قضايا وآراء

رسائل عنان

بهاء عفيفي
1300x600
1300x600
استطاع الفريق أول سامي عنان من إرسال رسائل متعددة، من خلال إعلانه عن ترشحه للرئاسة في الانتخابات الرئاسية المصرية المقبلة:

1- استطاع إظهار نفسه على أنه رجل دولة، متحدثا بثقة عن نفسه كرئيس سابق للأركان، بتاريخ وظيفي يبعث الطمائنينة في نفوس الناخبين، ويشجعهم على قبوله كخيار متزن لإنقاذ مصر من كارثة محققة في حال استمر السيسي كرئيس لفترة رئاسية ثانية.

2- إظهار فشل السيسي في علاج كل ملفات الحساسة التي تؤثر على الناخب المصري.

3- توضيح موقفه من إساءة استخدام السيسي للجيش في الحياة المدنية، والزج به مجالات تتعارض مع وظائف الجيش الأساسية، مما أدى إلى الحالة المزرية التي أوصل السيسي الجيش المصري لها.

4- اختيار المستشار هشام جنينة ود. حسام حسني ليكونا نائبين له؛ رسالة للتيار المدني والتيار الثوري بأن عنان سوف يسلك مسارا ديمقراطيا مدنيا يميل إلى طموحات ثورة 25 يناير، لما للرجلين من موقف معروف وواضح من ثورة 25 يناير، بعيدا عن خطاب السيسي الفاشي بعسكرة الدولة وديكتاتورية الفرد.

5- أرسل عنان رسالة تهديد واضحة للسيسي وأجهزة الدولة التابعة له؛ بأنه لن يسمح لهم بالعبث بالانتخابات وترهيب المواطنين. وأخطر ما في البيان، اعتبار عنان؛ السيسي مرشحا محتملا للرئاسة لا رئيسا ديكتاتوريا يملك كل أجهزة الدولة. وأظهر عنان عن نيته على معاقبة من سوف يتورط مع السيسي في تزوير الانتخابات، وهذا سوف يؤدى إلى انهيار نظرية أن السيسي سيفوز بالانتخابات بلا شك.

6- توضيح عنان رؤيته لشكل الدولة المصرية التي يرى أنها دولة مؤسسات، وهي تتعارض مع ما يقوم به السيسي الذي يُخضع كل مؤسسات الدولة له. وهو أمر إيجابي يصب في مصلحة عنان، حيث يظهر الفرق ما بين رؤية عنان وأفعال السيسي.

7- وجه عنان خطابه للشعب المصري على أنه يحترم هذا الشعب، ويقدره ويثمنه باعتباره أهم مصادر قوة هذا الوطن. وهذا يتناقض مع تعامل السيسي مع الشعب على أنه عبء على الدولة، وتعمده لإهانة المصريين في أي مناسبة يتحدث فيها. وهذا يعتبر بداية لحوار جيد بين المرشح الرئاسي والشعب. ولم ينس عنان أن يدعو المصريين للمشاركة بإيجابية في العملية الانتخابية؛ من أجل تغيير الواقع السياسي في مصر.

الخلاصة: أن معركة تكسير العظام قد بدأت، والنتيجة لن يحسمها الا الشارع المصري الذي سوف يختار إما أن يكون إيجابيا ويُحدد مستقبله السياسي، أو أن يكون سلبيا ويختار أن يستسلم لليأس ويبقى تحت حكم السيسي لفترة رئاسية جديدة؛ يعلم الله وحده متى سوف تنتهى.
التعليقات (0)