ملفات وتقارير

هيستيريا إعلامية بمصر.. وتحقيق رسمي بشأن "التسريبات"

شن إعلاميون مصريون هجوما لاذعا على الصحيفة بينهم عمرو أديب الذي اتهمها بالتعاون مع الإخوان المسلمين- أرشيفية
شن إعلاميون مصريون هجوما لاذعا على الصحيفة بينهم عمرو أديب الذي اتهمها بالتعاون مع الإخوان المسلمين- أرشيفية

تعرضت صحيفة "نيويورك تايمز"، إحدى أكبر الصحف الدولية، لردود فعل قاسية من قبل الأذرع السياسية والإعلامية للنظام العسكري الحاكم في مصر، على خلفية ما نشرته من تسريبات طالت النظام المصري.

"نيويورك تايمز" التي أُسست عام 1851، وحصلت على 95 جائزة "بوليتزر"، ولم تحصل على مثلها أية صحيفة بالعالم، وتحظى بتأثير وسط النخب الأمريكية ودوائر صنع القرار؛ أثارت غضب النظام المصري بما نشرته السبت الماضي، من تسريبات حصل عليها الصحفي "ديفيد كيركباتريك".

وأجبرت التسريبات مصر على الرد رسميا على لسان وزير خارجيتها، سامح شكري، كما اضطرت النائب العام المصري إلى طلب فتح تحقيق بالتسريبات.

الصحيفة، كشفت عن 4 اتصالات هاتفية مسجلة بين ضابط مخابرات مصري "أشرف الخولي" وبين الإعلاميين (مفيد فوزي، وسعيد حساسين، وعزمي مجاهد)، و"الفنانة يسرا"، يطالبهم فيها بخطاب رافض لقرار الرئيس الأمريكي بنقل عاصمة بلاده من تل أبيب للقدس، ومعلنا أن توجه النظام غير المعلن هو إقامة عاصمة فلسطينية في "رام الله".

وفي تسريب ثان للصحيفة، الأحد، كشفت فيه أن سلطات الانقلاب مارست ضغوطا على الفريق أحمد شفيق، لمنع ترشحه للانتخابات الرئاسية بمواجهة رأس النظام عبدالفتاح السيسي، فيما أذاعت قناة "مكملين" المحسوبة على جماعة الإخوان المسلمين تلك التسريبات الصوتية.

وفي تعليقه على الهجوم على "نيويورك تايمز" قال الكاتب الصحفي محمد الصباغ، إنه من غير المناسب لمصر في هذه الظروف خسارة صحيفة بهذا الحجم وبما لها من مصداقية وتأثير في دوائر صنع القرار الأمريكي والعالمي.

وتساءل الصباغ في حديثه لـ"عربي21"، قائلا: وماذا عملت الصحيفة كي نهاجمها؛ بل لابد أن نشكرها على ما كشفته لنا من حقائق بحق النظام وأجهزته وتوجهاته.

من جانبه، يتصور الكاتب الصحفي عماد ناصف، أن دور الصحيفة لا يتعدى كونها صحيفة ودور المؤسسات التي تتعرض لها الصحيفة هو دورها كمؤسسة.

ناصف أوضح لـ"عربي21"، أنه في حالة "نيويورك تايمز"، سواء الصحيفة أخطأت أو أصابت فهذا دورها الصحفي، والرد عليها لا يكون بمناقشة أو مهاجمة ما قالته بالبرلمان أو أن تتخذ الحكومات بحقها إجراءات.

وأضاف أن الطريق السليم؛ وهو الرد الرسمي كما فعلت مصر ممثلة في الهيئة العامة للاستعلامات.

وحول خسارة مصر في هذا الظرف التاريخي لصحيفة بهذا الحجم، قال ناصف، إن "مسألة خسارة أو مكسب مصر من الهجوم على الصحيفة تتوقف على الحقيقة فهي هي الأساس في مثل هذه الأمور، فلو أن مع مصر الحق فإن مسألة الخسارة أو المكسب ليست هي المعيار".

