صحافة دولية

البايس: نفوذ ولي العهد السعودي يغذي صراعات الشرق الأوسط

ابن سلمان يسعى إلى وقف النفوذ المتزايد لإيران في الشرق الأوسط- جيتي
ابن سلمان يسعى إلى وقف النفوذ المتزايد لإيران في الشرق الأوسط- جيتي

نشرت صحيفة "البايس" الإسبانية تدوينة تحدث من خلالها الكاتب عن جهود ابن سلمان الحثيثة الرامية إلى وقف النفوذ المتزايد لإيران في منطقة الشرق الأوسط.


وقال الكاتب، في تدوينته التي ترجمتها "عربي21"، إن محمد بن سلمان قد أكد في أحد تصريحاته أن الهدف الرئيسي لإيران يكمن في الوصول إلى مكة المكرمة والسيطرة عليها. "لكن السعودية لن تبقى مكتوفة اليدين ولن تنتظر وصول الصراع إلى عقر دارها، وإنما ستعمل على توجيهه نحو إيران".

 

وأضاف: "على ما يبدو أن تصاعد التوترات بين كل من السعودية وإيران يعكس النهج السعودي الحازم ضد منافس الرياض الإقليمي للهيمنة على المنطقة، ما من شأنه أن يطلق العنان لصراع آخر".

وبيّن الكاتب أن ابن سلمان يرى أن إطلاق الصواريخ الباليستية مؤخرا من قبل الحوثيين اليمنيين على السعودية، يعد في حد ذاته "عملا من أعمال الحرب" التي تشنها إيران، علما وأن الرياض قد اتهمت طهران بتسليح الحوثيين. وعلى ضوء التصعيد اللفظي بين زعيمي البلدين، خاصة بعد أن وصف بن سلمان المرشد الأعلى الإيراني بأنه "هتلر الجديد في منطقة الشرق الأوسط"، يخشى بعض المحللين حدوث مواجهة مباشرة بين البلدين.

وتجدر الإشارة إلى أن العداوة بين كلا البلدين قد تعززت إبان الثورة الإيرانية في سنة 1979، التي أطاحت بالملكية لتنشأ الجمهورية الإسلامية. ومنذ الغزو الأمريكي للعراق في سنة 2003، تزامن تنامي نفوذ طهران في المنطقة مع تراجع النفوذ السعودي.

وأضاف الكاتب أن "تربع محمد بن سلمان على العرش قد أدى إلى حدوث تغيير كبير في السياسة السعودية، فبمجرد تعيينه وزيرا للدفاع في سن التاسعة والعشرين، تدخل ولي العهد في الحرب في اليمن. كما حاول ابن سلمان، دون أن يحقق أي نجاح، تشكيل قوة عسكرية عربية لوقف التوسع الإيراني".

 

بالإضافة إلى ذلك، يعتبر كل من ابن سلمان وحلفائه في البحرين والإمارات العربية المتحدة، أن طهران تشكل تهديدا حقيقيا للمنطقة. كما أن هذه الأطراف مقتنعة بأن إيران تسعى إلى تنفيذ مخطط الهلال الطائفي الشيعي انطلاقا من لبنان وأفغانستان، مرورا بسوريا والعراق واليمن، وكذلك في صفوف الأقليات التي تعترف بهذا المذهب في شبه الجزيرة العربية، بما في ذلك المملكة السعودية نفسها.

وأورد الكاتب أن إيران "قد نجحت في الدفاع عن مصالحها الاستراتيجية ضد جهود أعدائها للحد من نفوذها، خاصة بعد هزيمة تنظيم الدولة في العراق وسوريا. إلى جانب ذلك، نفت إيران التدخل في شؤون جيرانها العرب الذين، وفقا لوزير الشؤون الخارجية الإيراني، محمد جواد ظريف، "لهم أهمية كبرى بالنسبة لمصالح إيران".

 

اقرأ أيضا: بلومبيرغ: إلى أين تمتد حدود اللعبة السعودية في المنطقة؟

ونقل الكاتب على لسان السياسي الأمريكي بروس ريدل، من معهد بروكنغز، أن "الملك السعودي وولي عهده بصدد تبني نهج طائفي أكثر تطرفا في تاريخ المملكة ضد الشيعة داخل البلاد وخارجها". من جهة أخرى، يرى محللون آخرون مثل بول بيلار، أن هذا الحماس السعودي المفاجئ يعد بمثابة وسيلة "لإلهاء الشعب عن المشاكل الداخلية واستنهاض المشاعر القومية".


وأفاد الكاتب أن الحرس الثوري الإيراني قد اضطلع بدور أساسي لضمان بقاء بشار الأسد في السلطة ودعم حلفائه في العراق، فضلا عن منع الاستقلال الكردي ودعم القضايا الشيعية من خلال توفير المساعدات العسكرية. بناء على ذلك، لم تعمل هذه الدبلوماسية العسكرية على إثارة المخاوف في المنطقة فحسب، وإنما أصبحت أيضا موضع تساؤلات وشكوك كثيرة داخل إيران، الأمر الذي تجلى بوضوح في الاحتجاجات الأخيرة. 

