صحافة دولية

الغارديان: ماذا بعد سحق المعارضة وإسكات المنافسين بمصر؟

الغارديان: بعد سحق المعارضة وإسكات المنافسين بات انتصار السيسي مؤكدا- أ ف ب
الغارديان: بعد سحق المعارضة وإسكات المنافسين بات انتصار السيسي مؤكدا- أ ف ب

نشرت صحيفة "الغارديان" تقريرا للصحافية روث مايكلسن، جاء تحت عنوان "مع سحق المعارضة ستكون الحملة الرئاسية شأنا مكبوتا"، تتحدث فيه عن مسار الانتخابات المصرية، الذي لم يخلف أحدا إلا المرشح عبد الفتاح السيسي، الرئيس الحالي، 

 

وتبدأ مايكلسن تقريرها من داخل شقة قريبة من ميدان التحرير، وهي المقر الرئيسي للحملة التي تدعم السيسي "علشان نبنيها"، وفي الغرف الخمس للشقة تطل صورة السيسي على الغرف الفارغة في الحملة التي تدعم ترشح السيسي لولاية ثانية. 

 

ويشير التقرير، الذي ترجمته "عربي21"، إلى أن هذه الحملة بدأت في تشرين الأول/ أكتوبر؛ في محاولة لتعبئة الدعم للسيسي، حتى قبل تحديد موعد الانتخابات في آذار/ مارس، وقبل إعلان السيسي نيته الترشح في الرئاسة يوم الجمعة. 

 

وتقول مايكلسن إن "انتصار السيسي بات مؤكدا، حيث تم سحق المعارضة، وتم منع مرشحين من خوض الانتخابات، ورغم الحملات التي يقوم بها ناشطو (علشان نبنيها)، إلا أن الدعم للسيسي يظل صامتا، وفي كانون الأول/ ديسمبر، قال الناشطون إنهم استطاعوا جمع 12 مليون توقيع لحث السيسي على الترشح لمرة ثانية". 

 

وتستدرك الصحيفة بأن هناك قنوات تلفازية مصرية بثت مقاطع ظهر فيها أنه يدفع للمصريين ليوقعوا على العريضة، مشيرة إلى أنه تم التحقيق مع مدير مدرسة في منطقة الدلتا؛ لأنه طلب من الموظفين والأساتذة التوقيع، وأرسل إثباتا إلى السلطة التعليمية. 

 

وفي أثناء زيارة إلى مقر الحملة لم تجد الصحيفة إلا موظفا واحدا، يجلس إلى جانب كومة من العرائض غير الموقعة، وقال الموظف الوحيد العامل في المقر، ويدعى محمد طاهر، إن امرأة جاءت مع ابنها الصغير، وذهبت مباشرة، وقبلت حذاء السيسي اللامع في الملصق، وكتبت إلى جانبه عدة شعارات "لأننا نريد التخلص من الإرهاب ونستمر في القيادة ونتخلص من الفساد". 

 

ويلفت التقرير إلى أن إعلان السيسي عن ترشيحه جاء بعد مؤتمر استمر لمدة ثلاثة أيام، وكان تحت عنوان "حكاية وطن"، الذي خصص للحديث عن إنجازاته. 

 

وتفيد الكاتبة بأن "الحاكم المستبد صعد إلى السلطة بعد انقلاب عام 2013، وبنى قاعدة من المعجبين به، حيث رسمت صورته على الشوكولاتة والملابس الداخلية للنساء، قبل أن يفوز في انتخابات عام 2014 بنسبة 97%، إلا أن الأغنية التي لحنت لحشد الدعم له لم تعد تسمع إلا نادرا، بعد فترة من الشلل الاقتصادي والعنف الجهادي".

 

وتبين الصحيفة أن السيسي وعد في الحملة الانتخابية لعام 2014 بتحقيق الاستقرار والازدهار الاقتصادي للمصريين، لافتة إلى أن سنوات حكمه تميزت بالدموية وقمع المعارضة، وتم الحد من نشاط العمل المدني، فيما وصفت لجنة "صحافيين بلا حدود" مصر بأنها: "واحدة من أكبر السجون للصحافيين في العالم". 

 

وينوه التقرير إلى أن الحكومة المصرية قبلت بمساعدة طارئة من صندوق البنك الدولي في نهاية عام 2016؛ لمواجهة الأزمة الاقتصادية، ما أدى إلى تخفيف الوضع المتفافم وإن لفترة قصيرة، إلا أنه زادت كلفة الحياة اليومية للمصريين. 

 

وتنقل مايكلسن عن طاهر قوله: "أي شخص ينتخب يقدم وعودا، لكن متى يحققها هذا هو المهم"، وأضاف أن "الناس جاءوا من أماكن بعيدة لزيارة مقر الحملة وتوقيع  العريضة"، لكنه لم يقل كيف جاءوا، وعدد التوقيعات التي وقعوها في المقر الرئيسي. 

 

وتذكر الصحيفة أن استطلاع عام 2016، الذي أعده المركز المصري للرأي العام، وجد أن شعبية السيسي تراجعت من 82% إلى 68%، بعد 28 شهرا من وجوده في الرئاسة، لافتة إلى أنه لم تجر أي استطلاعات منذ ذلك الوقت. 

 

ويقول طاهر (25 عاما) إنه انضم إلى المحتجين في ميدان التحرير عام  2011 على أمل التغيير، وحصل الآن على وظيفته من النائب محمد شعبان، الذي يقف وراء حملة "علشان نبنيها"، وعرض عليه العمل في الحملة، حيث كان يعمل  في شركة كهربائيات يملكها النائب، "الذي رفض الرد على المكالمات للتعليق". 

 

ويورد التقرير أن السلطات اعتقلت في يوم الثلاثاء رئيس هيئة الأركان سامي عنان، الذي كان الشخص الوحيد الباقي لتحدي السيسي، حيث استبعدت سلطة الانتخابات الجنرال بعد توجيه تهم له بالتزوير، لافتا إلى أن محمد أنور السادات، ابن أخ الرئيس السابق، قرر الخروج من السباق؛ لعدم وجود فرصة منافسة نزيهة، وانتقد حملة جمع التوقيعات قبل الإعلان، حيث قال إنها تخرق الدستور. 

 

وتقول الكاتبة إن السادات واليساري المحامي خالد علي تحدثا عن تحرشات ومضايقات، مشيرة إلى أنه من المستبعد نجاح علي في الترشح؛ بسبب القضية القانونية والحكم الصادر ضده.

 

وتختم "الغارديان" تقريرها بالإشارة إلى أن السيسي حصل على دعم 500 من 596 نائبا في البرلمان دعموا حملته.

التعليقات (0)