على طريقة ترامب

وفي تعليقه، شبه الإعلامي، حازم غراب، تعامل الإعلام المصري مع تسريبات الصحيفة الأمريكية بطريقة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، مع الصحف التي تنتقد قراراته، وقال لـ"عربي21": "هم يسيرون على درب سيدهم ترامب في الهجوم على الميديا التي تفضحهم".

ردود الأفعال الرسمية المصرية تنوعت بين تكذيب الهيئة العامة للاستعلامات الحكومية لتلك التسريبات، ووصف تقرير الصحيفة بـ "غير المهني"، إلى جانب قول وزير الخارجية المصري سامح شكري، بمداخلة هاتفية مع الإعلامي عمرو أديب، بفضائية "ON E"، الاثنين، إن ما نشر من تسجيلات جاء من أجل أغراض سياسية، ولا أساس له من الصحة.

 

بدوره، أمر النائب العام المستشار نبيل أحمد صادق الثلاثاء، بإجراء تحقيق عاجل في ما نشرته صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية، من أخبار تتعلق بمصر من شأنها المساس بالأمن والسلم العام وإلحاق الضرر بالمصلحة العامة.

وتولت نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار خالد ضياء المحامي العام الأول للنيابة، التحقيقات في تلك الواقعة.

ردح إعلامي

كما شن إعلاميون مصريون هجوما لاذعا على الصحيفة، بينهم عمرو أديب، الذي اتهمها والصحفي "ديفيد كيركباتريك" بالتعاون مع جماعة الإخوان المسلمين، متسائلا السبت، عبر برنامجه بفضائية "ON E"، عن الطريقة التي وصلت بها التسجيلات المسربة من نيويورك تايمز لفضائية "مكملين" و"الشرق".

 



أما رئيس التحرير التنفيذي لجريدة "الأسبوع" محمود بكري، فقال لفضائية "المحور"، السبت إن تقرير الصحيفة الأمريكية يستهدف تشويه صورة مصر وأن هناك مخططا تمارسه بعض وسائل الإعلام الغربية بالتعاون مع "الإخوان".

 

 


من جانبه، كال الكاتب الصحفي خالد صلاح، الاتهامات للصحيفة عبر فضائية النهار، الأحد، وقال إن "نيويورك تايمز" تستهدف مصر بشكل قطعي، كما تهدف إلى زرع الشك والفتنة والريبة بالمجتمع، مضيفا أن "هناك فبركة حدثت حتى يخلق (الإخوان) مادة إعلامية يعيدوا بها التربص بالنظام".

والأحد، في مداخلة له بفضائية "الحدث اليوم"، قال رئيس الهيئة العامة للاستعلامات، ضياء رشوان، إن تقرير الصحيفة الأمريكية "كاذب" وأعلن تحديه لمُراسل "نيويورك تايمز" حول وجود ضابط مخابرات باسم "أشرف الخولي".

 



والاثنين، قال مستشار أكاديمية ناصر العسكرية هشام الحلبي، لفضائية "ON E"، إن هذا شكل من أشكال الحروب الرابع يستهدف المدنيين لترويج أكاذيب وشائعات وإن "نيويورك تايمز" تخاطب الرأي العام الأجنبي لرسم صورة خاطئة عن مصر.

هجوم برلماني

وبرلمانيا، وبالجلسة العامة للبرلمان الاثنين، دعا النائب والإعلامي سعيد حساسين، المذكور اسمه بالتسريبات؛ المجلس لتقديم شكوى رسمية ضد "نيويورك تايمز"، واصفا التسريبات بأنها كاذبة، ومتهما الصحيفة بمحاولة إسقاط الدولة، قائلا: "كان لازم نتنبه لكلمة السيسي، عندما تحدث عن فوبيا إسقاط الدولة"، مضيفا أن "هذه الجرائد دأبت على الإساءة لمصر وشعبها والقيادة السياسية".

