سياسة دولية

لماذا اختارت إسرائيل "تعطيل" نفق حماس بشكل هادئ؟

يديعوت أحرنوت: هل ستنجح إسرائيل في تدمير أكبر عدد ممكن من الأنفاق؟- جيتي
يديعوت أحرنوت: هل ستنجح إسرائيل في تدمير أكبر عدد ممكن من الأنفاق؟- جيتي

خصصت الصحافة الإسرائيلية مساحة واسعة، للحديث عن "تعطيل" جيش الاحتلال الإسرائيلي لنفق المقاومة الفلسطينية، الذي اخترق الحدود لداخل الأراضي الفلسطينية المحتلة لمسافة كبيرة، حيث اختارت إخراجه عن الخدمة بشكل هادئ.

نفق استراتيجي


وأوضحت صحيفة "يديعوت أحرنوت" العبرية، أن التقديرات الإسرائيلية تشير إلى أن "نفق حماس الذي تم تعطيله أمس، لم يخطط لاستخدامه تجاه البلدات الإسرائيلية في غلاف غزة، بل تجاه أهداف عسكرية إسرائيلية".

ولفتت الصحيفة في افتتاحيتها التي كتبها معلقها العسكري يوسي يهوشع، أن "الجيش الإسرائيلي اختار تعطيل النفق بشكل مختلف هذه المرة، وبدلا من تفجيره تم تعطيله بوسائل خاصة، وأخرجوه عن الخدمة"، في إشارة منها لطريقة تدمير جيش الاحتلال لنفق الجهاد الإسلامي الذي اكتشف مؤخرا، وتسبب تدميره باستشهاد 12 فلسطينيا.

 

اقرأ أيضا: خبير عسكري إسرائيلي يرجح تفعيل حماس لأنفاقها قبل اكتشافها

وزعمت الصحيفة، أن جيش الاحتلال "حاز على معلومات استخبارية منذ بضعة أسابيع، بأن النفق اجتاز الحدود إلى مسافة أبعد تمتد لبضعة مئات الأمتار وكان في مراحل أكثر تقدما بكثير من نفق الجهاد الإسلامي"، موضحة أن تقديرات الجيش الإسرائيلي تشير إلى أن النفق الذي تم تعطيله هو "نفق استراتيجي لحركة حماس".

وأكدت أن "لدى الجيش الإسرائيلي تخوفات، بأنه كلما عطلت إسرائيل قدرا أكثر من الأنفاق؛ سيزيد ذلك من إمكانية التصعيد"، حيث ألمح الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي العميد رونين منليس بذلك حينما زعم أن "هذه تكنولوجيا أصبحت طريقة ستؤدي لمزيد من الإنجازات الهامة".

وأوضحت "يديعوت"، أن "إسرائيل تنشط من أجل إغلاق تام للأنفاق في حدود غزة؛ سواء بوسائل تكنولوجية أم بوسيلة العائق التحت أرضي الذي يجري تشييده (الجدار)، وهكذا يتم القضاء بشكل دراماتيكي على قدرات حماس العسكرية وحرمانها من سلاحها الاستراتيجي الأخير"، بحسب تقديرها.

 

اقرأ أيضا: 15 جريحا في غارات إسرائيلية على قطاع غزة بينهم رضيع

وتساءلت الصحيفة الإسرائيلية، "هل ستنجح إسرائيل في تدمير أكبر عدد ممكن من الأنفاق؟"، معتبرة أن "تعطيل النفق هو إنجاز عملياتي، ولكن من أجل عدم إشعال المنطقة، يمكن الاحتفال بصمت".

أنفاق متطورة


بدورها، أكدت صحيفة "معاريف" العبرية، في مقال كتبه محررها للشؤون الأمنية والعسكرية، الخبير الأمني البارز يوسي ميلمان، أن "تعطيل" نفق "حماس" الذي تم اكتشافه، من شأنه أن "يرفع مستوى التوتر أكثر فأكثر"، في ظل حالة الغضب التي تجتاح الشارع الفلسطيني رفضا لقرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الاعتراف بـ"القدس عاصمة لإسرائيل".

ولفتت إلى أن "نفق حماس، تسلل إلى ما بعد الحدود بنحو كيلومتر، في منطقة زراعية على مسافة غير بعيدة من كيبوتس نيريم"، موضحة أنه بـ"سبب تسلل النفق العميق تم تعطليه بشكل هادئ نسبيا"، مشككة أن "تقوم حماس بالرد على تعطيل النفق، وفي ذات الوقت لا يمكن استبعاد هذه الإمكانية تماما".

 

اقرأ أيضا: القسام: إسرائيل ستدفع ثمن كسر قواعد الاشتباك مع المقاومة

وأشارت "معاريف"، إلى أن "النفق الذي تم كشفه كان من الأنفاق المتطورة، مع بطانات قوسية ومدعومة جيدا، ولكن بدون فتحة خروج"، كاشفة أن استراتيجية حماس في ذلك، "هي حفر الأمتار الأخيرة له في يوم الأمر (تنفيذ عملية هجومية) وجعله قابلا للاستخدام".

وفي الحالتين (نفق الجهاد ونفق حماس)، زعمت الصحيفة أن "الجيش الإسرائيلي كان يعرف بوجود النفقين، استنادا للعتاد التكنولوجي الحديث الخاص باكتشاف الأنفاق، والذي أدخل قيد الاستخدام في الفترة الأخيرة، وتابع الأنفاق على مدى زمن طويل".

وفي سياق متصل، أشارت "معاريف"، إلى أن أعمال البناء "تتواصل في بناء العائق التحت أرضي على طول 65 كيلو مترا من حدود القطاع، وسينتهي العمل به بعد نحو سنة ونصف"، وفق تقديرها

وكشف الصحيفة، أن "التقدير الأساس في جهاز الأمن العام الإسرائيلي، يشير إلى أن حماس ليست معنية بعد في حرب جديدة مع إسرائيل".

واستدركت الصحيفة العبرية، بقولها: "لا يمكن استبعاد إمكانية أن تقرر قيادة حماس تصعيد كفاحها على نمط "علي وعلى أعدائي يا رب"، وهنا يتضح أنه لا يزال من السابق لأوانه إطلاق صافرة التهدئة".

التعليقات (0)