القدس

مؤتمر "فلسطينيي الخارج" يوجه رسالة للدول العربية والإسلامية

مؤتمر فلسطينيي الخارج ندد بقرار ترامب وأكد أنه غير معترف به- عربي21
مؤتمر فلسطينيي الخارج ندد بقرار ترامب وأكد أنه غير معترف به- عربي21

أكد "المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج"، السبت، في اجتماع عقده في مدينة إسطنبول، رفضه التام لقرار الرئيس الأمريكي بشأن القدس، واعتبره "باطلا لما له من آثار مدمرة قد تضع المنطقة بأسرها على حافة بركان"، وفق بيانه الختامي.

وأضاف البيان الذي وصل "عربي21"، نسخة منه، أن المؤتمر يحيي جماهير الشعب الفلسطيني في كل أرجاء فلسطين على انتفاضته ردا على الاعتداء على الحق الفلسطيني في مدينة القدس، والهبات الجماهيرية العربية والإسلامية وأحرار العالم المتضامنة مع الشعب الفلسطيني.

وطالب المؤتمر الدول العربية والإسلامية "بوقف كافة أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني، استجابة لنبض الشعوب الرافضة لسياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه مدينة القدس" المحتلة.

وطالب رئيس المؤتمر الشعبي الفلسطيني الخارج، منير شفيق، بـ"إلغاء اتفاقية أوسلو، وسحب الاعتراف بإسرائيل والتحول الجماهيري إلى الثورة الشعبية الفلسطينية الشاملة حتى نحقق أهدافنا بتفكيك كافة المستوطنات وبناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس الشريف".

من جهته، أكد هشام أبو محفوظ "ضرورة الدول العربية بقطع كافة العلاقات مع العدو الصهيوني، والاعتراف الكامل بالقدس عاصمة أبدية للدولة الفلسطينية، ودعوة السلطة لإلغاء اعترافها بالكيان ومطالبة الجامعة العربية بسحب المبادرة العربية.

وطالب "بتفعيل لجان المقاطعة لكافة المنتجات والمصالح الأمريكية والصهيونية".

وفي رده على سؤال لـ"عربي21" حول الخطوات العملية المرتقبة من المؤتمر الشعبي، خاصة فيما يتعلق بتفعيل المقاطعة للاحتلال، أكد زاهر بيري رئيس لجنة المقاطعة في المؤتمر أن "خطة المؤتمر تفعيل المقاطعة على كافة الأصعدة من أجل دفع الأمريكيين للرجوع عن القرار، وإنهاء كافة العلاقات مع الكيان الصهيوني".

وقال: "نحن نضغط على أنظمتها لإغلاق كافة سفارات للكيان الصهيوني في بلادهم ونرفض تصريحات الأمريكيين الذين لا يملكون منح القدس للكيان الصهيوني، ولا تتوقف عند مجرد المقاطعة".


وشدد المؤتمر على "ضرورة المراجعة الفورية للخيارات السياسية بعد ما آلت إليه عملية التسوية برمتها، مطالبة السلطة الفلسطينية بوقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني".

وطالب المؤتمر منظمة التعاون الإسلامي والتي ترأس دورتها الحالية تركيا، بضرورة أخذ دورها  وتحمل المسؤولية تجاه مدينة القدس ومواجهة الخطوة الأمريكية.
 
وهذا نص البيان:
 
وأخيرا، وبعد أحد عشر شهرا من التردد أخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قراره باعتبار القدس عاصمة لدولة الكيان الصهيوني وهو بهذا حكم بأن القدس بل كل فلسطين حق للمستوطنين، الصهاينة الذين جاؤوها غزاة بحماية حراب الاستعمار البريطاني. 

وقد اقتلعوا، بالقوة والمجازر، ثلثي شعبها عام 1948 وأحلوا مكانهم. وراحوا يزيفون التاريخ بأن لهم الحق فيها. وهو ما عمد ترامب إلى تكريسه بهذا القرار الذي أنكر على العرب والمسلمين كما على الفلسطينيين من مسلمين ومسيحيين حقهم التاريخي الثابت في القدس وكل فلسطين من النهر إلى البحر ومن الناقورة إلى أم الرشراش.

من هنا يؤكد المؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج أن ترامب بهذا القرار قد زيف التاريخ وارتكب عدوانا سافرا على الفلسطينيين والعرب والمسلمين، إلى حد إعلان الحرب الظالم عليهم. وليس من معنى آخر لإعلان اعتبار القدس عاصمة الكيان الصهيوني غير الشرعية. 

والتي وجدت في فلسطين من خلال القوة والمجازر، وبمخالفة صريحة للقانون الدولي الذي يحصر حق تقرير المصير بشعبها الأصلي الذي كان يسكنها حين سيطر الاستعمار عليها عام 1917، وقد كانت وطنه التاريخي على مدى آلاف السنين المتواصلة وكذلك على ما قام عليها وفيها من أماكن مقدسة إسلامية ومسيحية شاهدا حيا وبلا أثر تاريخي واحد يثبت ادعاء ترامب أو الصهيونية فيها.

ذهب ترامب بقراره هذا إلى حد إعادة القضية الفلسطينية إلى طرح السؤال لمن الحق في القدس وفلسطين وكل فلسطين، ثم إعادة سردية ما حدث منذ منشأ قضية فلسطين من ظلم فادح باقتراح ثلثي شعب من وطنه وإقامة دولة اغتصاب واحتلال مكانه.

