سياسة عربية

لاجئون عالقون في اليونان يروون لـ"عربي 21" قساوة ظروفهم

لجأ بعض اللاجئين إلى الرجوع إلى تركيا أو الانتحار
لجأ بعض اللاجئين إلى الرجوع إلى تركيا أو الانتحار

حكى لاجئون عالقون في اليونان، في تصريحات لـ"عربي21" قساوة الظروف التي يعيشونها هناك، وكيف يقضون أوقاتهم دون أبسط مقومات الحياة، إذ اضطروا إلى المبيت في إسطبلات.

فبعد القرارات الأوروبية الأخيرة حول إيقاف تدفق اللاجئين، والتي تم اتخاذها منذ عام تقريبا بالاتفاق مع السلطات التركية تحت مسمى "اتفاقية إعادة القبول"، بات اللاجئون وخصوصا السوريون منهم يجدون صعوبة بالغة في الهجرة إلى الدول الأوروبية وبخاصة ألمانيا التي أصبحت على مدار عامي 2014 و2015 مقصدا لآلاف اللاجئين، والسوريين منهم.

وبسبب الاتفاقيات الأخيرة، وجد عدد من اللاجئين أنفسهم داخل سجن كبير في ظل عدم إمكانية العودة إلى تركيا وعدم إمكانية المتابعة إلى أوروبا، وقد دفع الضغط النفسي لدى بعضهم للانتحار كما حدث مطلع العام الجاري عندما أقدم لاجئ سوري على إشعال النار في نفسه أمام أعين الشرطة اليونانية التي هرعت لإنقاذه.


اقرأ أيضا: اليونان تحذر أوروبا من تدفق آلاف اللاجئين من تركيا‎

محمود وتّي، أحد اللاجئين السوريين العالقين في اليونان وبالتحديد في جزيرة "خيوس"، يقول في حديث لـ"عربي21": "منذ وصولي إلى اليونان قبل عام وحتى الآن، أحاول مغادرة الأراضي اليونانية باتجاه تركيا، لم أكن أعلم أن الأمور ستكون وفق ما آلت إليه الآن، كثيرون تحدثوا عن اتفاقية "دبلن" لكننا لم نعرف مضمونها إلا عندما طُبّقت علينا عمليا، وهنا آلاف اللاجئين ينتظرون أن توافق أية دولة أوروبية على استقبالهم كي يتمكنوا من التحرك من اليونان، كما أنهم لا يستطيعون العودة إلى تركيا وفقا لاتفاقية (إعادة القبول) الموقعة مع الحكومة التركية منذ العام 2016".

ويضيف: "كنا نعيش في ظروف هي أقرب إلى كل شيء باستثناء الحياة البشرية، وأول استقبال لنا كان داخل مآو سابقة للماشية.. نعم هي أشبه بـإسطبلات بأبواب خشبية وأسقف مهترئة وأغطية لا تحول دون البرد، حيث دفعت الظروف بالبعض للمغامرة والعودة إلى تركيا بطريقة غير شرعية بنفس الطريقة التي قدموا بها وسط غلاء كبير في المعيشة"، مشيرا إلى أن غالبية العائدين تم القبض عليهم من قبل خفر السواحل التركي وتم ترحيلهم إلى سوريا من جديد.

 

اقرأ أيضا: بعد تصاعد التوتر.. هل فتحت تركيا أبواب الهجرة لأوروبا مجددا؟

بدوره تحدث سامر سلّوم، وهو لاجئ سوري أيضاً من مدينة "حرستا" بريف دمشق، وأحد الأشخاص الذين نجحوا في العودة إلى تركيا من اليونان عن طريق التهريب، لـ"عربي21" عن رحلته المحفوفة بالمخاطر، وكيف اضطر للسباحة لمسافة قدّرت بنحو كيلومتر ونصف الكيلومتر بمحاذاة الساحل التركي، قائلاً: "قبيل وصولنا بنحو كيلومترات قليلة طلب منا المهرب الذي تقاضى منا أجرا قدره 500 دولار أمريكي أن نسبح بمحاذاة الساحل التركي كي لا يتم اكتشافنا من قبل قوارب خفر السواحل التركي، اضطررنا للسباحة نحو واحد ونصف كيلومتر قبل أن نصل لسواحل مدينة إزمير التركية واختبأنا عدة أيام قبل أن يمضي كل منا إلى حال سبيله".

ويرى سلّوم أنه من الخطأ التوجه إلى أوروبا في هذا الوقت، موضحا أن السلطات اليونانية لن تسمح لأي لاجئ بالمرور إلى أوروبا الغربية، ما لم توافق على طلباتهم إحدى الدول الأوروبية لا سيما وأن تركيا أغلقت أبوابها أمامهم"، مضيفا أن الطريق بين تركيا واليونان أصعب من ذي قبل ولن يتمكن إلا سعيد الحظ من المرور.

التعليقات (0)