صحافة دولية

بافل طالباني محذرا: سيعود تنظيم الدولة في العراق

بافل طالباني: تنظيم الدولة لم ينته وخسرنا بسبب انقساماتنا- جيتي
بافل طالباني: تنظيم الدولة لم ينته وخسرنا بسبب انقساماتنا- جيتي

حذر مدير مكافحة الإرهاب السابق في حكومة إقليم كردستان بافل طالباني، في لقاء مع صحيفة "ديلي تلغراف"، من الاحتفال المبكر بنهاية تنظيم الدولة.

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن طالباني دعا الدول الغربية، بمن فيها بريطانيا، للعمل على وقف المواجهات المستمرة منذ أشهر بين القوات العراقية والبيشمركة. 

وتورد الصحيفة نقلا عن بافل، وهو نجل الزعيم الكردي الراحل ورئيس العراق جلال طالباني، قوله إنه يجب إطفاء "النار" قبل عودة تنظيم الدولة، حيث أنه اعتبر الإعلان عن نهاية التنظيم "تبسيطا"، فقال: "لم ينته تنظيم الدولة، ولم تتم هزيمته.. وكل ما تراه هو زيادة في الحرب غير المتماثلة بشكل يثير الكراهية ويزيد الإرهاب". 

وأضاف بافل: "سيظل هذا الشيء ولن ينتهي، وسيعود باسم جديد، لكنه سيعود أشرس من السابق، ولم ينته تنظيم الدولة في الحد الأدنى". 

ويلفت التقرير إلى أن بافل طالباني تحدث معلقا على ما يقوم به في لندن، قائلا: "أنا في لندن لإقناع المجتمع الدولي من أجل المساعدة في استئناف المفاوضات بين حكومة إقليم كردستان وبغداد في أسرع وقت ممكن وقبل أن يتدهور الوضع"، وأضاف: "يجب إطفاء الحريق قبل أن نتقدم للأمام"، في إشارة منه إلى الاستفتاء الذي نظمه زعيم إقليم كردستان في حينه مسعود بارزاني في 25 أيلول/ سبتمبر، وطالب باستقلال كامل للإقليم عن العراق. 

وتفيد الصحيفة بأن حكومة إقليم كردستان تعمل منذ عام 2003 على أنها حكومة مستقلة عن بغداد، حيث صوتت نسبة 90% من سكان الإقليم لدعم الاستقلال، مستدركة بأن هذا التحرك أدى إلى شجب دولي ومعارضة أمريكية وإقليمية، خاصة من تركيا وإيران، وأدى إلى مواجهة بين القوات العراقية والبيشمركة، أنتهت بالسيطرة على كركوك ومعظم المناطق التي سيطر عليها الأكراد وكانت تحت حكم تنظيم الدولة. 

وينوه التقرير إلى أن الأكراد خسروا في أيام ما حققوه في عقد من الزمان، خاصة مدينة كركوك الغنية بالنفط، التي كانت تحت سيطرتهم منذ عام 2003، مشيرا إلى أن بافل طالباني يعتقد أن ما حدث أعاد قضية الاستقلال الكردي لعقد من الزمان. 

 

وتذكر الصحيفة أن حكومة إقليم كردستان تواجه مشكلة، فلا تزال الطائرات الدولية إلى مطار إربيل معلقة، ولم تعد كركوك، التي يعدها الأكراد جزءا لا يتجزأ في مشروعهم الاستقلالي، تحت سيطرتهم، بل في يد القوات العراقية، فيما غادرت مئات العائلات الكردية بشكل أدى إلى أزمة لاجئين، بالإضافة إلى أن خسارة الإقليم موارد النفط وضعت الاقتصاد على حافة الانهيار، ولم يعد لدى الحكومة المال الكافي لدفع رواتب الموظفين. 