واتهم أمين لجنة العلاقات الخارجية بالبرلمان، النائب طارق الخولي، "نيويورك تايمز"، بالدأب على استهداف مصر منذ 30 يونيو 2013، والتخصص بنشر الأكاذيب حول مصر، والوصول لدرجة الدونية بتناول أوضاع مصر وتشويهها، وأضاف أن "آخر منشور لها يأتي في إطار خطة استهداف واضحة من الصحيفة".

كما اتهم البرلماني والخبير العسكري حمدي بخيت، "نيويورك تايمز" ومجموعة إعلامية أخرى بالاشتراك بعملية تفتيت المنطقة، والتعاون مع "الإخوان"، ونشر الأكاذيب لصالح أجهزة الاستخبارات التي تستهدف تقسيم المنطقة.

وتحدث البرلماني مصطفى الجندي، عن وجود مؤامرة كبيرة وتعريض مصر لحرب بهدف إسقاط الشعب وليس فقط الدولة والرئيس، وقال إن هناك صحفا عالمية مثل "الجارديان" البريطانية بجانب "نيويورك تايمز" تسعى لإسقاط الدولة منذ 30 يونيو 2013.

أما رئيس مجلس النواب علي عبد العال، فقال إن "الجميع يعرف توجهات (نيويورك تايمز)، ومع من تعمل، ومن يمولها من الحكام العرب، هذه الدويلة الصغيرة تنفق على الصحيفة"، وأضاف أن تقرير الصحيفة يأتي ضمن حملة إعلامية تشتد مع قرب الانتخابات الرئاسية.

ليست وحدها

وأكاديميا، اتهم أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة، سامي الشريف، الإعلام الغربي باتخاذ مواقف مضادة لمصر منذ 30 يونيو 2013، وذكر اسم "الجارديان" و"رويترز" و"نيويورك تايمز"، وقال إن هناك حرص شديد من تلك المؤسسات على تشويه صورة النظام ونشر الأكاذيب وتهييج الرأي العام الدولي ضد مصر.

وزعم الشريف لصحيفة "التحرير"، بوجود فضائيات تتقاضى الملايين من الدولارات من قبل جماعة الإخوان وبعض الدول الداعمة للإرهاب كقطر وتركيا من أجل تشويه الدولة المصرية.

2
التعليقات (2)
مصري جدا
الثلاثاء، 09-01-2018 08:48 م
كل ردود الافعال الرسمية والاعلامية والبرلمانية والحقوقية التابعة للنظام ،،، ما هي الا كم من السباب والشتائم والاساءات فضلا عن فوبيا المؤامرة الكونية التي يعيشها النظام واجهزته ،،، لن يكون هناك اجراء حقيقي لعدة اعتبارات ،، اولها ،، لان القانون الامريكي يعطي الصحف الامريكية كل الحقوق في التعبير عن الرآي لدرجة انهم يهاجمون ترامب شخصيا ويصفونه بوصف قبيح احيانا ولا يملك الا التغريد والهجوم عليهم ،،، ثاتيها ،،، انه في الغالب ان هذه التسريبات صحيحة وبالتالي ستكون الفضيحة بجلاجل كما يقولون ،،، ثالثها ،،، ان المقصود من ردود فعل النظام هو الشعب المصري والعربي وليس الصحيفة ولا اي شعب اخر ،،،، رابعها ،،، ان صحيفة بحجم النيويرك تايمز تعي حيدا ماذا تقول خفاظا على المصداقية وثقة الجمهور ،،، خلاصة الموضوع ما يتم داخل نصر ،،، استهلاك محلي بتوجيه نفس الضابط اشرف الخولي
أبوبكر إمام
الثلاثاء، 09-01-2018 08:21 م
الخيانة والخونة واضحون وضوح الشمس في رابعة النهار والسماء صحو لا سحاب فيها ، وواقع هذه الأنظمة العميلة لا يحتاج إلى تسريب حتى نكشف أسراره ونواياه وما يخفي .