قضايا وآراء

ترشح شفيق بين المنح والمنع

عادل راشد
1300x600
1300x600

بمجرد إعلان شفيق عن ترشحه ثم منع الإمارات له من السفر، ثارت تساؤلات وتكهنات وتحليلات عدة بعضها يتسع أفق أصحابها لقبول الآراء الأخرى، وبعضها لا يقبل إلا ما يتوصل إليه عقله ويرفض الآخر جملةً وتفصيلاً، والبعض يجنح كعادته لتخوين كل صاحب رأى مخالف، والصنف الأخير والذى أراه أكثر إزعاجاً وأبدى منه انزعاجا هم هؤلاء الذين لا يملكون أي رؤية ولا يستشرفون المستقبل بأي خطة فجنحوا إلى السلبية التي لا تُقَدِمُ أي حل ، ولا تُقدم على أي فعل ويغطون ذلك بالبكاء والعويل، والصراخ على من يوهمون أنفسهم بأنهم مفرطون، ويتملقون الآخرين بدغدغة المشاعر فحسب، ويشتركون مع الصنف الذى قبلهم في تخوين من عداهم.


فعمدت مستعيناً بالله بتحليل بسيط بساطة غير مخلة، ثم أردفتها بما أراه صواباً بالاشتراك والاشتباك مع الحدث.

الاحتمال الأول: أن يكون شفيق أعلن الترشح من تلقاء نفسه دون إذن من الإمارات أو مباركة منها ودون دفع لذلك أو دعم له، وفى هذا يكون منعها له من السفر حقيقي ليس تمثيلية، ويحقق لها أمرين
أ) مزيد من الابتزاز للسيسي فأطماعهم في مصر لا حدود لها.
ب) إظهار قدرة الإمارات على المنح والمنع.

الاحتمال الثاني: أن يكون إعلان شفيق للترشح بتنسيق مع الإمارات ودعمِ منها ، وذلك لأن الإمارات كوكيل لتل أبيب، وواشنطن بالمنطقة قد علمت من موكليها أن السيسي لم يعد بفشله وتخبطه - قادراً على إنجاز المطلوب منه، وقد يكون استمراره سبباً في مفاجأة غير مأمونة العواقب، وعليه فقد أصبح عبئاً ينبغي التخلص منه على أن يكون البديل مأموناً وقادراً على المنافسة، وهو ما يتوفر في شفيق، وعليه يثور التساؤل ، فلماذا تمنعه الإمارات من السفر؟ والإجابة المتسقة مع هذا التحليل:


أ) أن المنع ليس نهائياً بل حالة مؤقتة، وتثور حوله قصص وحكايات عن شفيق وتبييض لوجهه ورفع لأسهمه في بورصة الوطنية، وعند عودته لمصر يكون كأنه الفاتح والمنقذ.


ب) ليقول أولاد زايد للسيسي أنهم لم يغدروا به، بل حاولوا منع شفيق غير أن الضغوط الدولية حالت دون ذلك، وأنهم مع السيسي، وذلك بغرض المحافظة على مكاسبهم التي حققوها، ومطالبهم التي يريدوها، وتحسباً لاحتمال مرور السيسي من هذا المأزق. 

وإزاء أي من الاحتمالين، أو احتمالات أخرى، كيف نتعامل مع الموقف؟؟ 

1- لا ينبغي الاستغراق في الدوافع وإن كان تحليلها مهماً ، وإنما ينبغي صرف جُل الاهتمام
بالآثار المترتبة عليه 

2- لا يمكن دعم شفيق كرمز من رموز النظام الذى قامت ضده الثورة، بل وأحد قيادات الثورة المضادة، ولكن لا يمكن القبول عقلاً بإضعافه في مواجهة السيسي الذى خان وغدر وقتل ومازال يقتل واعتقل ومازال يعتقل، وتنازل عن أجزاء من الوطن، وفرط في مقدراته ومازال يفعل، وتنازل عن سيادة الدولة ومازال يتنازل فإن تساويا في الإجرام فلنتركهما يتصارعان فنهايةُ لأحدهما وإنهاكُ للآخر .

3- وعليه فلنعلم أن الحرب على شفيق تصب في مصلحة السيسي 

4- الحرب على شفيق والسيسي في آن واحد أعتبرها نوع من الغباء السياسي هذا مع افتراض القدرة على ذلك 

5- التغيير - أياً كان حجمه أو شكله - الذى يأتي عن غير طريقك ولا مشاركةً منك قد يكون فيه رحمة بعجزك الحالي عن تحقيق أهدافك 

6- هناك فرق هائل بين التنازل عن المبادئ والأهداف وبين تعديل الخُطط والمُدد للوصول إليها ، والاستفادة من كل جديد دون التنازل عنها، واستنقاذ أصحاب المبادئ قدر الاستطاعة من هذا النظام الدموي السفاح.

7- وعليه أيضاً أرى التعامل مع موضوع الانتخابات باعتباره فرصة وليس أزمة، وغير خافِ على أي عاقل الفرق بين إدارة الأزمة وإدارة الفرصة، وتكون الخيارات بين المقاطعة السلبية أو المقاطعة الإيجابية أو غيرهما ولذلك حديث آخر، وهذا لا يمنعك أبداً من أن تضع أهدافك نصب عينيك وألا يكون ما تقوم به إلا خطواتِ في اتجاه تحقيقها، مُصَوٍباً للمسارات، مستفيداً من المستجدات، غير مهدرِ للفرص والأوقات 

وفى النهاية فإن التعامل مع الواقع مع المجاهدة لتغييره لا يعنى بأي حال الاعتراف به ،فعدم هدم النبي للأصنام لم يكن اعترافا بها بل تفاوض مع عُبٌادها حتى تهيأت الظروف والأجواء والقدرة على الفعل فكان ما كان وانتشر السلم والإسلام.

1
التعليقات (1)
حمزة
الجمعة، 01-12-2017 12:39 ص
مسرحية هزلية بامتياز

خبر عاجل