ملفات وتقارير

صحيفة إيطالية: هل تعد سنة 2017 نهاية تنظيم الدولة؟

تنظيم الدولة انبثق من تنظيم القاعدة في العراق وتعززت قوته إبان اندلاع ثورات الربيع العربي - أرشيفية
تنظيم الدولة انبثق من تنظيم القاعدة في العراق وتعززت قوته إبان اندلاع ثورات الربيع العربي - أرشيفية

نشرت صحيفة "لي أوكي ديلا غويرا" الإيطالية تقريرا سلطت من خلاله الضوء على وضع تنظيم الدولة في العراق وسوريا خاصة بعد الهزائم التي لحقت به في الفترة الماضية، وتمكن القوات العراقية والسورية من استرجاع آبار النفط والمناطق التي كانت تحت سيطرته. فهل ستكون سنة 2017 النهاية الفعلية لتنظيم الدولة؟

وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إن حالة الفوضى التي طغت على العراق بين أواخر سنة 2013 وبداية سنة 2014 كانت السبب المباشر في سقوط الفلوجة بين أيدي تنظيم الدولة، حيث أعلن نوري المالكي عن فقدان السيطرة على المدينة وتمكن تنظيم الدولة من اكتساب موطئ قدم له في العراق.

والجدير بالذكر أن تنظيم الدولة انبثق من تنظيم القاعدة في العراق، وتعززت قوته إبان اندلاع ثورات الربيع العربي سنة 2011، فضلا عن تولد حالة من الاحتقان والتهميش في محافظة الأنبار ما جعلها ترتمي في أحضان تنظيم الدولة وتقدم كل الدعم له. وقد كانت هذه العوامل المساهم الرئيسي في توسع تنظيم الدولة في العراق وبسط نفوذه.

وأضافت الصحيفة أنه في شهر حزيران/ يونيو من سنة 2014، أعلن زعيم تنظيم الدولة، أبو بكر البغدادي، عن قيام دولته التي تمتد بين سوريا والعراق بعد أن تمكن مقاتلو التنظيم من إحكام سيطرتهم على مدينة الموصل، ثاني أكبر مدن العراق، معلنين عن انصهار الحدود بين سوريا والعراق.

في تلك الأثناء، عانى اليزيديون تحت حكم تنظيم الدولة من الاستعباد والقتل. ونتيجة لذلك، أنشأت الولايات المتحدة تحالفا دوليا لمحاربتهم. وفي السابع من آب/ أغسطس من سنة 2014، شنت الطائرات الأمريكية غارات جوية ضد تنظيم الدولة بهدف حماية الأقلية اليزيدية في البلاد، وصد هجمات تنظيم الدولة على مدينة أربيل، في كردستان العراق.

وبينت الصحيفة أنه منذ خريف سنة 2015 بدأ تنظيم الدولة يفقد سيطرته على بعض المناطق، ففي شهر تشرين الأول/ أكتوبر، تمكنت القوات المسلحة النظامية العراقية من استعادة مدينة بيجي في محافظة صلاح الدين. وفي شهر تشرين الثاني/ نوفمبر تمكنت قوات البيشمركة من تحرير مدينة سنجار من قبضة تنظيم الدولة. وفي موفى سنة 2015، تمكنت القوات العراقية من السيطرة على مدينة الرمادي.

وخلال أيار/ مايو من سنة 2016، تمكنت القوات العراقية من التقدم في اتجاه مدينة الفلوجة، وبفضل الدعم الأمريكي الذي تحظى به بغداد، نجحت في إحكام سيطرتها على المدينة  في شهر حزيران/ يونيو من نفس السنة. لتعلن الحكومة العراقية أن تنظيم الدولة فقد سيطرته على آبار النفط في كامل العراق.

وأضافت الصحيفة أنه على ضوء هذا التقدم، تمكنت القوات العراقية من استرجاع عدة قرى يقطنها المسيحيون على غرار بلدة قره قوش، التي كانت خاضعة لسيطرة تنظيم الدولة. كما نجحت القوات الكردية بمساعدة اليزيديين في استرجاع المناطق التي يقطنها اليزيديون غرب الموصل، والذي شكل بدوره تهديدا لتنظيم الدولة.

وفي شهر كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2016، بدأت أول محاولات القوات العراقية في استعادة مدينة الموصل. وفي التاسع من تموز/ يوليو من سنة 2017، تمكنت القوات العراقية من تحرير المدينة، التي تعد من أبرز معاقل تنظيم الدولة. وقد تواترت الهزائم التي لحقت بتنظيم الدولة ليخسر آخر معاقله في العراق، في التاسع من كانون الأول/ ديسمبر الماضي.


وذكرت الصحيفة أنه خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر أعلن الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، النصر الكامل على تنظيم الدولة في سوريا، مع العلم أن هذا الانتصار خلف آلاف الضحايا في صفوف المدنيين. وتجدر الإشارة إلى أن أولى المعارك ضد تنظيم الدولة في سوريا، التي قادها الجيش السوري المدعوم من قبل روسيا، انطلقت خلال شهر كانون الأول/ ديسمبر من سنة 2016، ليتمكن من بسط سيطرته على محافظة حلب.
 
وأفادت الصحيفة بأن تنظيم الدولة هُزم في ثلاث معارك رئيسية. أولا في معركة الرقة، وقد شنها الأكراد بدعم من الولايات المتحدة الأمريكية، لتسقط في النهاية "عاصمة تنظيم الدولة" بعد اشتباكات عنيفة بين مقاتلي تنظيم الدولة والأكراد. أما المعركة الثانية فكانت في بلدة البوكمال بالقرب من الحدود العراقية، وهي الهزيمة التي تحمل في طياتها ضربة قاضية لتنظيم الدولة، ويعزى ذلك إلى موقعها الإستراتيجي.

وكانت المعركة الأخيرة في محافظة دير الزور، والتي دامت ثلاث سنوات بين تنظيم الدولة وقوات الجيش السوري. وفي الرابع من تشرين الثاني/ نوفمبر، تمكنت قوات النظام من تحرير الرقة من قبضة تنظيم الدولة.

وفي الختام، أكدت الصحيفة أن انهيار تنظيم الدولة وخسارته لأهم معاقله في الموصل والرقة قد تكون نهاية مؤقتة، خاصة بسبب تراجع عناصره إلى الصحراء إلا أنه من الممكن أن يعيد تجميع صفوفه. ولكن المعطى الوحيد المؤكد في الوقت الحالي هو أن الصورة المهيبة لتنظيم قد تزعزعت وخارت قواه.

التعليقات (0)