 

وبحسب التقرير، فإن بافل دعا في أثناء  اجتماعه مع وزير الدولة في الخارجية البريطانية ومسؤول ملف الشرق الأوسط أليستر بيرت، لدور بريطاني لدفع الحكومة العراقية المشاركة في حصة النفط مع حكومة إقليم كردستان، 17% بحسب الدستور العراقي، وقال بافل: "كل شيء يمكن مناقشته بالتفصيل كجزء من حل أكبر، لكننا نريد الرواتب لمساعدة الناس، وهم يريدون رواتبهم.. ليس من العدل معاقبة الشعب الكردي لأخطاء ارتكبها بعض السياسيين". 

وتقول الصحيفة إن بافل، الذي ولد في بغداد، ونشأ في بريطانيا، برز بصفته شخصية غربية عمل من أجل قضية استقلال الأكراد والاتحاد الوطني الكردستاني الذي أنشأته عائلته، وشغل منصب مسؤول مكافحة الإرهاب في البيشمركة، وعمل مع الأمريكيين طوال العقد الأول من القرن الحالي، وأصبح مدير طاقم والده ورجل دولة يحب الحديث عن اللقاءات التي أجراها مع المسؤولين في منطقة الشرق الأوسط.

 

ويبين التقرير أن بافل طالباني أكد أنه لا يحمل حقدا تجاه المجتمع الدولي، خاصة أن الجميع من واشنطن ولندن وطهران وبغداد كانوا صريحين في حديثهم عن تداعيات الاستفتاء، وقال: "كانت الأوراق كلها على الطاولة، وقيل لنا ماذا سيحدث، ولو لم تقولوا لنا، لوصفت الوضع بالخيانة، لكن الجميع أخبرونا بما سيحدث". 

وتكشف الصحيفة عن أن بافل يتهم القيادة الكردية، بما فيها اللوم الأكبر على حزبه للعناد والانقسام، ويتهم بشكل واضح المستشارين وشركات العلاقات العامة الأجنبية، التي دفعت، كما يقول، بارزاني، لما وصفه بـ"الخطأ الهائل". 

ويقول بافل إن القيادة الكردية تجاهلت صفقة الـ 11 ساعة، التي توصل إليها مع الأمريكيين، الذين نقل موافقتهم على دعم الاستفتاء لو تم تأجيله لمدة عامين؛ لئلا يتدخل في الحملة ضد تنظيم الدولة أو يؤثر على فرص رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي في الفوز في انتخابات عام 2018، وينفي بافل جملة وتفصيلا الاتهامات التي وجهت له وللقيادة العسكرية بالتواطؤ الجبان مع القوات العراقية والكارثة التي أعقبت الاستفتاء. 

 

وتورد الصحيفة عن بافل، قوله: "كانت معادلة رياضية بسيطة"، وهي أن البيشمركة لم يكن لديها لا العتاد ولا الرجال لهزيمة القوات التي هاجمتهم، وقال: "قلت لهم قبل القتال، احذروا هذا الجانب لكنهم قالوا: البيشمركة شجعان"، وأضاف: "صحيح أن البيشمركة شجعان لكن لا يمكنهم عمل شيء أمام دبابة". 

وتختم "ديلي تلغراف" تقريرها بالإشارة إلى أن ما حدث يجب أن يكون صيحة تحذير لدفن الخلافات التاريخية، بما فيها تلك التي بين عائلته وعائلة بارزاني، وأضاف: "نحن بحاجة لترتيب بيتنا وتوحيد الصوت الكردي.. ولو خسرنا إقليم كردستان وقسمنا العراق وبدأ التلاعب بنا محافظة ضد أخرى، فلن يهم من يحكم هذه أو تلك".

التعليقات (1)
مازن
الأحد، 17-12-2017 08:38 م
القيادة السياسية الكردية للحزبان الرئيسيان لا يهبئان بمصير الشعب الكردي. هذان الحزبان يتاجران بالقضية الكردية وما يهمهما هو نفوذ العائلتين البارزاني والطالباني