سياسة دولية

"وثيقة مسربة" تكشف تفاصيل مبادرة السلام.. وواشنطن تنفي

وثيقة عريقات أكدت أن الوضع الأمني سيعطي إسرائيل كامل الصلاحيات لما يجري في الدولة الفلسطينية- الأناضول
وثيقة عريقات أكدت أن الوضع الأمني سيعطي إسرائيل كامل الصلاحيات لما يجري في الدولة الفلسطينية- الأناضول

كشفت قناة إسرائيلية مساء الجمعة، تفاصيل ما أسمتها "وثيقة رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني صائب عريقات لرئيس السلطة محمود عباس، حدد فيها التصورات التي تتضمنها مبادرة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لعملية السلام".


وأشارت القناة العاشرة الإسرائيلية إلى أن الوثيقة المكونة من 92 صفحة، قدمها عريقات لعباس قبل 10 أيام عشية عقد اجتماع المجلس المركزي الأخير، مؤكدة أن معظم ما جاء في خطاب عباس كان بالاستناد للوثيقة التي أعدها عريقات.


وذكرت القناة أن الوثيقة المسربة التي وصلتها، تشير إلى أن خطة السلام الأمريكية تضع ضواحي القدس حسب العام 1967 عاصمة للدولة الفلسطينية، مقابل سماح إسرائيل بحرية العبادة لكل الأديان في القدس والحفاظ على الوضع القائم.


ونقلت القناة عن وثيقة عريقات، أن المبادرة الأمريكية هي جزء من الاستراتيجية الأمريكية في عملية السلام والقائمة على سياسة الإجبار والإملاءات، وتستند للنهج الأمريكي القائل إن "كل من يريد السلام عليه القبول بخطة البيت الأبيض للسلام".

 

اقرأ أيضا: ستريتس تايمز: هل ستقود عملية ترامب للسلام لحرب جديدة؟


وبين عريقات في الوثيقة أن قضية اللاجئين سيتم حلها ولكن دون إقرار حق العودة لداخل الأراضي المحتلة، لافتا إلى أن الخطة تتضمن اعتراف العالم بإسرائيل كدولة يهودية ووطن قومي لليهود، ولن تنص خطة السلام الأمريكية على وجوب اعتراف فلسطين بدولة الاحتلال كدولة يهودية.


وأوضح عريقات أن الوضع الأمني سيعطي إسرائيل كامل الصلاحيات لما يجري في الدولة الفلسطينية المنزوعة من السلاح، وسيتم إيجاد فقط قوة شرطية فلسطينية قوية.


وأكد عريقات أن الخطة تنص على تخصيص مساحات خاصة لاستخدام الفلسطينيين في موانئ حيفا وأسدود، ويتم ربط قطاع غزة والضفة الغربية لكن تحت السيادة الإسرائيلية.


وفي ما يتعلق بالحدود، نوه عريقات إلى أن الخطة الأمريكية تقترح ضم 10 بالمئة من مساحات الضفة لإسرائيل، والمساحة المتبقية (90 بالمئة) تكون أراضي للدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن نتنياهو طلب من ترامب ضم 15 بالمئة بدلا من 10 بالمئة من مساحات الضفة الغربية إلا أن ترامب رفض الطلب الإسرائيلي.

 

اقرأ أيضا: تفاصيل خطة إسرائيلية لضم الضفة الغربية مقابل جزء من سيناء


وبحسب الوثيقة، فإن الرئيس الأمريكي سيعلن عن موافقته للضم الإسرائيلي خلال شهرين وحتى ثلاثة أشهر، بمعنى أنه قبل شهر نيسان/ إبريل القادم سيكون خط الحدود بين فلسطين وإسرائيل محددا في مفاوضات بين الطرفين.


وتشمل الخطة جداول زمنية محددة متفق عليها من الطرفين من أجل إنهاء المفاوضات، إلا أن الجداول الزمنية لا تحدد مواعيد للانسحاب الإسرائيلي من الضفة الغربية، بل إن الانسحاب الإسرائيلي يتم بالتدريج وفق الأداء الأمني الفلسطيني، بحسب وثيقة عريقات.


وفي نهاية الوثيقة، كتب عريقات للرئيس عباس: "يجب عدم إعطاء أي فرصة لخطة ترامب، ولا حتى دراستها"، مضيفا أنه "ليس لدينا أي سبب لانتظار الخطة الأمريكية التي ستترك الواقع القائم على ما هو عليه، كما أنها تمنح الشرعية الأمريكية للمستوطنات الإسرائيلية وتكرس الحكم الذاتي إلى الأبد".


بدورها، نقلت القناة العاشرة الإسرائيلية عن شخصيات رفيعة في البيت الأبيض نفيها صحة ما ورد في الوثيقة التي أعدها عريقات، قائلة: "من المؤسف أن هناك عناصر تحاول تضليل الناس وتحرضهم على خطة السلام الأمريكية التي لم تكتمل صياغتها بعد".

 

اقرأ أيضا: كاتب إسرائيلي: هذه خطة ترامب للسلام بين إسرائيل وفلسطين


وأضافت الشخصيات أن "تصريحات عريقات غير صحيحة ولا ينبغي للقيادة الفلسطينية أن تستند إليها لا في جلسات علنية ولا في محادثات دبلوماسية هادئة".


وأكدت أن "الإدارة الأمريكية ستواصل العمل الجاد على خطة السلام التي سوف تكون جيدة ومفيدة لكلا الجانبين".

 

اقرأ أيضا: صحيفة إسرائيلية تكشف صيغة أمريكية مثيرة للدولة الفلسطينية

التعليقات (1)
سيف الدين الهاشمي
السبت، 20-01-2018 01:05 م
لا يمكن الوثوق بأمريكا ولا بتصريحات "الشخصيات الأمريكية الرفيعة". جميع الرؤساء الأمريكان طعنوا الشعب الفلسطيني وتآمروا عليه رغم قناعتهم بأن إسرائيل هي عدوانية وعنصرية وتضر بمصالح الولايات المتحدة الأمريكية الوطنية. ولكنهم يسمحون للوبي الإسرائيلي بأن يسوقهم من أعناقهم ويركب على ظهورهم ويسوقهم كالحمير لخدمة مصالح الإستعمار العنصري الإسرائيلي في العالم العربي. أمريكا لن تصحوا ولن تغير موقفها طالما أن مصالحها مع العالم العربي لا تتضرر وطالما أن هناك حكومات عربية تضع مصالح شعبها وأمتها فوق كل شيء وهو ما يتطلب موقف جاد وصارم ضد الإستعمار العنصري الإسرائيلي في العالم العربي الذي يمثل مصدر العنف والخطر وعدم الإستقرار في عالمنا العربي. إسرائيل هي خطر على كل العرب والمسلمين وليس فقط على فلسطين والشعب العربي الفلسطيني، فلماذا تكون إسرائيل ضد العرب الفلسطينيين وصديقة مع العرب المصريين أو الأردنيين أو السعوديين أو غيرهم؟ إنهم المصدر الرئيسي لكل مشاكل العالم العربي وهذا ليس تجني وإنما ما تمثله إسرائيل والمنظمة الصهيونية وأدبياتها وسياستها وخططها منذ إنشائها عام 1897. فمتى تصحوا الحكومات العربية ومتى تصحوا الشعوب العربية على هذا الخطرالرئيسي لهم ولأجيالهم ومصالحهم وأمنهم وإستقرارهم؟ متى ؟؟؟