ملفات وتقارير

ما حقيقة فشل وحدة "يمام" الإسرائيلية في اشتباكات جنين؟

محلل سياسي قال إن "إسرائيل واستخباراتها وعملاءها ليسوا قدرا محتوما حليفه النجاح في كل مرة"- فيسبوك
محلل سياسي قال إن "إسرائيل واستخباراتها وعملاءها ليسوا قدرا محتوما حليفه النجاح في كل مرة"- فيسبوك

اتجهت الأنظار منذ الساعات الأولى من فجر الخميس، صوب منطقة وادي برقين قرب مخيم جنين الفلسطيني بالضفة الغربية المحتلة، عقب اشتباك مسلح مع مقاومين فلسطينيين وعملية عسكرية إسرائيلية، شاركت فيها وحدات خاصة من جيش الاحتلال يطلق عليها "يمام".


وتعد وحدة "يمام" من وحدات الجيش الإسرائيلي المختارة لمكافحة "الإرهاب"، ورغم أن طبيعة عملها تقتصر داخل الأراضي المحتلة التي تسيطر عليها إسرائيل؛ إلا أنها تتولى تنفيذ عمليات خاصة في مدن الضفة عند الحاجة لها، وسبق أن قامت بتصفية أمين سر حركة فتح في طولكرم "ثابت ثابت" في كانون الأول/ ديسمبر من العام 2000.


وفي ظل التضارب في الروايات الرسمية لجيش الاحتلال عن تحقيق العملية الإسرائيلية لأهدافها، والحديث عن استشهاد شاب فلسطيني واعتقال آخرين وانسحاب عدد آخر، تقول الرواية الإسرائيلية إنهم من ضمن "الخلية التي نفذت عملية قتل المستوطن في نابلس" في 9 كانون الثاني/ يناير الحالي؛ تبقى حقيقة نجاح العملية الإسرائيلية أو فشلها لا تزال غامضة.

 

اقرأ أيضا: شهيد فلسطيني وإصابة جنديين باشتباك مسلح في جنين (شاهد)


وفي هذا الإطار، قالت القناة الإسرائيلية الثانية، إن "أحد الأعضاء المركزيين في الخلية التي نفذت عملية نابلس، لم يلقى القبض عليه بعد، ويحتمل أن يكون تحت أنقاض أحد المنازل التي دمرها الجيش خلال عملية الاقتحام لمدينة جنين، أو أنه استطاع الإفلات من المكان".

 

وأشارت القناة إلى أن "الخلية ضمن ما بين 3- 5 عناصر، وكانت القوات التي اقتحمت مدينة جنين انتشرت في أربعة مواقع مختلفة تحصن فيها أعضاء الخلية، وأن من أطلق النار على قوات الجيش متعاون مع الخلية، وليس من ضمن أعضائها الذين تحصنوا في عدد من المباني".


وبحسب ما نقلته القناة الإسرائيلية، فإن الشاب الفلسطيني الذي استشهد هو المتعاون مع الخلية وتم إطلاق النار عليه وقتل.

 

اقرأ أيضا: مواجهات عنيفة مع الاحتلال عقب اشتباكات جنين (فيديو+صور)


وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في تصريحات نقلتها صحيفة هآرتس الإسرائيلية وترجمتها "عربي21"، إننا "سوف نصل إلى أي شخص يحاول الإضرار والمساس بالإسرائيليين".


بدوره، ذكر وزير الجيش الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في تصريحات ترجمتها "عربي21"، إن القوات الإسرائيلية بدأت الليلة الماضية ما أسماه "عملية معقدة وناجحة" للقبض على منفذي عملية قتل الحاخام المستوطن في نابلس.


وأكد ليبرمان أنه سيتم البحث عن منفذي العملية الذين لم تتمكن قواته الخاصة من اعتقالهم أو قتلهم في عملية جنين، مضيفا: "لا يمكنكم الاختباء وسنتعقبكم في كل مكان".


