ملفات وتقارير

ما دلالة زيادة عدد المسجلين في الانتخابات الليبية المنتظرة؟

 الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا ستجري خلال العام المقبل- أرشيفية
الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا ستجري خلال العام المقبل- أرشيفية

أعلنت المفوضية العليا للانتخابات في ليبيا، أن المجموع التراكمي للمسجلين بالانتخابات منذ فتح باب التسجيل وصل إلى 83,550، بينهم 50,324 ناخب من الرجال، في حين تم تسجيل 33,226 من النساء.

وأوضحت المفوضية أن إجمالي الناخبين الجدد الذين تم تسجيلهم بداية من تاريخ 13 كانون أول/ ديسمبر الجاري حتى 23 من الشهر بلغ 20,181 ناخب، وأن المسجلين ضمن سجل الناخبين بداية من انتخابات الهيئة التأسيسية، ثم مجلس النواب، إلى جانب المُسجلين الجدد بلغ 1,570,759 ناخبا.

ووفقا لخطة المبعوث الأممي إلى ليبيا، غسان سلامة ستجرى الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في ليبيا خلال العام المقبل.

شروط كافية


من جهته، أكد المبعوث الأممي غسان سلامة أن "التحضير للانتخابات يتطلب أشهرا وأشهرا، مضيفا :"ولن نقدم على هذه الانتخابات إلا بعد توفر ما نعتبره شروطا كافية لإجرائها، ومنها: الإقبال على الانتخابات والظروف الأمنية، وكذلك ضمان قبول نتيجة هذه الانتخابات"، وفق تصريحات صحفية.

 

اقرأ أيضا: لهذه الأسباب تصر فرنسا على عقد الانتخابات الليبية 2018

ورأى مراقبون أن الإقبال الكبير على التسجيل في الانتخابات خلال أيام قليلة، يؤكد حرص الشعب الليبي على المضي قدما نحو العملية الانتخابية لاختيار أجسام جديدة تمثله، وأن هذا الإقبال سيؤثر إيجابيا على البعثة الأممية والمفوضية للمسارعة في تحديد موعد هذه الانتخابات.

والسؤال: ما الضامن الدولي والمحلي لإجراء انتخابات نزيهة في ليبيا خلال 2018؟.

رد فعل

من جانبه، أشار عضو المؤتمر الوطني (أول سلطة تشريعية منتخبة في ليبيا)، فوزي العقاب إلى أن "زيادة تسجيل الناخبين هو سلوك منطقي وردة فعل على الوضع الاقتصادي الصعب والانسداد السياسي وفشل القادة السياسيين في إيجاد حل للأزمة".

وأضاف في تصريحات لـ"عربي21"، أن "قيام الانتخابات لا علاقة له بقناعة الأمم المتحدة من عدمها، هو قرار محلي، لكن الانتخابات ليست تحت الطلب، وهي عملية مرتبطة بشروط قانونية وسياسية وفنية وأمنية واقتصادية، وهذه الشروط غير متوفرة الآن في ليبيا"، وفق قوله.

سيف القذافي وحفتر


وقال عضو منظمة "تكاتف" الليبية (مستقلة)، أحمد التواتي، إن "الإقبال على التسجيل له منطلقان: الأول: ما يسوقه إعلام النظام السابق بأن سيف القذافي سيكون مرشح، وبالتالي حث الكتلة الانتخابية الموالية على التسجيل، والثاني: خيبة الأمل التي أصيب بها أنصار مشروع تفويض "حفتر" بعدما خذلهم "المشير" وأعلن مرغما تأييده للانتخابات، ومن ثم سيسجل مؤيدوه".

وتابع في حديثه لـ"عربي21": "زيادة الكتلة التصويتية ستضفي مشروعية أكبر، لكن الأمم المتحدة ومبعوثها لا يحتاجون إلى إقناع، لأنهم أكدوا أن الانتخابات هي الحل، لكن المشكلة في الأطراف الليبية التي لا يمكن اقناعها بانتخابات تفقدهم امتيازاتهم، لكن الشارع أصبح واعيا بذلك".

وقال الناشط الليبي في المجتمع المدني، أحمد الشركسي، إن "هناك إصرار كبير لدى مفوضية الانتخابات لخوض هذا الغمار، لذا عدد المسجلين يتزايد والشعب أكثر إصرارا وإلحاحا لنسف الأجسام الموجودة حاليا عبر الصناديق".

وأوضح أن "زيادة المسجلين سيكون له تأثيرا إيجابيا على البعثة الأممية ومبعوثها الذي يصر على إتمام هذه العملية وضمان نزاهتها"، كما قال لـ"عربي21".

انقسام


الصحفي الليبي، محمد عاشور العرفي، رأى من جانبه؛ أنه "من غير الواضح تفسير معايير الزيادة التي تقصدها المفوضية العليا للانتخابات، لكن الشارع منقسم إلى رأيين: الأول رافض للانتخابات لاعتبارات مختلفة، وآخر يرى فيها الخلاص من حالة الانسداد والترهل السياسي الراهنة".

واستدرك في حديثه لـ"عربي21": "لا يزال الموقف من حجم إقبال الناخبين على التسجيل بحاجة إلى التريث، فقناعة الناس بجدوى التسجيل لم تنضج بعد"، حسب قوله.

 

اقرأ أيضا: السراج يطالب باتخاذ مواقف حازمة ضد معرقلي الاتفاق السياسي

من جهته قال المحلل السياسي الليبي، محمد فؤاد، إنه "في ظل انعدام الحل السياسي ربما يدفع المجتمع الدولي في اتجاه الانتخابات رغم العراقيل القانونية والأمنية"، مضيفا لـ"عربي21": "هناك تجارب سابقة قامت بها الأمم المتحدة كأفغانستان مثلا وتم الاعتراف بنتائج الانتخابات رغم أن المشاركة لم تصل إلى 20%"، وفق رأيه.

التعليقات (0)