صحافة دولية

ميدل إيست آي: كيف نمت قوة "داعش" بفضل مبيعات النفط؟

داعش نفط
داعش نفط

نشر موقع "ميدل إيست آي" البريطاني تقريرا، تحدث فيه عن المبالغ الضخمة التي ربحها تنظيم الدولة؛ بفضل الصفقات التي أبرمها مع النظام السوري، والعلاقات التي كونها داخل تركيا والعراق.

وقال الموقع، في تقريره الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقا لما ذكره أحد العناصر السابقين في تنظيم الدولة، فقد تمكن التنظيم من جني ملايين الدولارات يوميا، وذلك بعد التوصل إلى عقد صفقات مع النظام السوري، فضلا عن العلاقات التي كونها داخل تركيا والعراق. نتيجة لذلك، أفاد بعض المراقبين بأن تنظيم الدولة قد لفظ آخر أنفاسه، بعد فقدان كل أراضيه تقريبا في كل من سوريا والعراق.

وذكر الموقع أنه في الوقت الراهن لا أحد يهتم لمصير مئات الآلاف من المسلحين وقادة تنظيم الدولة، الذين ما زالوا يتجولون حول المناطق الحدودية، ويختبئون في الصحراء الشاسعة والكهوف السرية والجبال الوعرة. في الأثناء، تمكن بعض المنتمين للتنظيم من العودة إلى الحياة المدنية، حاملين في جعبتهم الكثير من القصص التي تتعلق به.

ولعل من أكثر هذه القصص شهرة تلك التي تتعلق بالصفقات السرية بين تنظيم الدولة وغيره من اللاعبين الرئيسيين في الحرب، بما في ذلك نظام الأسد، التي تم الكشف عنها لأول مرة خلال سنة 2014. وعلى الأغلب، وبفضل شبكة واسعة من الوسطاء عبر الأراضي والمناطق المجاورة، تمكن تنظيم الدولة من عقد صفقات النفط الخام مقابل الحصول على المال.

وأشار الموقع إلى أنه وفقا لما جاء في بعض التقارير، كان تنظيم الدولة يجني قرابة ثلاثة ملايين دولار يوميا من مبيعات النفط في سوريا والعراق. فضلا عن ذلك، أصبحت المنتجات النفطية تمثل العمود الفقري لاقتصاد التنظيم، ما مكن "دولة الخلافة" من الازدهار بسرعة. وفي ظل فقدان تنظيم الدولة للسيطرة تدريجيا على حقول النفط في سوريا والعراق، انخفضت العائدات النفطية إلى 4 ملايين دولار شهريا.

وأكد الموقع أن أبا محمد، البالغ من العمر 30 سنة، وأصله من مدينة الميادين السورية، انضم في أوائل سنة 2014 إلى تنظيم الدولة، وسرعان ما كسب ثقة أحد قادة المجموعة، وتم ترقيته إلى منصب وسيط في إطار العديد من هذه الصفقات التجارية الهامة. وإلى جانب هذه العمليات، تم تعيين أبي محمد في مهام أخرى، حيث بات "موظفا" في دائرة المحاسبات التي تعنى بأجور المنتمين للتنظيم.

ونقل الموقع على لسان أبي محمد أنه كان يحصل على حقيبة مليئة بالدولارات الأمريكية كل شهر. في أوائل سنة 2014، اشتدت الغارات الجوية التي شنها النظام السوري على حقول النفط التي يسيطر عليها تنظيم الدولة في شرق سوريا، وذلك للضغط عليه؛ حتى يتخلى عن حقول النفط أو بيعها له.

وفي هذا السياق، أوضح أبو محمد أنه "في وقت لاحق، قرر أبو الخطاب، المسؤول عن حقل العمر النفطي، الدخول في مفاوضات مع المسؤولين السوريين لتوفير إمدادات النفط لهم بشكل مباشر". وأضاف المصدر ذاته أن "شاحنة الحاويات النفطية التابعة للنظام تتجه إلى حقل عمر النفطي، حيث يتكفل السائق عادة بتسليم المال. وبعد ذلك يرافق مسلحو تنظيم الدولة شحنة النفط حتى تصل إلى الأراضي السورية".

وتابع أبو محمد بأن "كل حاوية تكلف النظام مليون ليرة سورية؛ نظرا لحجمها الكبير". وفي حين أن ادعاءات أبي محمد لا يمكن التحقق منها بشكل مستقل، فقد أكد العديد من أصدقائه وأقاربه هويته وعضويته السابقة في تنظيم الدولة.

 

في سياق متصل، شدد أبو محمد على أنه تم اعتماد النهج ذاته في عقد الصفقات مع عملاء آخرين، مثل تركيا، حيث كانوا يبيعون النفط إلى الأتراك بسعر السوق، علما أن شحنات النفط كانت تمر عبر الحدود التركية بسلاسة.

واستدرك أبو محمد قائلا إنه "على الرغم من أن تركيا نفت تورطها في شراء النفط من قبل تنظيم الدولة، إلا أنها لم تضطلع في شراء النفط من التنظيم فقط، بل غضت الطرف أيضا عن عمليات بيع النفط التي يقوم بها مع أطراف أخرى وسهلت صادراته".

وأفاد الموقع بأن أبا محمد أكد أن العديد من مقاتلي تنظيم الدولة يدخنون سرا ويشربون الكحول. علاوة على ذلك، شبه أبو محمد المنتمين للتنظيم بالمافيا؛ نظرا لقواعد المعيشة الصارمة التي يضعونها، حيث أصبح من المستحيل على الأفراد أن يكسبوا قوتهم دون العمل لصالحه، وهو ما دفعه للانضمام إلى صفوفه.

التعليقات (0)