وأشار ليبرمان إلى أنه "تم التعرف على كامل أسماء المنفذين"، مستدركا قوله: "إلا أن ما حدث في جنين الليلة الماضية لا يزال غير واضح".

 

كاميرات الاحتلال عالية التقنية موجودة على كل مفارق الطرق الالتفافية


ونوه وزير جيش الاحتلال إلى أنه تم قتل أو اعتقال غالبية المنفذين، "ويوجد هناك شك في مصير منفذ مركزي للعملية ولا يعرف إذا ما كان تحت الأنقاض أو أنه تمكن من الهرب"، بحسب تعبيره.


بدوره، رجح المحلل السياسي ساري عرابي أن "الاحتلال فشل فشلا ذريعا في مفاجأة الخلية وقتل أو اعتقال كل أعضائها، بحسب ما يمكن استنتاجه من مجريات العملية الإسرائيلية، والمعلومات التي كشف عنها الاحتلال بعد وقت طويل على عمليته".


وأكد عرابي في تحليل اطلعت عليه "عربي21"، أن "بعض أعضاء الخلية على الأقل تمكنوا من الانسحاب، وهذا بصرف النظر عن الأسماء حتى لا ندخل في سجال لا معنى له حولها".


وأوضح عرابي أن الفشل الذريع "لا يتوقف عند عجز دولة مدججة بالجنود والمعدات الحربية وأدوات المراقبة، على تعقب خلية من بضع أفرد واعتقالها؛ بل أساسا في تمكن هذه الخلية من الانسحاب والاختفاء حتى الليلة، في واقع لا يوجد فيه أمنيا ولوجستيا وجغرافيا ما يمكن أن يخدم أي عمل مقاوم".

 

وأضاف أن "واقع العمل المقاوم في الضفة معقد وبالغ الصعوبة، وإمكانية الانسحاب والاختفاء وتضليل العدو مسألة بالغة الصعوبة، ليس فقط بسبب كاميرات الفلسطينيين، ولكن بسبب كاميرات الاحتلال عالية التقنية الموجودة على كل مفارق الطرق الالتفافية، بالإضافة لطول هذه الطرق، وكثرة نقاط الاحتلال عليها".

 

أي عملية من هذا النوع تنطوي على جانب استشهادي مرجح، بمعنى أن الخلية تتشكل لمهمة واحدة فقط


وبين المحلل السياسي أن "الإشكاليات ليست في التنفيذ، بل في الانسحاب والاختفاء، وهذه الإشكالية على حساب الاستمرارية والكثافة"، مؤكدا أن أي عملية "من هذا النوع تنطوي على جانب استشهادي مرجح، بمعنى أن الخلية تتشكل لمهمة واحدة فقط".


وشدد على أن "هذه الإشكالية غالبا ما تغيب عن بال الكثيرين ممن يتساءلون عن المقاومة في الضفة"، مبينا أن "إمكانية تنفيذ وانسحاب واختفاء المقاومون ومن ثم الانفكاك من كمين الاحتلال المعزز بكل ما يمكن تصوره من وسائل حربية وتقنية، تعد صعبة؛ لذلك عملية جنين صفعة مكعبة للاحتلال".


من جهته، قال المحلل السياسي عدنان أبو عامر إنه "يمكن القول إن إسرائيل قد تكون منيت بفشل أمني وإخفاق استخباري، في طور التحليل والتخمين لما حدث في جنين".


وأكد أبو عامر في تحليل اطلعت عليه "عربي21" أن استمرار العملية ساعات طويلة، وإصابة بعض الجنود الإسرائيليين إصابات خطرة، وعدم الإعلان الرسمي الصريح المحدد عن إلقاء القبض أو اغتيال المستهدفين أساسا من هذه العملية المعقدة، قد يشكل دعما في تقدير الفشل الأمني".


ورأى أبو عامر أن "إسرائيل واستخباراتها وعملاءها ليسوا قدرا محتوما حليفه النجاح في كل مرة".

التعليقات (0)