وأوضح الكاتب أنه في ظل غياب آليات حوار بين كلا القوتين، من المتوقع أن تبادر السعودية، التي أصبحت أكبر مستورد للأسلحة في العالم، بقرع طبول الحرب. من جهته، صرح المحلل ميتشل بليتنيك، أن "السعوديين بصدد خوض لعبة خطيرة جدا"، مشيرا إلى أن السعودية تحظى بدعم من قبل كل من إسرائيل والولايات المتحدة. ووفقا لبليتنيك ترغب هذه القوى الثلاث في التصدي لإيران على أمل إحداث تغيير في النظام، على الرغم من عدم تصريحها بذلك علنا، نظرا إلى الجدل الذي يمكن أن تسببه.

وأفاد الكاتب أنه وعلى الرغم من أن ميزانية الدفاع السعودي تقدر بحوالي تسعة أضعاف الميزانية الإيرانية وأسلحتها الحديثة، إلا أن هناك فرقا كبيرا من حيث عدد السكان (حوالي 32.5 مليون من بينهم 12 مليون مهاجر في السعودية، مقارنة بحوالي 82 مليون نسمة في إيران). وبالتالي، يمثل عدد الجنود السعوديين أقل بكثير من الإيرانيين (256 ألف ضد 534 ألف)، في حين تعد المملكة أقل قدرة على التعبئة. وفي الأثناء، لن يحول كل ذلك دون استمرار بن سلمان في اتباع نهج عدواني، وزيادة خطر الانفجار الإقليمي.


وأبرز الكاتب أنه في الماضي كان النظام السعودي قادرا على اللجوء إلى التلاعب بإنتاج النفط للضغط على منافسيه، لكن ذلك لم يعد ممكنا في ظل انخفاض أسعار النفط. وفي هذا السياق، يرى الباحث في مركز كارنيغي للشرق الأوسط، يزيد صايغ، أنه "إذا أرادت السعودية إيجاد خيارات أكثر فعالية، فعليها إيجاد طرق ناجعة في إدارة علاقتها مع إيران".

وفي الختام، أشار الكاتب إلى أن ولي العهد السعودي قد أكد أن الحوار مع إيران سيكون مستحيلا من دون استعادة التوازن الاستراتيجي أولا. ومن جانبهم، لا يرى القادة الإيرانيون حاجة لاتخاذ الخطوة الأولى في إطار هذه المواجهة.

 

رابط التدوينة: https://elpais.com/internacional/2018/01/18/actualidad/1516284230_229292.html

التعليقات (1)
كاظم أنور دنون
الثلاثاء، 23-01-2018 02:24 م
يعني من إستحب العمي عن البصيرة فهذا شأنه، ولكن ذلك لا يقلل من أن خيانة آل سعود شيء فهي ساطعة مثل الشمس في كبد السماء............. أما الحديث عن المساعدات التي قدمها كلاب آل سعود لفلسطين والشعب الفلسطيني، فهنا الحديث يطول ، نعم لقد قدم آل سعود الكثير من الأموال للسلطة الفلسطينية ( عباس ) حتى يكمل خيانته وغدره للقدس وفلسطين بالوقت الذي لم تقدم دينار واحد لحماس أو غزة التي شهدت 4 حروب من العدو الصهيوني خلال 5 سنوات، وما زالت البيوت مدمرة والأيتام جياع دون مآوى أو مدارس إلى اللحظة هذه، فأين مال آل سعود؟؟ بالوقت الذي يشترى سفيه آل سعود لوحة ماسونية بنصف مليار دولار ، نجد أن 65 مليون دولار لم تدفع الى الأنروا لإغاثة ملايين الفلسطينين ولإغلاق مدارسهم ولزيادة بؤسهم ، فلمصلحة من ذلك يا آل سعود؟؟ لقد أحتلت فلسطين في 48 وبعهدها 67 وقامت بعدها حركات مقاومة مسلحة في مختلف دول الجوار، قولوا لي كم شهيد من آل سعود في فلسطين؟؟؟ صفر ، طيب كم مرة شارك الجيش السعودي بتحرير فلسطين خلال هذه الحروب؟؟ صفر..... طيب كم مرة تدخل النظام السعودي لمساندة ومساعدة الكيان الصهيوني وعملائه؟؟ لا تعد ولا تحصى، من محاربة عبد الناصر الى دعم النظام الأردني الخائن في قتل الفلسطينين ، ومرورا بلبنان والدور السعودي فيها ( أنظر حتى من رجال السعودية بلبنان هم كميل شمعون الماسوني الصهيوني، بشير وأخيه أمين الجميل الخونة، وأخيرا جعجع ) الى إسقاط صدام ثم حرف البوصلة عن العدو الصهيوني الى إيران، وأخيرا وليس آخرا دور آل سعود بإسقاط الشرعية في مصر وإستبدالها بكلب الصهاينة السيسي ووووو ................. بالختام أقول إن ركيزة الأستعمار البريطاني في كسر دولة الخلافة الأسلامية وإنشاء الكيان الصهيوني وخمايته، كانت قائمة على عائلتين مركزيتين هم ( آل سعود بالشرق) و( عائلة الحسين بن على ) وهما الى هذه اللحظة يقومون بدورهم بكامل الفعالية والأخلاص.