علوم وتكنولوجيا

سنودن يقدم تطبيقا هاتفيا يمكنه حراسة حاسوبك أثناء غيابك

تطبيق هافن
تطبيق هافن
نشر موقع "ذي إنترسيبت" الأمريكي مقالا لمهندس السلامة المعلوماتية ومطور البرمجيات، ميكاه لي، استعرض فيه خاصيات تطبيق هاتفي جديد، شارك في تطويره وإطلاقه الناشط والمبلّغ، إدوارد سنودن؛ بهدف حماية الحواسيب الشخصية من الاختراق والتجسس وسرقة البيانات أثناء غياب أصحابها عن المنزل أو غرفة الفندق.

وقال الكاتب، في هذا المقال الذي ترجمته "عربي21"، إن الكثير من الصحفيين، والنشطاء، والعاملين في مجال المعلوماتية، يحملون معهم حواسيبهم الشخصية أينما سافروا. وعادة ما تحتوي هذه الأجهزة على معلومات حساسة، مثل رسائل المحادثات، والبريد الإلكتروني، والأرقام السرية، ومفاتيح فك التشفير، إلى جانب بعض المشاريع التي قد يكون صاحب الجهاز بصدد العمل عليها.

وأضاف الكاتب أن معظم الأشخاص عادة يقومون بتشفير ذاكرة حواسيبهم، لكن هذا غير كاف لحمايتها. فالمعتدي الذي يرغب في الاطلاع على خصوصيتهم أثناء غيابهم يمكنه تجاوز هذه الحماية بكل سهولة. وقد يكون هذا المعتدي جاسوسا أو عاملة في خدمة تنظيف الغرف في الفندق، ويمكنه فتح الجهاز وقضاء دقائق قليلة في تجاوز أنظمة الحماية، ناهيك عن إمكانية زرع برنامج تجسس في الجهاز. وعندما يعود صاحبه إلى غرفة يواصل استعماله دون أن يشعر بالتغيير الحاصل، وهذا يجعله تحت المراقبة طوال الوقت.

وقال الكاتب إن إدوارد سنودن وأصدقاءه وجدوا حلا لهذه المعضلة، فقد ظل هذا الموظف السابق في وكالة المخابرات الأمريكية، الذي قام بفضح برنامج التجسس الأمريكي، يعمل لفترة على تطبيق جديد يشتغل على نظام أندرويد، اسمه "هيفن"، الذي يمكن لأي شخص تحميله على هاتفه الذكي الزائد عن حاجته؛ لتحويله إلى جهاز حراسة لحاسوبه الشخصي.

وأوضح الكاتب أن تطبيق "هيفن" يستخدم كل المستشعرات الموجودة في الهاتف الذكي، على غرار الميكروفون، ومستشعر الحركة، ولاقط الضوء، والكاميرا، لمراقبة أي تغيير في الغرفة، ثم يسجل كل ما يلاحظه. وقد أطلقت أول نسخة تجريبية من هذا التطبيق فعلا، وهي متوفرة الآن على متجر تطبيقات أندرويد الرئيسي "بلاي ستور"، ومتجر "أف-درويد" البديل. وقد ساعد سنودن في تطوير هذه البرمجية عبر مشروع يشرف عليه هو بنفسه ضمن "مؤسسة حرية الصحافة".

وذكر الكاتب أنه يمثل شريكا لسنودن في عضوية هذه المؤسسة، وقد شارك بنفسه في المساعدة على تطوير التطبيق، من خلال تجربته لمدة تسعة أشهر. ولعل هذا ما يتيح له إمكانية تقييمه بكل موضوعية، واستعراض الجوانب الإيجابية والسلبية في هذا الابتكار المثير، الذي يمكنه من تحويل أي جهاز أندرويد إلى نظام مراقبة متكامل.

وأكد الكاتب أن تطبيق "هيفن" يمثل حلا خارجيا لمشكلة لطالما حاول صانعو الحواسيب حلها داخليا؛ إذ إن بعض الحواسيب على سبيل المثال مزودة بنظام الإقلاع الآمن الذي يحميها من عمليات الاختراق وتغيير الشيفرات. ولكن هناك عدة ثغرات تجعل هذا الحل غير آمن، حيث يبقى الجهاز عرضة لهجمات المخترقين، الذين يمكنهم الوصول إلى طريقة تشفير الجهاز، أو زرع شيفرات أخرى خبيثة.

