سياسة عربية

المعارك تتصاعد شرق إدلب وحركة نزوح كثيفة للمدنيين

إدلب تتعرض لقصف مستمر من النظام وروسيا والضحايا أغلبهم مدنيون- أ ف ب
إدلب تتعرض لقصف مستمر من النظام وروسيا والضحايا أغلبهم مدنيون- أ ف ب

يتواصل نزوح المدنيين من المناطق الشرقية في محافظة إدلب، وذلك على إثر اشتداد المواجهات التي تدور في ريفي حماة الجنوبي وإدلب الشرقي بين قوات النظام وحلفائه من جهة، وفصائل من الجيش الحر و"هيئة تحرير الشام" من جهة أخرى.

وهربا من القصف الشديد الذي تتعرض له المدن والبلدات المحاذية لمناطق الاشتباك، توجه الآلاف من المدنيين إلى مخيمات ريف إدلب الشمالي المتاخم للحدود التركية، وسط غياب تام لدور المنظمات الإنسانية في استقبال النازحين.

وأفاد الناشط الصحفي محمد كساح، بتصاعد موجات النزوح من ريف حماة الشمالي والشرقي وريف إدلب الجنوبي باتجاه عمق محافظة إدلب، خصوصا بعد المجازر التي ارتكبتها مقاتلات يعتقد بأنها روسية في بلدة معرشورين بريف إدلب.

ولفت كساح في حديثه لـ"عربي21" من إدلب، إلى ارتفاع وتيرة المعارك التي يشنها النظام بهدف الوصول إلى مطار "أبو الظهور العسكري" شرق إدلب، من محوري ريف حماة الشمالي الشرقي، وريف حلب الجنوبي.

وأشار إلى أن قرى عدة باتت خالية من السكان، من بينها "البارودية والحمراء والقناطر وجب العثمان وقصر ابن وردان"، لافتا إلى أن النازحين من هذه المناطق لا يجدون وجهة آمنة للنزوح، ما يضطرهم مع صعوبة التنقل إلى السكن مؤقتا في مناطق تتعرض لقصف جوي بشكل مستمر.

 

اقرأ أيضا: مجزرة بإدلب وضحايا من الأطفال.. وموسكو تنفي مسؤوليتها


من جانبه، أكد الناشط الإعلامي مصطفى النعيمي، أن قرى ناحية سنجار بريف إدلب الجنوبي تشهد حركة نزوح كبيرة كونها قريبة من مناطق الاشتباك، مع النظام من جهة ومع تنظيم الدولة من جهة أخرى.

وأضاف النعيمي، العامل في مجال التوثيق، أن الكثير من العائلات النازحة استقرت في مناطق زراعية عشوائية.

 

وقال لـ"عربي21" إن "الظروف المناخية الصعبة ودرجات الحرارة المنخفضة تزيد من قتامة المشهد، وتضاعف من معاناة النازحين".

المواجهات العسكرية تتصاعد

وميدانيا، أكدت مصادر إعلامية موالية وصول قوات "الفرقة الرابعة" التي يقودها ماهر شقيق رئيس النظام السوري بشار الأسد إلى ريف حماة.

وفي ظل هذه الأجواء يعتقد الكثير من المراقبين أن المعارك متجهة للتصعيد، خصوصا أن خطة قوات النظام باتت واضحة، بسبب مسار القصف الجوي الذي يهدف إلى تفريغ الطرق التي تفصل قوات النظام عن مطار "أبو الظهور العسكري" في كل من ريف حماة الشمالي وريف حلب الجنوبي.

الائتلاف يطالب بتحرك دولي

في غضون ذلك، أدان الائتلاف السوري المعارض المجزرة التي يعتقد بأن طائرات روسية قد نفذتها في بلدة معرشورين في ريف إدلب، التي أسفرت عن مقتل 16 مدنيا.

وأوضح الائتلاف في بيان وصل "عربي21" أن أربع طائرات روسية أغارت مساء الثلاثاء الماضي على الأحياء السكنية ومنازل المدنيين وسط معرشورين.

 

وقال: "أغار طيران الاحتلال على بلدتين مجاورتين، في هجوم يأتي بعد يومين فقط من مجزرة أخرى بالقنابل الفسفورية والنابالم الحارق المحرمة دولياً على مدينة خان شيخون بريف إدلب، خلفت 17 شهيداً ومصاباً، معظمهم نساء وأطفال".

وطالب الائتلاف بتحرك دولي يوقف جرائم روسيا والنظام، مشددا على أن التصريحات التي يطلقها ممثلو الدول الفاعلة لا تشكل ضغطا على النظام والاحتلال الروسي، إضافة إلى أنها لن تعفي المجتمع الدولي من مسؤولياته القانونية والإنسانية تجاه إنقاذ المدنيين وحفظ السلم والأمن في سوريا.

يذكر أن وزارة الدفاع الروسية كانت نفت الأربعاء صحة الأنباء التي تناقلتها بعض وسائل الإعلام عن مسؤولية سلاح الجو الروسي، زاعمة أن "الطيران الحربي الروسي لم يشن ضربات جوية على المركز السكني معرشورين في محافظة إدلب في سوريا".

التعليقات (0)