة الخبز الكامل: هكذا تخدعك العلامات التجارية عبر التسميات

الأخصائيون ينصحون باختيار الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة - وكالات
الأخصائيون ينصحون باختيار الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة - وكالات

نشرت صحيفة "الإسبانيول" الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن التسميات المخادعة، التي تلجأ لها العلامات التجارية لزيادة حجم مبيعاتها.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن خبز القمح الكامل يجب أن يكون مصنوعا بنسبة 75 بالمائة من الدقيق الكامل، لتكون تسميته صحيحة وغير مخادعة. في المقابل، لا تستجيب غالبية العلامات التجارية إلى هذه الشروط.
 
وذكرت الصحيفة أن الخبز الذي نستهلكه بصفة يومية هو الخبز الأبيض وليس الكامل. كما أن الخبز الذي يقتنيه الكثيرون من محلات السوبر ماركت، والذي يُكتب عليه بالحجم الكبير "خبز قمح كامل"، لا يستجيب للشروط المطلوبة. وبناء على ذلك، من الضروري التخلي عن الاعتقاد بأن اللون الداكن للخبز هو دليل على أنه غني بالألياف، لأن الواقع مختلف عن ذلك تماما.
 
وأضافت الصحيفة أن الكثيرين، منذ فترة، تخلوا عن إدراج الخبز الأبيض ضمن نظامهم الغذائي. فقد أظهرت عدة دراسات أن العديد من الأشخاص يعتقدون أن هناك علاقة مباشرة بين استهلاك الخبز الأبيض والسمنة، وأمراض القلب والأوعية الدموية، والسكري.
 
لهذا السبب يرى البعض أنه من المستحسن خفض استهلاك هذا النوع من الخبز، واختيار الخبز المصنوع من الحبوب الكاملة. كما أثبتت بعض الدراسات، التي نشرتها المجلة الطبية البريطانية، أن "استهلاك الحبوب الكاملة مفيد جدا لصحتنا ويقلل من خطر الإصابة بأمراض الجهاز التنفسي، وسرطان القولون أو السكري بنسبة 17 بالمائة".
 
وأوردت الصحيفة أن خبز القمح الكامل الحقيقي يجب أن يكون مصنوعا من الدقيق غير المكرر، وأن يحتوي على ثلاثة أجزاء من الحبوب السليمة، بما في ذلك جرثومة القمح والنخالة، التي تساهم في تعزيز الصحة المعوية. في هذا السياق، أوضحت أخصائية التغذية لوسيا مارتينيز أن "معظم أنواع الخبز التي نجدها في المحلات والمصنفة ضمن أنواع الخبز الكامل أو تحتوي على مستوى عال من الألياف، تستخدم الدقيق المكرر ونسبة ضئيلة من نخالة القمح، لتصنف ضمن المنتجات الكاملة".
 
كما أوضح أستاذ الطب الوقائي والصحة العامة في جامعة نافارا، ميغيل أنخيل مارتينيز غونزاليس، أن "الخبز الكامل يجب أن يكون مصنوعا على الأقل من 75 بالمائة من الدقيق الكامل". فمن الضروري أن يتم الإشارة إلى هذه المعلومة على غلاف المنتج وفي قائمة مكوناته، بما أن ترتيب المكونات يتم تحديده من الأعلى إلى الأدنى، اعتمادا على كميتها الموجودة في الغذاء.
 
وبينت الصحيفة أن صناعة الأغذية تستفيد من الفراغ القانوني القائم في تشريعاتنا لتسمية الخبز على أنه خبز قمح كامل، على الرغم من أن الكمية المطلوبة من القمح لا تستجيب للشروط المتفق عليها. وفي هذا الصدد، وضعت الوكالة الإسبانية للاستهلاك وسلامة الأغذية سلسلة من المبادئ التوجيهية التي يتعين على الشركات الامتثال لها عند وضع الملصقات على الأغذية وتسمية المنتجات.
 
فعلى سبيل المثال، إذا كان المنتج لا يحتوي على أكثر من ثلاثة غرامات من الدهون في كل 100 غرام من الأطعمة الصلبة، أو 1.5 غرام لكل 100 مليلتر في حالة المنتجات السائلة، فمن المستحسن أن يُكتب على العلبة أن المنتج "منخفض الدهون". أما بالنسبة للكيكة الإسفنجية، فبإمكاننا فقط تصنيفها على أنها "خالية من السكر"، إذا لم تحتو على أكثر من 0.5 غرام من السكريات لكل 100 غرام أو مليلتر، أو أن يتم تصنيفها على أنها "لايت أو خالية من السكر" طالما أنها تحتوي على نسبة سعرات حرارية أقل من 30 بالمائة مقارنة بمنتجات مماثلة.
 
وأوضحت الصحيفة أنه لا يمكن الإشارة إلى أن الغذاء غني بالألياف، إلا إذا كان المنتج يحتوي على ما لا يقل عن ستة غرامات من الألياف لكل 100 غرام، وثلاثة غرامات من الألياف لكل 100 سعرة حرارية. فمثلا، لا يمكن اعتبار الخبز مصدرا للألياف إلا إذا كان يحتوي على ثلاثة غرامات من الألياف على الأقل في كل 100 غرام.
 
وذكرت الصحيفة أن الحيل المستخدمة في صنع الخبز تختلف بين أولئك الذين يزعمون أنهم يبيعون منتجات طبيعية بنسبة 100 بالمائة، وبين الآخرين الذين يؤكدون أنها "متعددة الحبوب" ومصنوعة من قبل أشخاص محترفين في المجال. وبهذه الطريقة، يشتري المستهلك الأطعمة التي تروج إليها بعض العلامات التجارية التي تدعي أن منتجاتها صحية، لكنها يمكن أن تضر بصحة المستهلك، كما هو الحال بالنسبة لخبز القمح الكامل المصنوع من الدقيق المكرر.
 
وفي الختام، خلصت إحدى الدراسات التي أجريت من قبل باحثين من جامعة ديلاوير الأمريكية، إلى أن هناك كميات هائلة من المنتجات الموجودة في الفضاءات التجارية تحتوي على معلومات تغالط المستهلكين بدل مساعدتهم على اقتناء الأنسب. والأسوأ من ذلك أن بعض المنتجات لا تذكر التأثيرات الإيجابية التي لا علاقة لها بالمنتج فحسب، وإنما تخفي أيضا آثارها الجانبية المحتملة على الحرفاء.

 

التعليقات (0)