وأوضح الكاتب الطريقة التي يعمل بها تطبيق "هيفن"، إذ إن الأشخاص الذين يضطرون لترك حواسيبهم المحمولة في غرفة الفندق مثلا، يشعرون بأن هذا الأمر غير آمن، خاصة في حال امتلاكهم لمعلومات حساسة، لذلك يمكنهم وضع الهاتف الذكي المزود بتطبيق "هيفن" فوق الحاسوب.

أما إذا قام شخص ما بالولوج إلى الحاسوب أثناء غياب صاحبه، فإن الهاتف الذكي، عبر مستشعر الضوء، سوف يلتقط التغيير الذي يطرأ على الإضاءة في الشاشة، والميكروفون سوف يسمع صوت تشغيل الجهاز أو حتى صوت الشخص المخترق نفسه، بالإضافة إلى وجود مستشعر الحركة الذي سوف يكشف أي محاولة لتحريك الجهاز من مكانه. كما يمكن للكاميرا تصوير وجه ذلك المعتدي، وسيقوم تطبيق "هيفن" بشكل فوري بتخزين كل هذه المعلومات.

وأضاف الكاتب أنه يمكن برمجة تطبيق "هيفن" حتى يرسل لصاحبه إشعارات فورية، في حال اكتشافه لشيء يثير الريبة، التي تصل مباشرة إلى الهاتف الآخر الذي يحمله صاحبه معه أينما ذهب. كما يمكن للمستخدم اختيار الحصول على إشارات مشفرة يصعب على الآخرين التقاطها أو فهمها، ويمكن أيضا استقبالها عبر إرسالية نصية قصيرة، وهو خيار يمكن للآخرين اكتشافه بسهولة، لكنه يعد أكثر موثوقية.

كما أوضح الكاتب أن تطبيق "هيفن" لا يستخدم فقط للحماية من عمليات التجسس الخطيرة، بل يمكن استخدامه أيضا في المنازل وبين أفراد العائلة الواحدة، لحماية الحاسوب من الاختراق والاستخدام غير المرغوب فيه. وفي هذا الإطار، أوردت إيفا غالبرين، مديرة "مؤسسة الحدود الإلكترونية للسلامة المعلوماتية"، أن "تطبيق "هيفن" يمكن أن يكون مفيدا أيضا للمراهقين الذين يخشون من تعرضهم لسوء المعاملة أو تدخل الآخرين في شؤونهم، أو أولئك الذين يعيشون في سكن مشترك مع أشخاص آخرين ويريدون حماية خصوصيتهم".

في المقابل، حذرت غالبرين من أن "الجانب السلبي في هذا التطبيق يتمثل في أنه يمكن أحيانا أن يثير الفزع دون موجب، باعتبار أنه يقوم بالتقاط أي إشارة حركية، أو ضوئية أو صوتية. ويمكن لمستخدم هذا التطبيق أن يتلقى العشرات من رسائل التحذير المزعجة، ولدى عودته إلى غرفته يجد أنها كانت غير ضرورية؛ لأن من دخل إلى الغرفة هو مجرد عامل تنظيف يؤدي عمله بكل عفوية".

وفي الختام، أشار الكاتب إلى أن تطبيق "هيفن يمكن استخدامه كنظام أمني رخيص وبديل، من أجل اكتشاف أي محاولة لاقتحام الملكية الخاصة أو الاعتداء عليها. وفي هذه الحالة، يمكن ترك الجهاز في وضعية تسمح له بتصوير المكان وإرسال الصور مباشرة عند التقاطه لأي حركة، ويمكن أيضا الاستفادة من هذه الخاصية بالنسبة لعشاق الطبيعة، من أجل التقاط الصور النادرة للحيوانات، والأمر ذاته بالنسبة لنشطاء حقوق الإنسان، الذين يسعون لتوثيق الاعتداءات وعمليات الاختفاء القسري.
0
التعليقات (0)