صحافة دولية

"أمواموا".. ما حقيقة الكويكب الذي دخل إلى مجموعتنا الشمسية؟

كويكب دخل المجموعة الشمسية على شكل سهم- تعبيرية
كويكب دخل المجموعة الشمسية على شكل سهم- تعبيرية

نشرت صحيفة "برلينر تسايتونغ" الألمانية تقريرا تحدثت فيه عن الكويكب الغامض "أمواموا" الذي دخل مجموعتنا الشمسية، قادما من مجموعة شمسية أخرى.

 

ويميل لون هذا الكويكب إلى الأحمر القاتم ويبلغ طوله 400 متر، ويشبه في شكله نصل الرمح العملاق.
 
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن التركيبة الرئيسية لأمواموا صخرية، إلا أنه يحوي كمية هائلة من المعادن.

 

ورجح العلماء أن ذلك الكويكب كان يسبح في الفضاء باتجاه مجموعتنا الشمسية منذ ملايين السنين، قبل أن يعبر مجرتنا ويختفي فجأة في أعماقها. وأكد العلماء، في البحث الذي نشروه في صحيفة "نايتشر" العلمية، أن هذه تعتبر سابقة في علم الفضاء، لأن أمواموا هو أول جرم سماوي يتنقل بين النجوم، ليس داخل مجموعتنا الشمسية فحسب، ولكن من مجموعة نجمية أخرى ربما تكون بعيدة جدا عن مجموعتنا.
 
وبتاريخ 19 تشرين الأول/ أكتوبر الماضي، سجل تلسكوب هاواي وجود نقطة ضوء خافتة تتحرك بسرعة هائلة. ووفقا للمرصد الأوروبي الجنوبي، فإن هذا الكويكب "بينجمي" وليس كباقي المذنبات والكويكبات الموجودة داخل مجرتنا.

 

وأطلق عليه اسم "أمواموا" وهي تعني بلغة أهل هاواي "سفير من بعيد".
 
وأكدت الصحيفة أن المرصد الأوروبي الجنوبي اتجه على الفور إلى مرصد بارانال العملاق، والذي يقع على ارتفاع 2600 متر في صحراء أتاكاما التشيلية، بهدف الحصول على معلومات أكثر دقة عن أمواموا مثل لونه ومدى سطوعه.

 

وفي هذا الصدد، أورد الباحث أوليفير هاينوت أن "الكويكب وصل إلى أقرب نقطة له من الشمس وهو في طريقه إلى العودة مرة أخرى إلى الفضاء".

 

وبالفعل، تمت مقارنة الصور التي التقطها تليسكوب بارانال العملاق مع مجموعة أخرى من الصور التي التقطتها تلسكوبات عملاقة أخرى، وتم الحصول على صورة نهائية لأمواموا.
 
ونقلت الصحيفة عن العالمة كارين جين ميتش، من معهد الفلك في هاواي، أن أمواموا يغير درجة سطوعه بصورة قوية للغاية، بالإضافة إلى أنه يدور حول محوره كل 7.3 ساعة. وأكد علماء الفلك أن الكويكب اتخذ شكلا طوليا متعرجا ومعقدا، وقدروا طوله بحوالي 400 متر.

 

وأردفت ميتش أن الكويكب لونه أحمر داكن يشبه الأجرام الموجودة في المجموعة الشمسية، وأنه "أنه غير نشط نظرا لأننا لم نعثر على أي آثار للغبار الكوني في محيطه".
 
وأشارت الصحيفة إلى أن العلماء اعتقدوا في البداية أنه مذنب أو جرم سماوي مكون من الجليد والغبار الكوني، ولكنه كان اعتقادا خاطئا.

 

وحيال هذا الشأن، أفادت ميتش "قمنا بتوصيفه على أنه كيان مدمج قد يتكون من الصخور مع احتوائه على نسبة عالية من المعدن". علاوة على ذلك، لم يتم اكتشاف وجود جليد أو ماء على سطحه، فضلا عن أنه اكتسب اللون الأحمر الداكن نتيجة الإشعاعات الكونية التي تعرض لها على مدار ملايين السنين.
 