نعم، لقد فرض ترامب أن يواجه هذا الظلم والعدوان من الجذور والرد على إعلان هذه الحرب الظالمة. الأمر الذي يوجب، في ما يوجب، ما يلي:

أولا: سحب كل اعتراف بدولة الكيان الصهيوني عموما ولا سيما من قبل أية دولة، أو جهة فلسطينية أو عربية أو إسلامية، وفي المقدمة الغاء اتفاق أوسلو، أو إلغاء كل اتفاقية او حالة تطبيع مع دولة الكيان الصهيوني.


ثانيا: ضرورة دعم ما انطلق من انتفاضة فلسطينية شعبية ضد هذا القرار الزائف الجائر العدواني وتحويلها في ظل وحدة وطنية ومصالحة حقيقية إلى انتفاضة شعبية شاملة تصل إلى العصيان المدني طويل الأمد لعدة أسابيع وشهور، الذي لا يتوقف إلا بدحر الاحتلال وتفكيك المستوطنات وتحرير القدس والضفة الغربية، بلا قيد أو شرط، مع إبقاء الحق المتكامل في تحرير فلسطين كل فلسطين وعودة كل اللاجئين إلى ديارهم.

ومن هنا، فإن المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج (أصحاب حق العودة إلى فلسطين) يضع نفسه وكل ما لديه، في مخيمات اللجوء وفي أنحاء العالم، من إمكانات وحراك في دعم الانتفاضة الشعبية الشاملة التي انطلقت على أرض فلسطين في القدس والضفة الغربية وغزة ومناطق الـ 48. 

ويهيب بكل الشعوب العربية والإسلامية، وجماهير العالم بدعم الحق الفلسطيني والانتفاضة الشعبية، وشجب قرار ترامب الأرعن الذي واجه من أول لحظة معارضة من قبل الأغلبية الساحقة من دول العالم وشعوبه، وحتى من أقرب حلفائه مما وضعه في عزلة وحكم عليه بالفشل.

وأخيرا يرى المؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج أن استمرار الاحتلال والاستيطان وما تمتع به من تنسيق أمني فلسطيني ومن غطاء ما سمي بالعملية السياسية هو ما أوصل ترامب لأخذ قراره هذا. 

الأمر الذي يوجب أن تتحول الانتفاضة الشعبية وكل الجهود من استنكار قرار ترامب إلى الاستمرار حتى تحرير القدس والضفة الغربية ورفع الحصار عن قطاع غزة وبلا قيد أو شرط. 

وهذا الاستمرار، بإذن الله ممكن التحقيق كما سبق أجبر الاحتلال على الرحيل وتفكيك المستوطنات من قطاع غزة في 2005 أجبر على فك الاجهزة الإلكترونية من مداخل المسجد الاقصى في 2017 أمام الانتفاضة الشعبية المقدسة السلمية حين حشدت عشرات الالاف وصمت على مواجهة قوات الاحتلال حتى تلبية مطالبها.

ونحن في الأمانة العامة للمؤتمر الشعبي لفلسطيني الخارج وإذ نرفض جملة وتفصيلاً القرار الرئاسي الأمريكي، وتعتبره باطلاً ولا أثر له لما له من آثار مدمرة على قد تضع المنطقة بأسرها على حافة بركان لنؤكد على ما يلي:

1.  القدسُ عاصمة فلسطين بهويتها العربية الإسلامية والمسيحية وبمكانتها الروحية واشعاعها الحضاري.

2.     نحيي جماهير شعبنا البطل في كل أرجاء فلسطين على انتفاضته المباركة رداً على الاعتداء على حقنا الأصيل في مدينة القدس.

 

3.     مطالبةُ الدول العربية والإسلامية بوقف أشكال التعامل مع الكيان الصهيوني كافة، والاستجابة لنبض الشعوب الرافضة لسياسة الولايات المتحدة والكيان الصهيوني تجاه مدينة القدس.

 

4.     مطالبةُ السلطة الفلسطينية بوقف كافة أشكال التنسيق الأمني مع العدو الصهيوني فوراً، ومراجعة خيارتها السياسية بعد ما آلت إليه عملية التسوية برمتها. 

 

5.     يحيي المؤتمر هبات الجماهير العربية حول العالم رفضاً للخطوة الأمريكية تجاه القدس، ودعماً للشعب الفلسطيني في نيل حقوقه المشروعة. ويؤكد المؤتمر أهمية استمرار هذه التحركات في مواجهة التهديدات المحيطة بالقدس وقضية فلسطين.

 

6.     نطالبُ جامعة الدول العربية بالإعلان عن سحب المبادرة العربية للسلام، ونبذ أشكال التطبيع مع الكيان الصهيوني كافة.

 

7.     نطالبُ منظمة التعاون الإسلامي التي ترأس دورتها الحالية الجمهورية التركية بأخذ دورها وتحمل المسؤولية تجاه مدينة القدس ومواجهة الخطوة الأمريكية التي تمس مدينة القدس وهويتها العربية والاسلامية والمسيحية.

 

8.     تعزيزُ الجبهة الداخلية فلسطينياً من خلال التعجيل بإتمام عملية المصالحة.

 

9.     سيواصلُ المؤتمر تحركاته الواسعة عربياً وإسلامية وعالمياً لمواجهة الخطوة الأمريكية في إعلان القدس عاصمة للكيان الصهيوني.

 

10. الدعوةُ إلى تفعيل دور لجان المقاطعة ومقاومة التطبيع مع الكيان الصهيوني في العالم العربي والإسلامي، كما ندعو إلى مقاطعة المصالح الأمريكية.


النصر للقدس وفلسطين
النصر للانتفاضة
والهزيمة والعار لترامب ونتنياهو


الأمانة العامة 
للمؤتمر الشعبي لفلسطينيي الخارج
9/12/2017

التعليقات (0)