وأوضحت الصحيفة أن جميع الأجرام السماوية من مذنبات وكواكب وكويكبات نشأت نتيجة وقوعها في مجال تأثير الشمس، على غرار كويكب "إيتوكاوا 25143" الذي تم اكتشافه سنة 2005، ومذنب "تشوري" سنة 2014.

 

الجدير بالذكر أن نظام الكواكب نشأ منذ 4.5 مليار سنة عندما شكل الغبار الكوني قرصا عملاقا حول الشمس، إلا أن بعض الحطام لم يدخل ضمن النظام الكوكبي فنتجت عنه تلك الأجرام، والتي يوجد أغلبها في حزام الكويكبات المحيط بالمريخ والمشتري.
 
وحتى شهر تشرين الأول/ أكتوبر، تم رصد أكثر من 742 ألف من تلك الكويكبات الصخرية. في المقابل، تأتي المذنبات من خارج المجال الشمسي من المناطق الباردة، وبعضها يعتبر من مخلفات خلق النظام الشمسي.
 
وبينت الصحيفة أن كويكب "أمواموا" مختلف عما سبق، فهو قادم من مجموعة شمسية تسمى "قنطور الأقرب"، تبعد عن مجوعتنا الشمسية بنحو 4.2 سنة ضوئية، وسيحتاج الوصول إليها وفحص أجرامه السماوية بالإمكانيات الموجودة حاليا قرابة 72 ألف سنة.

 

وفي المقابل، أكدت مجموعة أخرى من علماء الفلك أن "أمواموا" جاء من مجموعة شمسية أبعد من قنطور الأقرب، وتبعد 11 سنة ضوئية عن الشمس.
 
وذكر المرصد الأوروبي الجنوبي أنه بحساب المدارات، يعود أصل أمواموا إلى النجم المضيء "النسر الواقع"، الذي يقع ضمن كوكبة "القيثارة". وأضاف المرصد أن النجم استغرق 300 ألف سنة من أجل الوصول إلى أقرب نجم يبعد عنه بحوالي 25 سنة ضوئية، وذلك في حال كان يسبح هذا الكويكب في الفضاء بسرعة 95 ألف كيلو متر في الساعة.

 

بالإضافة إلى ذلك، لم تكن كوكبة "القيثارة" في مكانها الحالي قبل 300 ألف سنة، لذا فمن المرجح أن يكون أمواموا من مكان آخر. كذلك، من المرجح أن يكون أمواموا غير مرتبط بأي نظام شمسي آخر، وأنه يسافر خلال مجرة "درب التبانة" منذ ملايين السنين.
 
وأوردت الصحيفة أن الجرم البينجمي يسافر خلال المجموعة الشمسية مرة في السنة، وقد استطاعت التلسكوبات العملاقة اكتشاف ذلك منذ فترة قريبة، نظرا لأن الكويكبات خافتة الضوء للغاية، ولكن العلماء من جهتهم مازالوا يبحثون عن مصدر ذلك الكويكب.
 
وفي الختام، قالت الصحيفة إن أمواموا والأجسام المشابهة له ستمكن العلماء من دراسة الصخور والمعادن التي تأتي إلينا من عوالم أخرى تبعد عنا مليارات الكيلومترات. وقد يقوم العلماء بتثبيت أجهزة على تلك الكويكبات المسافرة بهدف اكتشاف أنظمة النجوم البعيدة.

التعليقات (1)
شرحبيل
الأحد، 26-11-2017 11:14 م
المهدي المنتظر الذي طال انتظاره المسكين محمد ناصر اليماني يهدد البشرية بكوكب ( سقر ) أو ( نيبيرو ) في التسمية الغربية ...وقد زعم المهدي أنه سيدمر الأرض في المةعد المحدد ويفنيها تماماً لأنه أكبر منها بضعفين ...مر الموعد الأول فلم يحصل شيء وكذلك الموعد الثاني ..فاتصلت به فلم يرد علي ّ .....لذلك أخاطبه على صفحة عربي 21 عل وعسى أن يستجيب ....